الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مواقف خلال النشاط الطبي في منطقة وادي بردى في 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:18:21

في هذه الفترة الأمر الذي استغليته أنه كان في المنطقة عدة أطباء، سميت أحدهم مدير الصحة، على الورق، وأذكر أنه كان صيدلي، والآخر طبيب أسنان، وكان فارق العمر بيننا كبير وكنت أمزح معهم، وهم أطباء وصيادلة وأقول لهم، سأجعلك وزيراً للصحة من باب المداعبة والمزاح، وبدأنا نقوم بإحضار الأدوية إلى المناطق، وبدأنا بتشكيل المستشفى الميداني تهيؤاً بأننا في أي لحظة يمكن أن نضطر لاستخدامه، والحقيقة كانت كل الأموال شخصية، واعتقد حينها، أن أحد التجار قال أنا مستعد أن احضر أدوية بقيمة 300 ألف ليرة سورية، وهي تعادل في ذلك الوقت 6 آلاف دولار، وبدأنا بتجهيز كل شيء، وكل الأموال من السوريين، ولم يكن يوجد، يعني حتى المنظمات لم تدخل إلى سورية إلا متأخراً، ونحن قمنا بإجراء آلاف العمليات قبل أن يتدخلوا فكانت كلها محلية ومن أشخاص سوريين ومنا.

أنا أريد التصحيح بأنه ليس بلطف، ولكن بحذر، هناك فرق، كان لا يفرط كثيراً لكنه يقف عند حد معين، ونحن رأينا ماذا فعل النظام في دوما وهو يقف عند حد معين، وهذا ما قصدته، يعني لا يذهب باتجاه مجازر واسعة في البداية، وهذا ما قصدته في البدايات، وهو كان يقوم بضرب أو إصابة عدة أشخاص ثم ينسحب، و يتنصل بأنه ضربهم، وبعدها وصل إلى مرحلة وضرب الكيماوي في ريف دمشق، ولكن في البداية كان يضرب ويقول أنا لم أضرب، وهذا لا يعني أنه لطيف ولكنه يتنصل من الضرب، بحيث أنه لا يضع نفسه في الواجهة، وكان يقول أشخاص مسلحين أو أشخاص مجهولين.

نحن في البداية كنا نقطة طبية، ثم مستشفى، وكنا سنصبح وزارة من باب أننا أن شاء الله سوف نسيطر وكان لدينا حلم بإسقاط النظام، وبصراحة وليست فقط مزحة، نحن كنا نشعر بأن هذا الشيء قريب وليس بعيد، وقطعنا مشوار بالعودة، وأنا عندما دخلت إليهم وخرجت (إلى فرع الأمن السياسي)، أنا أحسست أنه لا عودة بالمصالحة مع النظام، وأنا في مسيرتي كنت ضد جنيف 2 وأستانة، لأنني جلست مع النظام في داخله وشاهدت بأنه إما أن يقتلنا وأما أن نصبح عبيدًا، ولا يوجد عنده حل ثالث، وهذه قناعتي ولا زالت، والنظام لا يوجد لديه مفاوضات ولا يتنازل عن النصف أو التسويات، ولا يوجد لديه هذا الموضوع، وأنا بعد لقائي مع قائد الفيلق الثاني اللواء علي درغام أبو علاّم وقال لي: نحن سنستخدم الطيران، ومازال إطلاق الرصاص فقط، وقال: نحن مستعدون أن نستخدم الطيران عندما هددته بنزول الناس إلى ساحة الأمويين وكان اسمه اللواء علي درغام، وقال لي: سنستخدم الطيران، فهذا الكلام في عام 2011 وهذا يعتبر، وكان عندي معرفة طويلة معه وجلسات وزيارات، ومع ذلك قال لي سنستخدم الطيران، وأنا كان عندي قناعة في تلك الفترة بأنه لا يوجد مجال إلا أن ننتصر عليه أو ينتصر علينا.

بصراحة الإصابات جاءت متعددة وحتى بأشكالها وأسبابها، ونحن نذكر بأنه ضُرب المتظاهرين في قدسيا بسلاح الصيد، و جاءتنا إصابات من قدسيا بخردق بنادق الصيد التي استخدمها النظام، وتجد أن الشخص لديه الكثير من الخردق في جسده وجميع هؤلاء كانوا متظاهرين مدنيين.

أكثر إصابة آلمتني وجعلت عندي ردة فعل، و هنا قلت للشباب انتبهوا من استخدام السلاح، وأذكر أن أحد الشباب كان يأخذ الخبز إلى الغوطة في أثناء الحصار على الغوطة، وهو أول حصار، وقد أخذ الخبز والحليب هو وشخص أخر، وعلى حاجز النظام في حرستا أطلقوا عليه النار في رأسه، وقال عناصر النظام للشاب الثاني خذه إلى وادي بردى وقل لهم هذه هدية، وهذا الشاب كان من عائلة الدالاتي واحضروه إلى عين الخضرة، واستدعاني الناس، والحقيقة عندما ذهبت إلى هناك كان لا يزال على قيد الحياة، وصحيح أن إصابته كانت في رأسه ودماغه كان مهشم، ولكنه لا يزال على قيد الحياة، وهذا كان مؤلماً لوالده، ويسألني والده أن أتفقده إذا كان ميت أو لا يزال على قيد الحياة، وهو فعليا دماغه مهشم تماماً، ودخول وخروج الطلقة يدل على أنه تم إطلاق النار من مسافة قريبة ليست اكثر من 40 سم، وهذا دليل أنهم أطلقوا عليه النار من نافذة السيارة يعني عن قرب، والحقيقة كان من المؤلم جدا إخبار والده وهو يرى ابنه يتحرك حركات، وصحيح أن لديه موت دماغي وقلبه ما يزال يعمل، ثم توفي عند أهله في منزله بعد عدة ساعات من نقله من حرستا إلى هنا.

