الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس تنسيقية الأطباء الأحرار

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:03:03

طبعًا، الاجتماع في الجامعة كان برئاسة [الأمين القطري المساعد لحزب البعث و] رئيس مكتب الأمن القومي [السابق]، سعيد بخيتان، وكان النقاش بعد أحداث درعا وأحداث دوما، ونحن نتذكر أنه بعد مظاهرة دوما التي حصل فيها إطلاق نار من سطح المركز الثقافي، وكان ذلك الاجتماع في شهر نيسان/أبريل تقريبًا، وفي هذا الاجتماع، كانوا ينكرون أن الذين يطلقون النار هم مجهولون، وأحد إخوتنا من درعا قام، وقال: [بالنسبة] الناس الذين ماتوا في درعا، [برأيكم] لماذا حصل هذا الأمر؟! طبعًا صار تشبيح عليهم داخل [الإجتماع]، وكان لابد من المساندة لأنه يبدو أننا كنا نجلس في مدرج الجامعة الكبير الذي تحصل فيه الخطابات، وبعدها اكتشفنا أنه على يمينك ويسارك يوجد عناصر أمن، وعندما نريد التدخل فإنهم يقفون، ويسيطرون على الموقف.

وطبعًا في هذه الفترة قال سعيد بخيتان: لا لإلغاء للمادة الثامنة. وكان الناس يطالبون بإلغاء المادة ثمانية التي تنص أن البعث هو الذي يحكم (يقود الدولة والمجتمع- المحرر). 

الحقيقة أنني كشخص لم أكن في الواجهة في التنسيقيات، ونذكر في وقتها أنه بدأ مجلس قيادة الثورة، أو بدأت التنسيقيات، وأعتقد أنها كانت بعد حادثة الحريقة التي حصلت مع تاجر من تل منين، وكان رد فعل التجار عاديًا، وفي وقتها، جاء وزير الداخلية وحاول حلها، وكان ذلك في شهر شباط/ فبراير .

وبعد ذلك حصلت مظاهرة سوق الحميدية أو وقفة وزارة الداخلية، وأنا من الناس الذين كانوا يتابعون ما يحدث، ولم أكن جزءًا منها، وطبعًا الأشخاص الذين قاموا بها معروفون. وعندما جاءت أحداث درعا والذي حصل في أحداث درعا أنه حصل قتل، ولا يمكن للشخص أن يكون حياديًا، ففي تاريخ 18 آذار / مارس عندما حصل القتل، وسقط أول شهيد طبيب في تاريخ 21 آذار/ مارس 2011 (الطبيب هو علي المحاميد- المحرر)، عندما كان يقوم بالإسعاف من الجامع العمري بسبب الاعتداء، فلم يعد ممكنًا لأي شخص أن يكون حياديًا؛ لأن النظام ذهب باتجاه القتل، والذي أجج الأمر أكثر هو أخذ الجرحى من مستشفى المواساة، والحقيقة أن سحب الجرحى من المستشفيات كان ضربة قوية، وحتى عندما انتفضت دوما، وانتقل الدور إلى دوما، ونحن نعرف بأن درعا إذا تركت لوحدها فإنه سيحصل فيها مثل ما حصل في حماة، ومباشرة الشعب السوري وكل المحافظات بدأت تباعًا تخرج، وتدعم درعا حتى لا تسقط درعا، أو لا يُستفرد بدرعا، والناس وجدوا فرصة فكما حدث في الدول العربية فستذهب سورية إلى التغيير. والحقيقة إن النظام كان ينكر، وهذا بسبب ضعفه، فيقول: ليس هو من يطلق النار.

 عندما بدأ إطلاق النار بدأ دورنا كأطباء، وكيف سنساند الثورة السورية؟ وكيف سندعم الجرحى؟ وكيف سنقوم بالتأمين؟ ومن هنا كانت هناك عدة طرق، ويوجد شيء اختلفت فيه معهم، ونحن اليوم بعد سنوات نقوم بالتقييم، ونحن عندما نراجع فإننا نقيم الخطوة أو الرأي، وإما أن تقول: أنا كنت على حق، وفلان ليس على حق. لأنك بعد سنوات تظهر لك النتائج ، ولكن في تلك الفترة كانت هناك صعوبة في الدفاع أو تخطئة الآخر، ويمكن لأي شخص أن يكون رأيه صحيحًا، وعندما أعلن إخوتنا [ الأطباء تأسيس] الأطباء الأحرار كنت ضد الإعلان؛ لأنه في الحقيقة كان إعلان إخوتنا فيه عدم حرص أمني واضح، وكانوا يستهينون بالنظام؛ وبالتالي حصلت اعتقالات، واستشهد أشخاص مثل: أخينا أسامة البارودي، ومجموعة كبيرة استشهدت في السجون، وهؤلاء الأشخاص اعتقلوا من البداية، و أخونا محمود الرفاعي- الحمد لله- تم تحريره أمس، و كان من المؤسسين، و كان هناك إخوة تم اعتقالهم وخرجوا، فكان الخلاف أنه لا يمكن أن يكون الأمر بهذا الشكل، وأين تظنون أنفسكم ؟ وهل تظنون أن النظام بسيطًا؟! فكان هذا هو الخلاف، ومع ذلك تعاونت معهم في تأسيس أول مستشفى، وقلت لهم: يا شباب، بعد فترة، ستعرفون أننا لن نستطيع أن نطبب، ويجب أن تكون لدينا أجهزتنا و مستشفياتنا الخاصة. 

