تجهير نقاط طبية وعسكرية وشبكة انترنت في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:25:15
الكثير من الأمور (الأنشطة) كانت تحصل على مستوى كل أحياء دمشق؛ أتذكر أننا وصلنا إلى مرحلة في أحياء دمشق كلها، وهذا قبل أن تبدأ قصص المجالس المحلية في المناطق المحتلة، وأنه في كل حي من أحياء دمشق يجب أن يكون لدينا أدوات دفاع مدني "مطافئ حريق، ورفش وأكياس رمل"؛ لأننا لا نعرف إذا تأزم الوضع في دمشق قد تضطر الأحياء للدفاع عن نفسها وهكذا، وكل حي كان يوجد فيه هذه التجهيزات، بالإضافة أنه في كل حي كان يوجد مستودعات طبية، وكانت "تنسيقية أطباء دمشق" وضعت مخططًا لدمشق، ووضعت في كل حي عدة نقاط، وأنه إذا أي شخص يحتاج إلى مكان معين وصارت إصابة يكون لدينا نقاط طبية أو مشافٍ ميدانية سرية موزعة في الأحياء. وأهم المستودعات الضخمة التي كانت موجودة كانت في كفرسوسة، وكان يوجد مستشفيات ميدانية مجهزة كلفت ملايين الليرات السورية، وأحد المستودعات أنا كنت على معرفة [بتأسيسه]، ونحن ساهمنا في تمويله، وكان مكلف جدًّا، وكان يكلفنا تقريبًا في ذلك الوقت مليوني ليرة بكامل التجهيزات الطبية والأدوية استعدادًا لأي شيء يصير في دمشق وكانت دمشق من النواحي الطبية والدفاع المدني مهيأة.
وأتذكر أن مجلس قيادة الثورة في دمشق كان يوجد شيء اسمه "مكتب التنسيق العسكري"، وبنفس الوقت نشأ شيء اسمه "المجلس العسكري في دمشق وريفها"، يعني الشباب كلهم كانوا مدنيين قبل أن يأتي الضباط إليهم ويصير معهم ضباط، ويأخذهم (يضمهم ) جيش الإسلام، ويتم تشكيل جيش الإسلام، والنواة هم شباب من دمشق وريفها، وجميعهم مدنيون ولا يوجد ضمنهم عسكريون أبدًا، وهم شكلوا هذا الموضوع كان لهم عمليات بطولية ضد النظام، وكانوا من مجلس قيادة الثورة أيضًا، إن كان مجلس قيادة الثورة في دمشق، أو إن كان مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق؛ لأنهما منفصلان، وليسوا مجلسًا واحدًا، ومجلس قيادة الثورة في دمشق ما كان يراعي قضية الريف والمدينة - الحدود الإدارية، ولكن كان يراعي الفاعلية والعلاقة؛ يعني: أنا مثلًا من حي أقدم له .. مثلًا: الحجر الأسود هو ريف دمشق، أو يلدا وببيلا هي ريف دمشق، فالناس في الحجر الأسود أو يلدا أو ببيلا هم يتعاملون مع مجلس قيادة الثورة، وينسقون خطط الحراك معه، وهو يعطيهم تمويلًا، وهم مع مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، مع أنهم ريف دمشق في التقسيم الإداري، وعندما انتقلنا إلى موجة المجالس المحلية أختلف الأمر وأصبح الريف ريفًا والمدينة مدينة.