والحقيقة أن النظام كان يرسل رسالة يقول فيها أن الخبز مقابل القتل، وهذه كانت رسالة واضحة من النظام وتم تشييع هذا الشاب، وأنا أذكر في تشييعه أن أكثر من 10 آلاف مواطن من كل قرى وادي بردى الذين شيعوه، سواء كانوا مع الثورة أو ليسوا مع الثورة، وهنا بدأت هتافات بإسقاط النظام، وحتى أنه كان يوجد أشخاص لا يريدون ذلك، ولكن تم الهتاف بإسقاط النظام، والحقيقة أثناء الدفن قام شخص من جوار المقبرة وأطلق الرصاص، وقال أن هذا النظام لا يمكن التعامل معه، وأنا بعدها قلت للشباب أرجوكم، وقلت لهم النظام ينتظر منا سحب السلاح حتى يدمر المنطقة، وأنا كنت دائماً أقول لهم أن النظام لديه سلاح أقوى منا بكثير وإذا سحبنا عليه السلاح، هو يتمنى ذلك حتى يقتلنا، ونحن لا يوجد عندنا سلاح يواجه سلاحه، وأنا هنا كان تخوفي لأنه لدى شبابنا لا يوجد توازن، واليوم النظام يستفزنا حتى يقتلنا، ولا يجب أن تحصل اليوم مواجهة وإذا حصلت مواجهة، وخاصة ضمن القرى وبين الناس، يعني ربما يتبعون تكتيك آخر مثل حرب العصابات وأما اليوم المواجهة المباشرة وهذا الأمر كان مخيفًا.

 أنا أيضا رأيت عندما حاول الدخول إلى المنطقة، وطبعاً كان هذا بتاريخ 1 شباط/ فبراير 2012 أو أول دخول إلى المنطقة عسكريا، وتم تدميره، وطبعاً اللقاء مع علي درغام كان في نهاية شهر تشرين الأول/ نوفمبر 2011 وقبل أن يحدث شيء، وقال لا يمكن أن نقبل وأما أن تخضعوا أو ندمركم.

الحقيقة أنا رأيت هنا إصابات كبيرة، يعني شخص خرجت أحشاؤه، وحتى إنني أعدت أحشاؤه وقلت لهم خذوا هذا الشخص إلى المستشفى حتى لو أخذه النظام لأنه 90% لن ينجو، ويوجد أحد الأشخاص بترت له قدمه في الطريق أخذته على بيت يعني أصبحنا نقسم المرضى، وفي تلك الفترة لم تكن أدواتنا كاملة، وبعدها استكملنا المستشفى يعني حتى نستطيع القيام بعملية كاملة، وأما في تلك الفترة كانت أدواتنا جداً بسيط، وحتى هذا الشاب أنا أخذته إلى قدسيا ودخلت إلى المستشفى ثم أخبرتني الممرضة أن أهرب لأن المستشفى أبلغ النظام عني فغادرت، والحقيقة كان يوجد فيها الكثير من الصعوبة، وتوفي هذا الشاب بعد يومين في المستشفى رحمه الله، فكانت الإصابات شديدة طبعاً، ونحن من هنا فكرنا بأنه لا يمكننا الاستمرار على هذا الشكل مع الحقيبة الإسعافية، ومع كل أسف ظلت المنظمات تجلبها لنا لما بعد سنتين، والأمر ليس ضربة خفيفة على الوجه، واليوم أصبح لدينا فقدان أعضاء، وطلق ناري في البطن، ويوجد إصابات شديدة إلى الدرجة الخطرة ونحتاج إلى مستشفيات.

طبعا اقتحام المنطقة كان في تاريخ 1 شباط/ فبارير 2012، وجاء لواء من الحرس الجمهوري وتم تدميره وتعزيزه فيما بعد بقوات، وسقط عندنا في المنطقة 9 شهداء، وكانت خسائر النظام جداً كبيرة، وأنا هنا دخلت في أول مفاوضات واتصل معي بعض الشباب و وقتها اللواء أحمد الغضبان رحمه الله، وقال لي يا دكتور ستحصل مفاوضات وأتمنى أن تأتي إلي حتى نستطيع فك الاشتباك وهذا الكلام في 1 شباط/ فبراير 2012

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/19

الموضوع الرئیس

النشاط الطبي في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-15/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

شباط 2012

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-ناحية حرستامحافظة ريف دمشق-ناحية قدسيامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-وادي بردى

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة