الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تعذيب سلامة كيلة وأعضاء تنسيقية أطباء دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:59:14

بعد عدة أيام، أحضروا سلامة كيلة أيضاً، حضرت جلسة تعذيب واحدة معه، ولم يكن هناك شيء مشترك حتى يحققوا معنا به، ولكنهم في أحد الأيام أخرجوا كل المجموعة، وعندها عرفت التصور، وعرف أبو صفوح أننا معاً، وأخرجوا كل المجموعة ووضعونا في الكوريدور (الممر)، وطبعاً، استمرّ التحقيق 62 يوماً، وهناك أيام نادرة لم نخرج فيها إلى التحقيق؛ لأنهم عندما أخرجونا اكتشفنا أن المجموعة كانت 17 شخصاً معتقلاً: أنا، ومهند درخباني (هو أول شخص اعتُقل)، والدكتور إبراهيم المصري، وسبب الإمساك بمهند أننا عادة نتكلم على الهواتف المضروبة، والدكتور إبراهيم مصري يعمل في قطنا حديثاً، وكان قد بدأ عمله معنا حديثاً، ويريد أن يأخذ من مهند أغراضاً، فطلب أن يلتقي به في المكان الفلاني، ولكننا نقول إشارات، ولكن إبراهيم لم يفهم عليه، فقال له: عند الإشارة الثانية في شارع بغداد. وجاء مهند بالسيارة، وأخذوه، ولاحقاً، أمسكوا بإبراهيم. وإبراهيم هو ابن دفعتي، وكان طبيباً يختصّ عظمية، كان معنا إبراهيم المصري ومهند (الأطباء)، ويوجد شخص صاحب المستودعات، يقول: إنه خال عبادة الدهنة. ويقول في كل اعترافاته: إنه ليس لي علاقة، وليس لي علم بهذا الموضوع. وعبادة ومحمد زريق كانا مسؤولي مستودعات في هذه القصة، ويوجد صبيتين لا أعرفهما من قبل إذا كانتا ممرضتين أو [مسؤولتين عن] مستودعات، ولكن الأسماء التي اشتُهرت من هؤلاء، يعني التي ظهرت على صفحات "الفيسبوك" بشكل أساسي: الدكتور جلال [نوفل]، وأنا، ومهند، وسلامة كيلة- كان حالة لوحده؛ لأنه اعتُقل في هذه العملية- ومحمد زريق. والبقية لم ترد أسماؤهم ضمن هذه الحملة التي حصلت من أجل إطلاق سراحنا، وأتوقع أننا كنا آخر دفعة أطباء يخرجون.

كانوا يقومون بتعذيب سلامة كيلة، وكانوا يضربونه، ويتهمونه بالخيانة، ويقولون له: "هذه البلد استضافتكم". وإهانات بالمعنى اللفظي يقولون: أنت مفكر و... يعني إهانات بهذا المعنى، ولاحقاً، الشباب.. حتى محمد زريق أيضاً كانوا قد جمعوه معه والدكتور جلال، قالوا لي: إنه عُذّب بشكل مفرط جداً، وجسده لم يكن يتحمل، وكانت أجسامنا عريضة أنا ومحمد زريق وجلال، وكانوا يجورون علينا بالتعذيب، وكانوا يقولون عن الدكتور جلال: إنه رياضي. يعني حتى يزيدوا تعذيبه، وكان اليوم السيئ عندما أخرجونا نحن الـ 17، وكان قبيل يومين من نهاية تحقيقنا، وقاموا بشبحنا، وطال شبحنا، وأتذكر أنهم علّقوني من يدي، ورفعوني، وأصبحوا يأرجحونني، وأتذكر أن البنطال سحل (أفلت) مني، وكان وزننا قد نقص، وسنرجع بالخطف خلفاً نتكلم عن الطعام وما حصل لنا لاحقاً، وسحل (أفلت) البنطال، وأصبحوا يسخرون، ويضحكون، كانوا يشبحون الدكتور جلال بجانبي، وكنا نصرخ أنا وهو، ومهند أيضاً عندما كان مشبوحاً اعترف بشيء غير حقيقي، قال لهم: أنا جلبت بواريداً بالشوالات، فقال له: كم بارودة؟ فقال له: 5 بواريد. فقال له: كيف جلبتهم؟ فقال: وضعتهم بشوال عليه خط أحمر. طبعاً، بعدما أنزلوه شطبوا هذا الاعتراف.

سألني، وقال: أنت كنت تعالج. فقلت: كنت أعالج المصابين والجيش الحر. وأنزلني، وقال لي: كم شخص؟ فقلت له: عالجت شخصاً أو شخصين. فقال لي: يا... هل تضحك عليّ؟ وبدأ يضربني، ولكن الحقيقة، أنهم كانوا يدركون أننا سنخرج، ولكن كانوا يبحثون عن الشيء الحقيقي، ويوجد مساجين غيرنا كانوا يفرضون عليهم تهمة حقيقية أو غير حقيقية، فإنهم يثبتون عليهم تهمة، يعني هذه الكلمة التي قالها مهند ربما كانوا يمسكونه على هذه التهمة، ويبقى في السجن، ولا يخرج.

عندما خرجنا كانت بداية قدوم كوفي عنان، وكانت تنسيقية أطباء دمشق قد أخذت جائزة في السويد من أجل عمل إنساني، وكانت هناك ضجة أنها تنسيقية وعمل إنساني وأطباء. وفي النهاية، معنا أسماء، مثل: سلامة كيلة، وجلال، وهو اسم معروف، وأعتقد أن هذا ما غيّر مجرى الأمور، ولكننا في المرحلة الأخيرة أحسسنا أنهم كانوا يريدون تمرير التحقيق.

في يومها شبحونا، ولم يرجعونا إلى الجماعيات، وتركونا في الخارج، ونادى اسمي واسم جلال، وأوقفونا على قدمينا، وكان هناك شبك، وعلقوا يدي بواسطة كلبشة (قيد معدني) على الشبك. وفي البداية، كان الأمر عادياً، ولكن بعد قليل، بدأ الألم في يدي، في أثناء الشبح، يكون الألم بشكل مباشر في الإبط، ويبدأ بالامتداد إلى أسفل الظهر بشكل مثل السيف الذي يقطع، وهو مؤلم جداً، وحتى عندما تنزل من الشبح، فأخذوني إلى الحمام (المرحاض) بعدما أنزلوني، كانت يدايَ لونهما أسود، يعني لونها أزرق وكحلي غامق جداً؛ فخفت، والحركة تبدأ شيئاً فشيئاً حتى ترتدّ إلى الأصابع، وأحضر الشباب لي في الجماعية قميصاً، وبدأت أتدرب على الحركة، كنت أضع زر القميص، وأخرجه، حتى عادت الحركة طبيعية؛ لأنك في إحدى اللحظات تحسّ بأنك أصبت بالشلل، وطبعاً، يوجد أشخاص أصابهم الشلل، سأتكلم عنهم جميعاً.

