الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نشطاء في الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:20:23

هذه المظاهرات التي حصلت معنا، هناك مظاهرة كانت جميلة في قدسيا، كنا أنا ونوال شاهين وربا حسن ومتولي أبو ناصر، كانت أكيد (حتماً) بعد النصف الأول من عام 2011، ولكنني لا أذكر الشهر بالضبط، ربما في شهر تموز أو آب، وكانت ميساء صالح وأحمد جبر. ذهبنا إلى مظاهرة في قدسيا، وجاء الأمن، وأغلقوا...، وكانت تلك المرة هي أول مرة أذهب فيها إلى قدسيا، فكانت حارات فيها تعاريج، المهم أنه من كان لديه بيت هناك هي ميساء صالح، وهي من أحضرتنا من هنا إلى هناك وإلى آخره، وفي النهاية، ذهبنا إلى بيت ميساء، وجلسنا، وكانت باستمرار تتصل بأحد، والأمن موجود ومنتشر، فاضطررنا للنوم في بيت ميساء، وكي نطرد الخوف لأنك في النهاية في منطقة والأمن منتشر فيها. وإذا دُقّ باب البيت، و[سُئلت ميساء]: لماذا يجلس أحمد الجبر وهذا الشخص من درعا وهذا الفلسطيني وهذه النازحة نوال في هذا البيت؟ لماذا أنتم في هذا البيت؟ ولكن ميساء كانت مضيافة، وجلسنا، ولعبنا الشدة من أجل تخفيف التوتر، ولا نريد أن نحسّ بالحالة، وذهبنا في اليوم الثاني.

طبعاً، ميساء صالح هي التي تذكرني بالمظاهرة، ميساء صالح هي من الأشخاص الذين كانوا... وإذا الشخص أراد أن يذكر الذين اشتغلوا، وهم الآن وكأنهم لم يفعلوا شيئاً وليس لهم علاقة فإن ميساء صالح منهم، وميساء قلبها جسور جداً في المظاهرات، وهي لبقة، وكانت ميساء في ظرف الثورة حضن، فأنت فعلاً بقدر ما تكون ملاحقاً في تلك الفترة، وأن يقولوا لك: أنت مطلوب. بالنسبة لي أن تكون من درعا فهذه مشكلة في المرحلة الأولى، فهذه مشكلة لوحدها، فميساء هي الشخص الذي قد يقول لك: تعال، ونم في البيت. وقد تساعدك في المرور من الحاجز، هي ذلك الشخص الكُفْء. وتفاجأت بها لاحقاً بعد أن دخلنا إلى جنوب دمشق، وكنا نقوم بعمليات في مستشفى فلسطين، نظرت فرأيت ميساء صالح، وسألتها: ماذا أتى بك إلى هنا؟ فقالت: جئت لأقوم بتقرير. وكانت قد وضعت غطاء صغيراً على رأسها، ونصف شعرها ظاهر والنصف الآخر.. جاءت، وزارتني في المستشفى، وجلست.

تتفاجأ بأن هناك ممثلتين مع النظام، والآن لا أعرف ما هو موقفهما، ولكن كانتا تعملان معنا في الثورة، وتستخدمان سيارتيهما لنقل الأغراض وإلى آخره. في تلك المرحلة، نحن لا زلنا نتحدث عن مرحلة كنا نحضر فيها القليل من المواد الطبية والإغاثية، ويكونون معنا من أجل أن نمرّ من حاجز.