الفكرة أنه في مجلس قيادة الثورة في دمشق كان لدينا مكتب التنسيق العسكري، وبنفس الوقت شباب من مجلس قيادة الثورة في دمشق؛ يعني: أنا كنت من النوع الذي يمضي باتجاه العمل المدني بشكل كامل؛ لأنني على اطلاع على يحصل في تجهيز العمل العسكري في دمشق،
نحن إذا احتجنا إلى عمل دفاعي بعد أن تحرر حي أو خرج النظام منه بالأحرى ويجب الدفاع عن أنفسنا، فيكون عندنا هذا السلاح، وهذا الشيء بدأ العمل عليه في بدايات عام 2012،
بخصوص جبل قاسيون، نحن اشتغلنا على منظومة اتصالات غير مراقبة لدمشق وريفها، وأذكر أنه نحن استطعنا تأمين منزل بين المهاجرين والصالحية في الجادات العليا وهو أعلى منزل في دمشق، وهو منزل مخالف، وهو تحت شارع الاستراحات تمامًا، ولم يكن عند صاحب المنزل مشكلة بتأجيرنا بدون عقد مكتوب في المحافظة، وكان آجار المنزل رخيص والمنزل كان يكشف كل دمشق، وكان الهدف من هذا المنزل أنه نحن نخلق نقطة تعتمد الإنترنت "الواي ماكس" الذي هو على مستوى المدن؛ يعني: أنت تعطي "واي فاي" لكل المدينة، وليس لبناء، وإنما "واي فاي" لكل دمشق، وكانت الفكرة التقنية، وأعتقد الآن أصبحت بسيطة. وفي ذلك الوقت لم تكن جدًّا منتشرة أو لم تكن معروفه كثيرًا في سورية، وأنه نحن نقوم بهذا الأمر على مستوى المدينة وعندما يفتح الناشط الهاتف أو كان يوجد شيء اسمه أي تيون، وهو استخدمناه كبديل عن الايفون وعن الهاتف العادي؛ لأنه لا يوجد فيه خط، وكنا نستخدم معه شبكة "ثري جي"، ويوجد فيه سكايب، وعندما يمسك الأمن الآي تيون لا يخطر على باله أنه جهاز اتصال، فبرنامج السكايب موجود ضمنه مع عدة برامج، ونحن نتحدث من خلال السكايب، ولن يخطر على بال الأمن، وندعي أنه معي لسماع الأغاني أو للعب.
أنا عندما أريد الإمساك بالجهاز والتكلم يجب علي إدخال باسورد معين، وأنت بالعادة عندما تبحث في الجهاز على "واي فاي" يظهر لديك أنه يوجد هذه الشبكة، وهذه الشبكة، وأنت تدخل الباسورد حتى تستطيع الدخول إليها، ولكنه بالأصل يظهر اسم هذه الشبكة عندك، ولكن في هذه القصة كانت الفكرة أنه أنت تفتح، ولا تظهر لديك هذه الشبكة إلا إذا أنت كان اسمك عندنا، ونحن نضيفك حتى تظهر لك هذه الشبكة، وتستطيع الدخول إلى هذه الشبكة، وبعدها أنت تقوم بإدخال الباسورد حتى تستطيع الدخول إلى هذه الشبكة، ونحن بدأنا بهذا المشروع، وبعدها اعتقلت أنا ، وهي بدأت في بداية عام 2012 وكانت تغطي مناطق من معضمية الشام حتى القابون ومن قاسيون حتى القدم، وهي شبكة اتصال، ونحن بدأنا بهذا المشروع وأنا اعتقلت واستلم الأمر شاب ثانٍ، وأيضًا اعتقل بعدي وهو كان يعمل على فكرة تجهيز إنترنت فضائي على مستوى [عالٍ او متطوِّر] جدًّا في كل أحياء دمشق، وفي كل حي يوجد نقطة أيضًا. في الزبداني كان يعمل هذا الشاب ومنظومة الاتصالات التي كان يعمل عليها هذا الشاب- رحمه الله- اسمه صفوان حجار وهو قريبي، وهذه المنظومة حتى في معركة الزبداني كانت تعمل ويستفيد منها النشطاء، وعمليًّا هي شيء بسيط، وهو جهاز يعني هو شيء فضائي، وطبعًا هذا الأمر أصبح عاديًّا في الغوطة فيما بعد، ولكنه لم يكن عاديًّا في تلك الأيام، وهي شبكة كاملة كانت متصلة مع بعضها، وفي كل حي موجودة، بالإضافة إلى هذه التي تعطي لكل دمشق، وطبعًا هذا المنزل تمت مداهمته فيما بعد، والعائلة الفاضلة الطيبة التي أجرتنا إياه هي عائلة فقيرة وطيبة من دمشق، اعتقل النظام كل أفراد العائلة في المعتقل في الجوية وأخفاها، وأنا في التحقيق لم يظهر أن لي علاقة في هذا المنزل، ولكن في الحقيقة أنا من سعى به.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/19
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في دمشقكود الشهادة
SMI/OH/131-29/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جيش الإسلام
المجلس العسكري في دمشق وريفها - 2012