الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل الحياة اليومية في معتقل المخابرات الجوية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:19:08

بدأنا التحقيق، وكان ظني أننا 4 أشخاص، وهذه هي الشخصيات الأساسية في السجن: شخص من جوبر، وأبو سليمان، وشباب درعا وداريا وقصة السلاح، و2251، وهي القصة التي ستكشف لي لاحقاً. ولكن الجماعية ممتلئة الآن، وأنا في أول يوم فيها، وعندما استيقظت صباحاً في أول يوم استيقظت على طرق الباب، وأنت ينبغي أن تستعد للإفطار، ويأتي الفطور، ويخرج رئيس الجماعية (أبو سليمان)، ويختار شخصاً معه من الشباب، يسمونه: خدمة، ويدخل قصعات الطعام، وكنا مقسّمين إلى 7 مجموعات، يعني يدخل إلينا 7 قصعات طعام، ويجتمع على كل قصعة 7 أشخاص، ولا تستطيع أن تبدلها، والذي يضبط هذا الأمر هو أبو سليمان المشرف على هذا الموضوع، وأبو سليمان هو رئيس الجماعية وبجانبه شخص اسمه إبراهيم الحاج حسين من منبج، من حلب، وهو عسكري، كان حارساً على باب مطار المزة، واعتقلوه بعد أن حصل تفجير قنبلة عند الباب، واعتقلوه احترازاً، ولكنه كان مدللاً جداً لديهم، ربما لأنه عوايني (مخبر)، أو ثبت أنه ليس له علاقة، ولا أعرف ما هي القصة، وهو في الزاوية عند الباب، ولديه بطانيات، وهو الوحيد الذي لديه بطانيات لونها بني، وأبو سليمان كذلك، هؤلاء فقط لديهم بطانيات.

في أول يوم أدخلوا لنا قصعات، وغالباً، كان الفطور... في الفترة الأولى التي دخلنا فيها، كانت كمية الطعام غير كافية، ولكنها ليست مميتة أو قليلة جداً، فهي تكفيك أن تعيش، وأتذكر أنه على الإفطار يوجد الزيتون غالباً، وأحياناً بيض (بيضة للشخص) مع رغيف خبز، والقصعة توضع بين السبعة، ويبدأ تقسيمها، مثلاً: الزيتون يوزّع على 7 أشخاص، وكل شخص يأخذ حباته، وأحياناً لبنة، ونادراً حلاوة، ففي كل فترة اعتقالي الذي دام 3 شهور أحضروا لنا الحلاوة 3-4 مرات.

بعد أن ننتهي من الإفطار، يلتفّ المعتقلون على شكل صندوق، ويكون الدور على شخصين من أجل مسح الأرض، وكانت هناك خرقتان (قطعتا قماش)، فتبدأ بمسح الأرض من بقايا الخبز والزيتون، وهذا الأمر دوريّ، يقوم به اثنان اثنان حتى نصل إلى آخر اثنين، ثم يُفتح الباب إلى الحمام (المرحاض)، وحتى الآن نكون في الصباح الباكر، ولا يوجد صوت يأتينا من الخارج، والمكان الذي نحن موجودون فيه طويل، ويوجد في الأعلى دفّاش هواء، يعني لا يوجد شباك أو طاقة يأتي منها ضوء، ولكن يوجد مكان لدفع الهواء، وأعتقد أن هناك فوقنا شيء مثل الكراج أو شيء...؛ لأنه عندما دخلنا كان هناك طريق مزفّت، وعندما تبدأ الحركة الصباحية نسمع صوت السيارات، و إذا لم تكن هناك ضجة في الجماعية فربما نسمع التحيات العسكرية،ياسيدي، نسمعها من الأعلى.

