محاولات مأسسة العمل في مجلس قيادة الثورة في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:25:10
عمليا الحراك، كما ذكرت، لم يكن يأخذ طابعًا؛ يعني: في المناطق المحتلة (الواقعة تحت سيطرة النظام السوري) شكل التنظيم كان هلاميًّا، وما كان قد تهيكل بعد؛ لأنه الحالة التنظيمية الفيزيائية تأخرت حتى أخذت أبعادها في دمشق واللاذقية، وأما في الريف كان الوضع الأمني أخف خطورة بالنسبة لدمشق، واستطاعت الأرياف أن تأخذ [راحتها]، وتشكل مجاميعها وتجتمع فيزيائيًّا، وأنا أتذكر أن اجتماع مجلس قيادة الثورة في دمشق في إحدى المرات كان في عقربا، ونحن أخذنا راحتنا كثيرًا، وهذا الشيء لم نكن نستطيع فعله في الشام، وطبعًا نحن تجرَّأنا فيما بعد، وأجرينا اجتماعًا في مشروع دُمَّر لمجلس قيادة الثورة فيزيائيًّا وحضر الناس الاجتماع وكان متكاملًا.
حتى على مستوى كل الثورة، بصراحة القيادات الاجتماعية التي تحمل الحراك أيضًا لم تكن ظاهرة، ولم تكن معروفة كثيرًا، والحراك كان حراك شعب بكل ما في الكلمة من معنى، ولا أحد يستطيع أن يتزعم، وحتى إنه رغم وجود أشخاص يحبون التسلط أو يحبون التفرد بالقرار من الشباب، إلا أنه لم يكن أحد يتجرأ. أو أخلاقيًّا كان يوجد أمران بفطرتهم الطيبة لدى الشباب أنهم لا يبحثون عن السلطة، ولا يبحثون عن التفرد بالقرار، وهم خرجوا من أجل الحرية، وهم لا يريدون تخريب البلد، ويريدون الانتباه على البلد، وكان يوجد أخلاقيات جميلة، والأمر الثاني أنهم لا يريدون العمل بالسياسة، وهذان الأمران كانا جيدين في جوانب، وتبين أنهما ليسا جيدين في جوانب أخرى؛ لأنه في النهاية الثورة في جانب منها أنت لتحقق قِيَمك يجب أن تبحث عن السلطة، وإلا لن تستطيع أن تصل إلى الشرعية التي تريدها وتنتزعها من النظام، والسياسة: يجب أن يكون لديك سياسة حتى تعرف؛ فجزء كبير من المعركة هو جزء سياسي، وهذه المرحلة هي التي سبقت السجن (الاعتقال).
كان توجد محاولة أو فكرة جرى العمل عليها كثيرًا، وأنا كنت من الأشخاص الذين كانوا يعملون عليها، أنه يتشكل في مجلس قيادة الثورة [في دمشق] مكتب اسمه المكتب الإغاثي، ولكن ليس عمله العمل بالإغاثة، وإنما إدارة عملية الإغاثة أشبه بدور المجلس المحلي، ويدير عملية العمل الإغاثي، وكان يحصل لدينا حوادث كثيرة من قبيل أنه المنطقة يصير فيها خلال التظاهر أو حتى في الاشتباكات إصابات ويكون لدينا حالات حرجة، مثلًا في إحدى المرات كان لدينا شخص مصاب في عينه وحالته حرجة في أحد المناطق بدون ذكر أسماء، وفي أحد الأحياء وهذا الشخص أخذ مساعدات من عدة جهات بنفس الوقت، وتبين أنه في النهاية مثلًا حمص كانت تذهب مساعدات إلى نفس المنطقة إلى بابا عمرو إلى نفس الحالة، ونفس المنطقة ونفس الحي من كذا جهة، ولا يوجد تنسيق، ويوجد منطقة أخرى معدمة تمامًا ولا أحد يعطيها، ونشأت الحاجة حتى يحصل تنسيق، وصار العمل بهذا الاتجاه. وهذه الأمور كانت هي بواكير التحول إلى الحالة المؤسَّسية أكثر و الحالة التنسيقية والإدارية أكثر بهذا الوقت.
وكانت فكرة المجالس المحلية لا تزال بعيدة أو كانت في بدايتها، وكان يتم الحديث عنها على مستويات جدًّا ضيقة، ونحن لم نكن نعلم بها في هذا الوقت.
داخل سوريا عمر عزيز -رحمه الله- وأشخاص آخرون، ولكن أنا شخصيًّا لم أكن أعلم بهذا الوقت عن موضوع المجالس المحلية، ولكننا كنا نتحرك بنفس المضمون (الهدف)؛ فالدولة تنسحب من مسؤوليتها بمناطق معينة، ووصلت إلى مرحلة أن النظام حتى خدمات البلدية كالنظافة لم يعد يهتم بها، وصرت تجد القمامة موجودة ولا أحد يزيلها، والزَّبَّالون (عاملو النظافة) منصرفون للعمل التشبيحي، وهنا بدأ تظهر الحاجة لهذه الأنشطة والعمل المؤسسي وتطور بعدها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/19
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في دمشقكود الشهادة
SMI/OH/131-31/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مجلس قيادة الثورة في دمشق