وبعدما علّقوني، بدأ الوجع من هنا، وهم كلاب، وكل طريقة تؤلمك في مكان ما، يعني أنت في البداية تقف بشكل عادي، يعني مثل العقوبة التي كان يقوم بها الأستاذ، يقول لك: قف، وارفع يديك. وبعد قليل ترفع رؤوس أصابعك؛ حتى ترتاح قليلاً من القيد الحديدي الذي يشدّ على يديك، ثم تبدأ رؤوس أصابعك تؤلمك فتستسلم، ويعود القيد ليضغط على يدك، ويبدأ الألم في اليد، وتخدر اليد، والخدر المستمر مؤلم جداً، يعني ليس مثل الخدر العارض، ولكنه هذا الخدر الذي يستمر، الذي هو انقطاع... بعد هذا الخدر، تأتي مرحلة ألم في رؤوس الأصابع مثل الطعن، ثم ينزل الألم شيئاً فشيئاً إلى هذا المفصل، وإلى الكتف، وعلى الظهر والقدمين، وفجأة، تحسّ أنك منهار. يعني الشبح يبدأ ألمه بشكل مباشر، ولكن في هذه الطريقة يبدأ الألم بشكل تدريجي، ولكنه يصيب بالشلل. وأنا كنت معلّقاً، وكان بجانبي شخص مناوب، لا أعرف من هو، وجاء الختيار (كبير السن) الذي كان معنا في مجموعة المستودعات، وهو كبير في العمر، عمره 50 أو 55 سنة، فبدأ يشتكي من بطنه، واستفرغ، وجاء العسكري، وأزال القيد من يدي، وفتح أمامي مجموعة من الأدوية، وأنا لا ألبس نظارتي؛ لأنهم أخذوها، فقال لي: انظر ما هو الدواء لهذا الحيوان (الرجل كبير السن) لأنه استفرغ، وطبعاً جعله ينظف تحته، فقال لي: ما هو الدواء المناسب؟ وأنا لا أرى شيئاً، فقلت له: أنا أحتاج إلى نظارة. فنعرني (نكزني) بشيء، وآلمني جداً، وقال لي: انظر إلى أي دواء يناسبه، وأعطه إياه. فقلت له: يا سيدي، أنا لا أرى فأنا [أحتاج] للبس النظارة. فقال لي: هذا الدواء أو هذا الدواء للبطن. فقلت: هذا. وأنا لا أعرف ما هو، ولكن 100% ليست لديهم أدوية خطيرة، يعني أكيد لديهم "سيتامول" فقلت له: هذا، وفعلاً [خفّ وجعه]. ثم عادوا، وعلقوني، وبدأت أشكو وأئنّ من الألم، وجاء شخص إلى جانبي الذي هو علي، وكان علي يدخل إلينا إلى الجماعية أحياناً مساء، وعليّ رقيب أو رقيب أول علوي من ضمن السجانين، كان يدخل إلى الجماعية، ويقول: يا شباب اهدؤوا، ولا تفكروا أنكم الوحيدون الذين يتعذبون، فنحن لا نأخذ إجازات، وأنا تركت خطيبتي؛ لأنني كنت أريد الزواج، ولكنكم بدأتم [بالمظاهرات]، وفي النهاية، أنا أجلس هنا، والتحقيق سيمرّ، ومنكم من سيخرج خلال 60 يوماً، ومن لا يخرج سيخرج خلال 6 شهور أو خلال سنة، ويجب أن نتحمّل، فكان يدخل بهذه اللهجة.

أنا بدأت أئن، فقال لي: ماذا بك؟ فقلت له: موجوع يا سيدي. فقال لي: من أين أنت؟ فقلت: من درعا. فقال: ما هي تهمتك؟ وكان السجان قد أوصاني أن أقول: مساعدة أسر متضررة. فقلت له: مساعدة أسر متضررة. فضحك. وأنزلني، وهنا كان التوقيت فجراً، وكانوا يضعون لنا طماشات (عصائب العينين)، ولأنهم كانوا يعذبوننا منذ فترة، حيث بقينا يومين خارج الجماعية، فكانت عصابة العينين ترتخي، أو تميل، وتستطيع أن ترى قليلاً، فقال لي: اجلس. وعندما جلست… وهو كان يجلس على كرسي، فعلاً، كنت أريد أن أتسطح، وكنت محتاجاً لشخص يضغط على ظهري، وبدأ يقول لي نفس الكلام: أنا تركت خطيبتي، وانظر إلى هذا البلد وما يحصل بها، واستمر في الكلام، وأنا كنت أريده أن يبقى مستمراً بالكلام ولو لمدة 10 ساعات و20 ساعة، والمهم أن أبقى جالساً. وفجأة، قال له شخص: جاء الضابط، بل الرائد. فأوقفني، وعلقني بالقيود للأعلى، وكأنه لم يحصل أي شيء بيني وبينه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع المخابرات الجوية

كود الشهادة

SMI/OH/53-35/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان - أيار - حزيران 2012

updatedAt

2024/06/13

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

الشهادات المرتبطة