أنس عمارة اسم، لا يمكننا أن نقول: إن أنس عمارة شخصية ظُلمت، أنس استُشهد، أنس هو شهيد في الثورة، ولكن كانت لديه ميزة، البارحة كنت مع بدر منصور، وكان يعرف أنس، كان أنس شاباً فلسطينياً، يدرس الحقوق، عمره 22 سنة في أول الثورة، ولكنه شعلة، وهو كان مع الجبهة الشعبية -جناح جورج حبش، وكان شعلة متقدة من الذكاء بشكل كبير، فالشخصان اللذان كنت أتناقش معهما في الثورة، وأنبسط منهما هما: عدنان حمدان، وأنس عمارة، رغم الفارق في العمر، رغم أنه صغير، ولكنه شخص مثقف وواع ولديه نظرة وشجاع، وكان مع الشباب السوري الثائر، وكان في جهاز أمن الثورة، وكان اللوجستي الذي يعمل معنا، فأنس صغير، وشكله لطيف، ويضع نظارات وابتسامته هكذا، وكان فمه كبيراً، فكانت أسنانه تظهر، فكانت ابتسامته دائرية، وعندما تراه تحبه مباشرة، وهذا كان يساعدنا كثيراً، وفي الفترة التي بدأ فيها العمل يزيد، في آخر 2011 ، كنت أقول لأنس: يوجد مظاهرة في المكان كذا، خذ الأغراض من المكان الفلاني. وكان يمرّ على الحواجز ومعه مواد طبية ومعه كل شيء فقط بسبب مظهره وشكله، كان يذهب -أعتقد- بسيارة والده أو أخيه، لا أذكر ذلك، هذه هي الورطات، أو صديقه يأخذ السيارة ويذهب، وبقي هذا الشخص معنا، وهو الذي يخدمنا.

في أحد الأيام، كنا في بيت الصناعة، وطبعاً، في بيت الصناعة، وائل سعد الدين بدأ يعمل أفلاماً وثائقية مع شاب من الميدان، لا أذكر اسمه، كان أشقراً، وأحضروا ثلاث شاشات وأدوات صوت ومونتاج (أجهزة) فأصبح البيت -إذا طرقت الباب جارتنا فستخبر الأمن عنا- مخيفاً جداً، فقلت لوائل: خفّف قليلاً. فقال: لا، نريد أن ننتج أفلاماً، وفعلاً، بدؤوا يعملون، وأصبحنا ذاهبين وراجعين إلى البيت، والذي يغطينا في هذا الموضوع هو وجود نوار وريم، كانوا غطاءً لنا؛ لأنهن صاحبات البيت، وهن بنات الدكتور حسن حديد من دير عطية، وهم أصحاب البيت، وحتى البنات وفعلاً، قدموا لنا خدمات عظيمة جداً. وفي أحد الأيام، جاء جارنا الذي يسكن تحتنا، وهو من القلمون، ربما يكون من قارة، ودقّ علينا باب المنزل، وقال: يا شباب، هناك حملة أمنية. ولكننا لم نكن قد تحدثنا مع جارنا أبداً [في السابق]، فنظرنا إليه هكذا، قال: توجد حملة أمنية، ضبوا (خبئوا) أغراضكم. وقبل ذلك بيوم، كان وائل قد أخذ الشاشات والأجهزة الصوتية، ولكن كمبيوتراتنا والفلاشات والأرقام المضروبة لازالت موجودة،، وكنت قد بدأت أعمل مع تنسيقية أطباء دمشق، كان لدي رقمان مضروبان والرقم الأصلي، فقال: الأمن الآن في الحديقة: لأن الصناعة هي عبارة عن حدائق، كانت صندوقاً مفتوحاً يسمونه حديقة، يعني بناء يشبه الصندوق المفتوح، وقال: إن الأمن في الحديقة 13 التي قبلنا، أسرعوا، هكذا قال لنا جارنا، ونحن لم نتكلم معه من قبل، وبدأنا ننزع الشريحة، ونضعها هنا، وأخفينا "اللابتوبات"، وضعنا هذه الأغراض في حقائبنا، وعندما أردنا النزول جاء أنس، قلنا له: ماذا هناك؟ قال: صاروا في الحديقة. قال: اذهبوا. كنا نضع الخطوط المضروبة في جواربنا، فقال أنس: هذا غير مناسب، سيفتشونكم. وقال: اذهبوا الآن يوجد في الحديقة حديقة في المنتصف، ويوجد طريق دائري، والأمن داخل من هنا، ونزلنا أنا ووائل وريم، وذهبنا باتجاه اليمين، والأمن دخل من هنا، وقال لنا جارنا وهو نفسه الذي أخبرنا: "الله معكم" أثناء نزولنا، وطبعاً، كل شخص يمسك "بلابتوبه"، وكل شخص معه حقيبة، وكنا ننظر إلى هؤلاء، كان هناك 5 أو 6 شباب أنزلوهم من الأبنية، وصفّوهم على الحائط، ونحن ذهبنا هكذا، ومعنا ريم تلبس تنورة، وكان الوقت ظهراً، وكان هناك شخص يقف، وينظر إلينا، يلبس لباساً عسكرياً، نظر إلينا، ولولا وجود ريم معنا لكان مليار بالمائة أمسك بنا، نجونا، وذهبنا إلى باب توما، وجلسنا في "العلية".

الشباب عندما يجلسون في "العلية" -خصوصاً وائل- من المستحيل أن يطلب القهوة أو الشاي، ولكن في يومها لأننا متوترون لم يطلب بيرة، وإنما طلب الشاي والقهوة، وكنا ننتظر خبراً من أنس. [مرّت] نصف ساعة وساعة وبعد ساعة، رنّ هاتف ريم، وكان أنس هو المتصل، قال: مرحباً يا حبيبتي، كيف حالك؟ وهي ليست حبيبته، وقال: متى تأتين؟ الشباب هنا يفتشون عن شيء، تعرفين الوضع، أنت متى تأتين من الجامعة؟ وكانت ريم تدرس صيدلة، فقالت: حسناً، سوف آتي إذا كانت هناك ضرورة لذلك. وكان يتكلم مع الذي بجانبه، ثم عرفنا أنه ضابط، فقال: تعالي، ونحن ننتظر في البيت. وأغلق الهاتف، واحترنا: هل تذهب ريم أم لا؟ وبدأنا نقدّر أن أنس قال لهم: إن هذا منزل صديقتي وحبيبتي مثلاً أو صاحبتي. فقدّرنا أنه بإمكانها أن تذهب، ولكن ماذا لو أرادوا اعتقال أنس؟ وماذا لو أنهم وجدوا شيئاً؟ هل أمسكوا شيئاً، مثلاً: شرائح أو كذا، لأننا خرجنا، وكان من المفترض أن يخبئها أنس، وقلنا له: إن الشرائح موجودة في الجوارب، فخبئها. وأثناء تفكيرنا: هل تذهب ريم أم لا؟ وبعد ربع ساعة، اتصل أنس، وقال: أين أنتم؟ ونحن كنا خائفين، هل نجيب أم لا؟ فقلنا: أين أنت؟ فقال: أين أنتم؟ لقد ذهبوا. أريد أن آتي إليكم. فقلنا له: نحن في "العلية". وجاء، وسألناه: ماذا حصل معك؟ فقال: دخل الكثير من الأمن إلى البيت. وأنس أخفى الشرائح في مكيف الهواء، وفتشوا المنزل هنا وهناك وتحت السرير، ورفعوا الفرش، وسألوا: من يسكن في البيت؟ وكم شخص؟ وسأله الأمن: هل تسهرون دائماً هنا؟ فقال له: نعم، هنا أنا وصديقتي (صاحبتي) والمنزل لهم، ويأتي أصدقاؤنا، وأختها تدرس طب أسنان. وكان الوقت صيفاً. فقال أنس: وطلبوا مني أن أتصل بريم، على اعتبار أنها صاحبتي، فاتصلت بكم هذا الاتصال، وجلسوا، وقالوا له: نريد الشاي. وجلسوا ينتظرون حتى تأتي ريم، فقال: وأنا فجأة ذهبت إلى المطبخ، وقال: بدأت ركبيّ تهتز. فقال له الضابط: لماذا ترتجف؟ فقال له: أنا بردان. فضحك، وذهبوا، وقال له: عندما تأتي نحن سنعود. هكذا قال له، ولكنهم لم يعودوا، وذهبوا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/53-27/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

النصف الثاني من عام 2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-ناحية قدسيامحافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة دمشق-الصناعة (المنطقة الصناعية)

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

جهاز أمن الثورة

جهاز أمن الثورة

تنسيقية أطباء دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

الشهادات المرتبطة