تفاصيل بعض اللقاءات مع دبلوماسيين من السفارة الأمريكية بدمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:28:05
أذكر أن الأميركان كانوا يدفعون كثيرًا في ألا نكون، وهم كانوا صادقين في قضية أنهم لا يبيعوننا الوهم، وأنهم سوف يدعموننا وقالوا لنا في النهاية: بصراحة إنه من المستحيل أن نعطيكم سلاحًا، وأكثر شيء يمكن أن نعطيَه، هكذا قالت لنا مريم أو راشيل، وهي كانت سكرتيرة سياسية في السفارة في القنصلية بدمشق، وكانت ساكنة فوق منزل آصف شوكت في المالكي، وكانت تقول لنا إنه نحن أكثر شيء يمكننا أن نعطيكم كأمريكان هو "وسائل غير فتاكة"، مثل ماك، آيفون، وأكثر شيء شديد هو الجعب؛ أكثر من الجعب لا نستطيع إعطاءكم، أو واقي الرصاص، ولا نستطيع إعطاءكم أكثر من ذلك، ولا تفكروا كثيرًا في هذا الموضوع، والأمر الثاني أنها كانت دائمًا تقول يعني بطريقة لبقة؛ لأنها تعرف أنه يوجد حماس ثوري وقد لا نردُّ عليها، وهي كانت تمارس حالة، وهي مقتدرة سياسيًّا، وكنا نتمنى أن يكون أحد من سياسيينا ويتحدث معنا بنفس الغيرة وبنفس الرغبة بالمساعدة، ولكنها بنفس الوقت كانت تدس السمَّ بالعسل لما كانت تقول لنا: إنه أنتم خطابكم يجب عليكم تخفيف اللهجة؛ يعني عمليًّا تدفعنا للتنازل عن بعض الأمور الحدية مع النظام، وعمليًّا وكأنها تدفع لتخفيف اللهجة مع النظام والحديث بطريقه ثانية.
أتذكر أنه يوجد بعض المعلومات السرية مثلًا الأمريكان كانوا يعرفونها عن الحراك، ولا أحد يجب أن يعرفها، وهم كانوا يعرفونها وأسماء بعض الأشخاص التي لا يعرفها أحد إلا أنا وعدد من الأشخاص كانت موجودة عند الأمريكان، ونحن لم نكن نعرف كيف وصلت لهم، وهم سألونا عن شخص عن فيصل عن اسمه الحقيقي مثل ما هو الذي لا يعرفه أحد، وقلت لها: كيف عرفت؟ فقالت: لا تسألني كيف عرفت. أنا عرفت، أليس هو نفسه؟ وهو لم يكن اسمه فيصل بالطبع، وكان له اسم ثانٍ، ولكن هم يعرفون اسمه الحقيقي، ولا يعرفه أحد، وسألتنا عن الكثير من الأمور والتفاصيل والكثير من الأنشطة التي صارت في داخل الحراك في دمشق، وعلاقتنا مع بدايات العمل العسكري أنه أنتم تصنعون، ونحن لم يكن لدينا أحد يعرف، وكان يوجد احتمالان إما عندنا اختراق أو معلومات من عند النظام، وأنا أرشح الثاني؛ لأن الاحتمال الأول الدائرة التي كانت تعرف بعض المعلومات كانت جدًّا ضيقة يعني 4 أو 5 أشخاص على مستوى دمشق تعرف هذه التفاصيل الدقيقة، وهذه الدائرة كلها نعرفها ونعرف بعضنا ونعرف بعضنا بالأسماء الحقيقية، ونعرف أهالي بعضنا، ونعرف أن أحدنا لا يمكن أن يتعامل مع النظام، وهذه الدائرة نصفها استشهد، ومع ذلك كان لديهم وصول إلى معلومات يبدو لي أنه كان يوجد معلومات تعطى لهم من المخابرات [السورية]، ونحن نعرف أنه على مستوى المخابرات الكل يتعامل مع الكل.
من بين الأمور التي نحن حاولنا توجيهها كرسائل غير قضية دعم الجيش السوري الحر، وغير أن ننفي الرسائل غير المطلبية أو ننفي الأسلمة أو ننفي أن الحراك يتجه نحو الأسلمة، ولو أنه خرج من المساجد، وأنه حراك مطلبي وحراك نحو الحرية والكرامة والعدالة، وبلا أي تورية وبلا أي مجاملة ولا أي كذب، وهكذا كنا نتحدث بكل صدق، وعندما حصل أول تفجير في الشام في الثورة السورية (تفجير فرع أمن الدولة وفرع المنطقة) أتذكر أن الأمريكان والأوروبيين بشكل عام كانوا مصرين على تصديق الرواية السورية أو رواية النظام، وأنا أتذكر أنه كانت جالسة هذه الأميركية وصبية إما سويدية أو هولندية، وأنا بقيت 3 ساعات أفنِّد عملية كفرسوسة والمزة؛ يعني: المنطقة وفرع أمن الدولة، وأقول: إن بصمات النظام واضحة في الموضوع، وكان يوجد عملية صايرة في الميدان عند مخفر الشرطة وكنت أفند بالوثائق والأدلة ما حصل قبل العملية وما حصل بعدها، وطريقة التفجير، وتوقيت التفجير، وكل هذه القصص، وبعد كل هذا التفنيد قالت لي مريم وأحد الأوروبيين قال لي نفس الكلام قال: إن كلامك يبدو منطقيًّا، ولكن بصمات القاعدة واضحة على الموضوع، ولاحظنا في يومها أنهم كانوا يريدون تصديق رواية النظام ولا يريدون تصديق راويتنا، وكانوا يصدقون أن النظام يريد تحويل القضية إلى قضية إرهاب، ودولة تحارب الإرهاب. وهذا الكلام في عام 2011، وكانوا ينوون تصديق هذه الكذبة؛ لأنه بنفس الوقت قالت الأمريكية: نعم صحيح هي القاعدة، ولذلك نحن الأسبوع القادم قد لا نجتمع مع بعضنا، ونحن في الأسبوع القادم قد نغلق السفارة في دمشق، وهذا هو الذي حصل، ونحن خائفون على أنفسنا، وسوف نغلق السفارة. وهذا ما حصل وأغلقوا السفارة في ذلك الوقت.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/01
الموضوع الرئیس
اللقاء مع مسؤوليين دوليينكود الشهادة
SMI/OH/131-20/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
السفارة الأمريكية في دمشق
فرع المنطقة في دمشق