حاول الأطباء مشاركة المتظاهرين، وفي كل مظاهرة، كان يحصل اعتداء إما بالضرب بالهراوات أو بإطلاق النار، والمشكلة الأكبر أنه إذا تم إسعاف هذا المتظاهر إلى أي مستشفى فسوف يعتقل، فكان لابد من أن نجد بديلًا، وحصل تشكيل الأطباء الأحرار، والحقيقة أنني أعرف بعضهم، ولكنني لم أتدخل لسبب وهو: أولًا- كنت أكبرهم عمرًا، فهناك فارق العمر، وأكثرهم كانوا من الشباب، من طلاب الدراسات، وجميعهم أصغر مني، وهذا أولًا. وثانيًا- الطريقة الحماسية، ونحن كان يهمنا التنظيم، ولكن كان الأمر يحتاج إلى حرص أكبر، والهدف منها كان إقامة نقاط طبية بديلة في عدة مناطق وعدة أحياء، وحتى إذا كان يجب علينا التطبيب في المستشفيات فيجب أن يكون ضمن سرية أو طريقة معينة وضمن علاقات متينة. وأنا كنت مع الأهداف، ولكنني لست مع التكنيك(الطريقة) الحاصل، وفي النهاية، انكشفوا باكرًا، وبدؤوا يعتقلونهم، ولكننا لم نتوقف، وكنت مع اللامركزية في العمل حتى إذا اعتقل أي شخص فلا يُعرف الباقي، وأنا مع أن تعمل كل منطقة بسرية، ولا تتعلق بغيرها، وأذكر أخانا الدكتور محمد أبو هلال الذي تم اعتقاله، فأرسل خبرًا أنه لا يستطيع الصبر على التعذيب، وبدأ البقية يهربون إلى خارج البلد.

في إحدى المرات، أرسلوا لي منفسة وأنا كنت أقوم بتشكيل مستشفى ميداني في وادي بردى؛ لأنه كان يجب علينا تطبيب الناس بعد ضربة رنكوس التي كانت في البدايات، وقاموا بإسعاف الناس إلى منطقتنا، وأنا طببت جزءَا منهم، ولم يكن لدينا منفسة، وأخذت أول منفسة من الأطباء الأحرار، وأرسلوها لي عن طريق صبيتين، ومع أنني رفضت الاحتكاك معهم، ولم يعرفوا لمن سلموها؛ لأنه كان لدينا حرص شديد، فربما أكون أكبر سنًا منهم، وربما لدي وضعي الاجتماعي وأنا معروف في الجامعة أو مستشفى الشامي، وكنت تحت الأضواء بشكل كبير، فتحركي يكون أصعب، ولكن هذا لم يكن يمنعنا من أن نعمل.

حصلت اعتقالات لأطباء درعا، وخاصة في حلب، فأصبح الاعتصام عندنا في مسشتفى المواساة، وأخبرني طلاب الدراسات الذين يعملون معي بأنهم سيقومون باعتصام، وسألوني: كيف سنقوم بهذا الاعتصام؟ وقلت لهم: أنا في مركز جراحة القلب، وأنا سأحاول... ومن يريد النزول فلينزل، وأنا أستطيع ترتيب برنامج العمليات كاملًا من دونكم.

الحقيقة أنه قد حصلت اعتقالات لأطباء درعا بالذات أو طلاب درعا في حلب نتيجة احتجاجهم على سحب الجرحى، فحصلت اعتقالات واسعة، وعمت، وكانت تخص إخوتنا في درعا تحديدًا، فنزل طلاب الدراسات، وهي كانت وقفة احتجاجية، فيتوقف طلاب الدراسات ساعة عن العمل؛ لأنهم زملاؤهم، ويقفون في ساحة مسشتفى المواساة، وهذه في تلك الفترة تعتبر جرأة كبيرة، وهي ليست سهلة، والبلد لا يوجد فيها أي مظاهرة، فنزل طلاب الدراسات الذين كانوا معنا، وأنا في وقتها كان عندي عمل جراحي، وكنت أعمل مع الممرضين، وعندما تم التحقيق معي قلت لهم:  كنت موجودًا في العمليات وأنا استطعت النجاة من السجن الطويل؛ لأنني كنت موجودَا في العمليات، وأعطيتهم اسم المريض، وهنا سألني المحقق: كيف تستطيع حفظ أسماء مرضاك؟ واعتبروها نقطة ضعف، فقد قاموا بالتحقيق معي في تاريخ 26 نيسان// أبريل 2011 يعني كانت المذكرة بذلك التاريخ أي بعد فترة من العملية، فكيف أحفظ اسم المريض، وهذا ما أخذ علي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/19

الموضوع الرئیس

النشاط الطبي في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-11/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مكتب الأمن القومي في حزب البعث _ النظام

مكتب الأمن القومي في حزب البعث _ النظام

جامعة دمشق

جامعة دمشق

مجلس قيادة الثورة السورية

مجلس قيادة الثورة السورية

الشهادات المرتبطة