المفرقعات والقمصان البيضاء من أشكال الاحتجاج السلمي في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:00:16
كان يوجد عمل دائمًا على صور بشار الأسد على أبواب المدارس وصور حافظ الأسد، ويكون لدينا عملية ممنهجة لاقتلاعها، وصور بشار الأسد على دوائر الدولة "الصور الكبيرة"، ونحن في عدة مناطق مزقنا صور بشار الأسد من واجهات الدوائر.
أتذكر أن مديرية الرقابة والتفتيش في مشروع دمر اقتلعنا صورتها 4 أو 5 مرات، وبعد كل اقتلاع كانوا يضعون صورة كبيرة، والصور الكبيرة كانت مكلفة، ونحن أوقعناها تقريبًا 5 مرات، وبعدها طلبت الرقابة والتفتيش وضع حراسة على الصورة.
أتذكر من بين الأمور أننا كنا نشتري لعبة مسدس الماء، ونقوم بإحضار الحبر، ونخلطه مع الماء، ونضعه في المسدس، وعندما نصل إلى اللوحة نبخ عليها فتمتلئ بالحبر، وهم كانوا بأنفسهم يزيلون الصورة.
في إحدى المرات، أنا كنت في منطقة السويقة، يعني من كان يعمل ضد النظام قبل الثورة وعاش بعد الثورة فإنه يرى الفارق، والشيء الذي كان يحلم به لم يكن يحصل، والحراك يسبقك، وأصلًا أنت يوجد شيء يحصل بعد أن تتخيله، وأتذكر في إحدى المرات جئنا حتى نزيل صورة من مؤسسة الإدارة الإنتاجية في المهاجرين، وكنا نخطط ليوم كامل كيف سوف نتسلق إلى الطابق الثالث ونتسلل إليه حتى نوقع الصورة وبعد تخطيطنا.. نحن جئنا بعد كل التخطيط حتى ندخل، ونشغل الموظف حتى ندخل إلى غرفته، ونذهب إلى الشرفة، ونوقع اللوحة جئنا وأوقفنا السيَّارتين تحت البناء فوجدنا الصورة واقعة، ويبدو أنه هناك غيرنا من يعمل.
وفي السويقة في باب مصلى أذكر أنني دخلت في مدخل، وكان موجود جامع النقشبندي وعلى الجامع يوجد صورة لبشار الأسد عليها أضواء في الليل، وقلت في نفسي يجب أن أكلم شباب الشاغور حتى يقوموا بحركة ضد هذه الصورة لأجل إيقاعها، وأعتقد أن العملية في المسجد أسهل لأنه يمكن لأي شخص الدخول إلى المسجد، وذهبت إلى المنزل ونسيت أن أتكلم مع أحد، وذهبت في اليوم الثاني إلى نفس المكان وكان معي شاب أريد أخذه إلى شباب يعملون على موضوع بحرات الدم (صبغ البحرات بالاحمر)، وأنا لم يكن لي علاقة بنشاط بحرات الدم، ولكن هذا الشاب قد فعلها وبالصدفة أوصلته، ويوجد الكثير من الأشخاص تبنوا بحرات الدم وليس لهم علاقة، وأنا لم يكن لي علاقة بها، وأخذت هذا الشاب إلى السويقة وهو استشهد رحمه الله، فوجدت الصورة تمت إزالتها كان هذا الأمر في نفسي فكانت روح المبادرة لدى الشباب السوري في ذلك الوقت كان الحراك يسبق الجميع ويسبق نفسه.
بحرات الدم كانت من أروع الأنشطة التي حصلت في دمشق، وهي كانت بعد مجازر الرمل الجنوبي التي حلصت في رمضان(آب)، أظنها كانت بعد رمضان، وأذكر أن الشباب أحضروا الصبغة[الحمراء] ووضعوها في بحرات باب مصلى والسبع بحرات، وفي ساحة ثالثة، وكانوا يريدون صبغ، وتكلف بهذا الموضوع شباب المهاجرين، في بحرات طلعة الشامي، وجاء أحد الشباب لوضع الصبغة، ولكنه لم يستطع لأن البحرات الثلاثة كانت مرصودة، وكان يوجد عناصر حولهم، والبحرات مكشوفة، وطلعة الشامي مكشوفة جدًّا، وسوف يظهر مباشرة فلم يستطع.
الذي كان يعمل في بحرات الدم في باب مصلى هو معاذ الخيمي، والذي كان يريد أن يعمل في بحرات المهاجرين هو الآن موجود في دمشق (لا أستطيع ذكر اسمه)، وباقي البحرات لا أعرف الأشخاص، ولكن الذي رتب العملية لا أعرف من هو أو لا أعرف من هي المجموعة بالضبط التي كانت تقوم بالعملية، ولكنها من أروع القصص التي حصلت وكانت جدًّا معبرة، وسوقت بشكل جيد جدًّا.