في الصباح الباكر، يبدؤون بإخراجنا إلى الحمام (المرحاض)، كل 7 أشخاص معاً، والمسؤول عن تنظيم الدور هو أبو سليمان، وفي المرحاض، أول مرة دخلت إلى المرحاض، كانت أبوابه توحي بأن المكان رياضي، يعني نوعية الأبواب، وهي تفصيلة مراحيض رياضية، ولديك 30 ثانية في المرحاض فقط، وأي شخص في أول مرة يدخل فيها لا يستطيع أن يقوم بشيء، لديك 30 ثانية، ثم تغسل يديك خلال 5-10 ثوانٍ، والشباب الذين يصلون كانوا يبلّون...، ويدّعون بأنهم يغسلون وجوههم، ويملؤون رأسهم بالماء؛ لأنهم عندما يعودون يستخدمون الماء للمسح على الأيدي، طبعاً، من يريد أن يصلي كانت الصلاة ممنوعة، وليست ممنوعة فقط، وإنما تصبح الصلاة بالإيماءات لأنهم يُبلغ عنه، وإذا عرفوا أن شخصاً صلى... ويوجد شخص هذا الذي نسيته من "الغريّة"، كان موجوداً، صلى مرتين وهو واقف فضربوه كثيراً، وعاقبوه مرة واحدة، ولم يصلِّ بعدها، وهو من حفظة القرآن، ونسيت اسمه.

ينتهي هذا الموضوع، وهنا تبدأ الحركة في الخارج، وننتهي من دخول الحمامات (المراحيض)، يبدؤون بهم كل جماعية على حدة، ونحن كنا الجماعية الخامسة، وكان بعدنا السادسة، وفي صدر القبو، يوجد باب أسود كأنه يؤدي إلى منفردات. ويوجد قصة حصلت، في إحدى المرات، كان في بابنا ثقوب، وهذا الباب الأسود عندما يفتحوه يصدر له صوت عال فنعرف أنه فُتح، والمجموعة المعتقلة كانت فيها بنتان، وكانتا تجلسان خلف الباب الأسود. وفي إحدى المرات، أخرجوا شخصاً، ورأيناه من الثقوب، كان يلبس "ترانشكوت" (معطف) أسود، وأخرجوه، وكان يمشي بدون عصابة العين، وفي يومها سرى خبر في الجماعية -لا أعرف إذا كان صحيحاً- أن هذا الشخص من الجيش الحر، وتمّت مبادلته.

تبدأ الحركة في الأعلى، وأنا لازلت جديداً، ولا أعرف، والحركة في الأعلى تعني أنه جاء الضباط، وبدأ التحقيق، وحتى الآن أنا الزائر الجديد، والجميع يسألني: ماذا يحصل في الخارج؟ وماذا توجد أخبار عن المظاهرات؟ وكم سعر الدولار؟ يعني نفس الكلام الذي نبهّني منه هذا السجان، فعلاً، سألوني عنه، وأنا أقول: لا أعرف. فهم كرهوا أنفسهم (كانوا منزعجين)، ويوجد أشخاص منهم متعطشون فعلاً للأخبار، يعني يسألونني عن المظاهرات، وفعلاً، يريد أن يسمع أخبارها: أين وصلت؟ ومنهم يعني... كل شخص له استبصار للخارج، مثلاً: الحمصي يسألني: ما هو وضع حمص؟ والديراني يسألني عن وضع داريا، وماذا حصل في الشام؟ وأنا أقول لهم: لا أعرف، لا أعرف. بسبب التحذيرات، وهم نوعاً ما كرهوني، ونفروا مني، والذي أدى إلى التعاطف أنه بعد ساعة، بدأت الحركة فوقنا، وطلبوني للتحقيق، ويوجد لدي ميزة، فإذا قالوا: عبد الله موسى الحريري. فهذا تحقيق، وإذا قالوا: أبو الحكم أو عبد الله الحريري. فهو ليس تحقيقاً، وباعتبار أني طبيب فأحياناً أحد السجانين يؤلمه ضرسه، فكان يسألني عن الدواء؛ لأن عندهم علبة فيها أدوية؛ لذلك أحياناً ينادونني لهذا الأمر، فإذا قالوا: عبد الله موسى الحريري. فصرت أعرف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع المخابرات الجوية

كود الشهادة

SMI/OH/53-33/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4/2012

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

الشهادات المرتبطة