الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتقال الدكتور جلال نوفل والتحقيق في فرع المخابرات الجوية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:19:01

[صاحوا باسمي]: عبد الله موسى الحريري. وتخرج من الباب، فيمسك بك من كتفك، ويدير وجهك للباب، وتكون الطماشة (عصابة العينين) مربوطة وجاهزة، فيدخلها برأسك، ويكلبش (يقيد) يديك للوراء، وتمشي تقريباً بمقدار 30 متراً. أخذني إلى غرفة على اليسار، وعندما دفعني إلى اليسار بدؤوا بضربي [لمدة طويلة]، وهم [يقولون]: اعترف، اعترف. وهنا بدأت الأسئلة، ولا أستطيع أن أحكم بالتدريج، ولكن لم يكن الدكتور جلال [نوفل] قد اعتُقل بعد، وسألوني عن جلال نوفل، وكانوا يسألونني عن طبيب، يقولون لي: طبيب مشروع دمر . ويسألونني عن اسمه، ونسيت اسمه (الدكتور فلان)، [سألوني] عن اسمه الحركي، كان له اسم حركي، ويقولون لي: نحن نعرف أنه يسكن في مشروع دمر. ولكنني -صدقاً- لا أعرفه، وحتى إنهم سألوني عن جلال، و[أقول]: لا أعرف جلال. وإنكاري لمعرفة جلال أدّى إلى الضرب؛ لأنهم أمسكوا جلال، وكنت أتوقع أن جلال لن يتمّ الإمساك به؛ لأنه عرف أنهم أمسكوا بنا.

الشيء الذي لم أفهمه أن مهند قال: إني أريد أن آخذ أغراضاً إلى "جاريد"، وأنا لا أعرف ماذا قال، وهذه مشكلة بالنسبة لي، يعني ماذا سأقول لهم؟ هل أقول لهم: إنني جلست مع النقيب المنشق فراس بيطار لتجهيز مستشفى ميداني؟ وبقيت في الطور العادي للكلام: إن هؤلاء لا أعرفهم، وعملنا في الإغاثة، وهذا مجرد كلام، ويسألونني عن نور عقاد مثلاً والجريدة التي نوزعها، وأنا احترت: هل قصدهم جريدة "اليساري" التي كنت أراها مع جلال وأنس عمارة؟ وكانت لدى صبر [درويش] جريدة "شرارة آذار"، فكنت أحتار هل قصدهم عن هذه أم "اليساري"؟ فقلت: عن أي جريدة تتكلمون؟ وأنا ليس لي علاقة، وهذا يكلفني ضرباً، وأنت كلما أنكرت فهو أكثر راحة لك في المحصلة، ولكن ضمن جلسة التعذيب تطول [الفترة]، فيتمّ تعذيبي ساعة وساعتين، والتعذيب حتى الآن هو ضرب بالأنبوب الأخضر وضرب بالكبل الرباعي وبالعصا الكهربائية ولمدة ساعة أو ساعتين، ثم في النهاية، يرجعونني إلى باب الجماعية، وينزعون عني الطماشة (عصابة العينين)، ويفتحون الباب لي، ويدفعونني إلى الداخل.

عندما رجعت من التحقيق، وكنت متعرّضاً للضرب والتعذيب، كان لوني كحلياً، فكان لون جسمي كحلياً، وأمسكت بالشاب الذي كان يصلي، وقلت له: انظر إليّ من الخلف. فقال: لون جسدك كحلي. وكنت أفكر بنظرة طبية على كمية الدماء التي نزفت وأتخوّف [من ذلك]، وفي أول أيامي كنت لا آكل، واقترب مني المعتقل 2251، وقال: هل درست هندسة طبية؟ فقلت له: نعم. فقال لي: أنا طبيب أسنان. ولم يقل لي شيئاً آخر، قال: أنا طبيب أسنان أيضاً، ولكن لا تخبر أحداً بذلك، وكان نحيفاً، وهو حافظ للقرآن، وكان يقوم بتحفيظ الشباب، والشباب الذين من داريا، والذين أمسكوا بهم في "الكازينو"، أصبح يعلّمهم الصلاة، وأذكر أن شخصاً منهم -لا أذكر اسمه -بقي لمدة أسبوع رغم التعذيب الذي نحن فيه، كانت النكتة بأنه لا يستطيع أن يحفظ سورة الإخلاص، فيعيدها ويكررها، وبقي لمدة أسبوع، فكان مثل النكتة [بالنسبة لنا].

طبعاً، يأتي الظهر، وبعد الظهر، يخرج معنا أشخاص للتحقيق، ولست لوحدك، وأسوأ شيء يحصل معك هو أنك تكون معترفاً بشيء، ثم يتمّ الإمساك بشخص آخر فتتغير الاعترافات، ثم يبدأ التحقيق معك بشكل أسوأ بكثير وأكثر تعذيباً، ولكن حتى الآن نحن نتكلم على وضع معتقل يمكن تخيله، بمعنى أن النظام يقوم بهذه الأفعال، يعني هذه هي الدرجة من التعذيب، وحالة فريدة مشرفة على الموت وحالة إصابة حتى الآن لا توجد في المرحلة الأولى من الاعتقال.

طبعاً، بدأ التحقيق معنا بشكل يومي، وأنا لا أعرف من يتمّ الإمساك به من جديد، وبعد 3 أيام، كنا يومياً نخرج إلى التحقيق، ويسألون كثيراً، ولكنهم يسألون أسئلة أعرفها يعني من المؤكد يوجد شخص ذكرها، فهذا الأمر من المؤكد أنه قيل، ولكنني أقول: لا أعرف. لأنه من يعرف كل شيء عني هو جلال، يعني مهند درخباني لا يعرف التفاصيل، ومهند كان [من المفترض أن] يأتي، ويسلمني القائمة، وهو يعرف أنني ذاهب إلى القلمون. وبعد 3 أيام، أدخلوا شخصاً إلى الجماعية، وأنا في التحقيق، وكان هناك أشخاص آخرون يتمّ التحقيق معهم، مثلاً: أنا يتمّ التحقيق معي أحياناً في الغرفة، وأحياناً في الممر، ودائماً في النهار إذا لم يحققوا معك فهناك أشخاص يقومون بالتحقيق معهم، ودائماً هناك أشخاص يصرخون، ودائماً هناك ضرب.

فعندما دخلنا أحضروه إلى الجماعية، وأعادوني إلى الجماعية، وبعد ساعة أدخلوه، وعندما تكلم تذكرت صوته في الخارج أنه كان معنا، وهذا كان من جملة المجموعة التي كانت تُسأل، وكنا سوية، وجلس، ونقلوني من جانب الباب -لا أدري من غيّر مكانه أو ذهب، لا أدري ماذا حصل- إلى جانب الحائط تماماً في المنتصف، وجلس بجانبي، وقال لي: أنا أبو صفوح (أو أبو نصوح - الشاهد). فقلت له: أنا عبد الله. وسألني عن عملي، فقلت: هندسة طبية. وكيف أمسكوا بك، وكنت أقوم بالتمويه، وسألته عن أمره، فقال: أنا من برزة، ولدي محل أقمشة، وأمسكوني، وكنت أقدم مساعدات للشباب في جوبر، وأرسلت لهم أقمشة من أجل تفصيل بدلات للجيش الحر، فقلت له: لماذا أمسكوا بك؟ فقال: لدي أصدقاء، وهناك شخصان أحدهما اسمه عبادة والآخر اسمه مهند، كانا يأخذان من عندي مساعدات، وتمّ الإمساك بهما، وأنا عرفت أنه معنا، ولكنني لم أقل له.

لم تكن ورطة أبو صفوح أنه في التنسيقية [تنسيقية أطباء دمشق] وإنما في المساعدات، ولكن ما حصل مع أبي صفوح أنه اعترف مباشرة بأنه كان يرسل أقمشة للجيش الحر، يعني اعترف مباشرة، وهو لم يتعرّض للضرب كثيراً؛ لأنه اعترف بكل شيء، وحققوا معه 3 أو 4 مرات فقط.

في اليوم الرابع، أتوقع أنهم أمسكوا بجلال، ولكن لم يجمعونا مع بعضنا حتى اليوم التاسع أو العاشر، وعلى الأغلب أن جلال اعتُقل في اليوم الرابع من اعتقالنا، وأنا في اليوم العاشر، جمعونا معاً، وعندما سألوني عن الجريدة اعترفت عن جريدة "شرارة آذار". وعندما تكون في السجن أو التفكير الأخلاقي الذي تفكر به: إنني أتحمل الضرب يوماً أو يومين، وأي شخص يعرف أنني اعتقلت، ويكون متورطاً معك فيجب أن يخلي (يهرب)، وأنا كنت أتوقع أن أبا العباس سيهرب، وصبر سيهرب، هكذا كان التخيل. وبالنسبة للجريدة، [سألوني]: ما هي الجريدة؟ فقلت لهم: "شرارة آذار". وأننا كنا نصدر جريدة "شرارة آذار"، وتغطي المظاهرات، وسألوني عن مكان طباعتها، فقلت: لا أعرف. وأين توزعونها؟ فقلت: نوزعها في كل مكان في الشام والسلمية والسويداء. ومن الذي معكم؟ فقلت: أنا أعرف شخصاً واحداً هو الذي يوزعها. [قالوا]: من هو؟ أعطنا اسمه. فقلت لهم: أبو فلان. على الأغلب قلت لهم: أبو بكر. فقالوا: ما هو اسمه؟ فقلت: لا أعرف. وما هي مواصفاته؟ وأعطيتهم مواصفات شخص طويل ولون عينيه أزرق، يعني أعطيتهم مواصفات شخص افتراضي.

عندما دخل جلال على الأغلب سألوه عن "شرارة آذار"، ولكن أمسكوا مع جلال أيضاً جريدة "اليساري"، وسألوه عن "شرارة آذار"، وأصبح جلال أمام حقيقة، وأصبح الاسم أمامه، وأتوقع أنه أعتقد أنني اعترفت أيضاً، وجاءت سيرة صبر درويش فأخرجوني، وجمعوني مع جلال، وسألوني: هل تعرف صبر درويش؟ وأنا عندما أدخلوني أدخلوا بعدي جلال مباشرة، وعرفت أن الدكتور جلال أصبح معنا، وسألوني: هل تعرف صبر درويش؟ فقلت: أعرفه. و[قالوا]: من الذي عرّفك عليه؟ فقلت: الدكتور جلال. فقال جلال: لا أنت من عرّفني عليه. والحقيقة هي: أنا من عرّف الدكتور جلال على صبر، ولكن أسوأ شيء هو أن تنسحب من الاعتراف، يعني ينبغي أن تبقى صادقاً، وتتحمّل، وتبقى صادقاً حتى النهاية، هكذا ينبغي أن يحسّ المحقق، فقلت: لا، أنا لا أعرف صبر، والذي عرّفني عليه هو جلال. فقال جلال: نعم، أنا من عرّفته عليه، وتعرّض لضربتين بسبب هذا الأمر، وقال له: في المرة الأخرى تعترف. فقال: اختلطت الأمور لدي، [لا أذكر] من عرّف الآخر. وكان السؤال عن جريدة "اليساري" و"شرارة آذار": أين المطبعة؟ فقلت له: لا أعرف أين المطبعة. وكنا نعمل بها أنا وصبر درويش، وللعلم صبر لم يغير منزله، ولم يداهموا منزله، رغم أننا بسبب الضرب تكلمنا عن الاسم والمكان. لأن جلال لا يعرف ما اعترفت به، وأنا لا أعرف بما اعترف به جلال، ورغم ذلك لم يداهموا البيت؛ لأنني خرجت من السجن، ولا يزال صبر موجوداً في البيت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع المخابرات الجوية

كود الشهادة

SMI/OH/53-34/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2012

updatedAt

2024/05/20

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

جريدة "اليساري"

جريدة "اليساري"

جريدة شرارة آذار

جريدة شرارة آذار

الشهادات المرتبطة