في إحدى المرات، أحضرنا ديناميتًا خلبيًّا، وهو عمليًّا ألعاب نارية صوتها قوي جدًّا تشبه الديناميت، وهذا في نهاية عام 2011، ووزَّعناها في جميع أنحاء دمشق، وكان مؤقَّتًا، وكان هدف العملية هو تشويش الأمن، ولا نجعلهم يرتاحون؛ لأنه إذا لم يكن هناك مظاهرات فيجب أن يبقوا بحالة استنفار دائمًا، ولا يرتاحون أبدًا، وكانت الفكرة هي إحضار الديناميت الصغير وربط فتيلها مع سيجارة، ومن سوف يضع الديناميت في مكان معين يجب أن يضع الديناميت داخل الكف وفتيلها داخل السيجارة، وكلما تنقص السيجارة كانت تقترب من الفتيل، وبدون أن ينتبه أحد يضع الديناميت في مكان وينسحب وهكذا. في أوقات متقاربة أصبحت تنفجر وفعلًا حصل استنفار أمني، بحيث لا نسمح للأمن بالهدوء، ونجعله دائمًا مرهَقًا ومستنفِرًا.
من بين الأمور التي حصلت وكان هدفها إيصال رسائل إلى المجتمع أنه يوجد حراك معين يحصل وموجود في دمشق، وثانيًا استهلاك جهود النظام بأمور لا توقف الحراك بالعكس تعززه، وكان لدينا حراك الستر البيضاء، وكان هذا بالقرب من حديقة السبكي في الشعلان، وكان الاتفاق أن ينزل عشرات أو مئات الناشطين من الصبايا والشباب بكنزات بيضاء ويصبح كل المكان أبيض، والأمن لأنه متعجرف اعتقل كل الأشخاص الذين يرتدون الكنزات البيضاء، وأنا لا أتذكر أنه جرى الإعلان عنها، وكان يوجد اتفاق عليها ولكنني أعتقد أنها تسربت إلى الأمن، والأمن جاء إلى المكان، وأخذ يعتقل كل الأشخاص الذين يرتدون الأبيض ويضربهم ويعتقلهم، واعتقل الكثير من شباب الثورة، ولكن اعتقل الكثير من الناس الذين كانوا يرتدون الأبيض؛ لأن الفصل صيف وهؤلاء الناس أخذوا موقفًا من النظام أنه جدًّا سيء، وأنه ما علاقتك ماذا ارتدي.
وهذه الأمور تساهم دائمًا في فضح النظام أكثر، وتظهر للناس والمجتمع السوري أن الموضوع هو ليس موضوع مسلحين، ومن يشاهد قناة الدنيا فإنه يعرف أن القضية ليست قضية مسلحين حملوا السلاح ضد الدولة واندسوا في المظاهرات، وإنما يعتقلكم النظام بسبب لباسكم.
أتذكر أنه يوجد حراك ثانٍ خُطط له في سوق الصالحية من عرنوس إلى بوابة الصالحية إلى البرلمان، في هذا السوق، وكان يوجد فكرة أن يحصل اكتظاظ، وينزل مئات الناس ويمشون في السوق ذهابًا وإيابًا من أوله حتى نهايته بأعداد ضخمة، بحيث أن نجعل الأمن في هذا السوق يستنفر، ويشك أنه سوف تحصل مظاهرة، ولكن لا تحصل مظاهرة، وهذا الشيء لا يستطيع الأمن أن يفعل شيئًا ضده، وهم حاولوا استفزاز بعض الشباب، ولكن لم ينجح الأمر؛ يعني: لا يوجد مبرر، والأمن سوف يبقى مستنفرًا، وأذكر في يومها أنا أعرف الكثير من الشباب قام بإفراغ كل منزله؛ يعني: أخذ كل أفراد عائلته إلى الصالحية، والقصة لا يوجد فيها خوف، ونحن ذاهبون من أجل المشي فقط ولا يوجد مظاهرة، وهذه الأمور البسيطة كانت دائمًا تحشد الناس وتحاول كسر حاجز الخوف، تجعلها في داخل الحدث ولا تكلف كثيرًا، وبنفس الوقت تجعل النظام يستنزف، والنظام خائف من أي حركة كبرى على مستوى دمشق، وبالتالي موقف النظام من حركات كثيرة أو مظاهرات كثيرة أو اعتصام في جامع الرفاعي في ليلة القدر كان موقفًا.. يعني كان تعامله معه استثنائيًّا؛ بسبب لاستثنائية الوضع في العاصمة، وأنه لا يريد أن يفلت الأمر من يده.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/19
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في دمشقكود الشهادة
SMI/OH/131-27/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية