الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نهاية التحقيق الأمني وعواقب التعذيب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:03:42:02

وعندها جاء الضابط، وكان يوم التحقيق الأخير، وبدأ التحقيق معي، ودخلت إليه، وكان يلبس بنطال "جينز" فاتح وصباطاً (حذاء)، ومعه كأس "نسكافيه"، وبدأ يسأل نفس الأسئلة، ولم أغيّر عملياً في الاعترافات. طبعاً، توجد تفاصيل في التحقيق سأرجع لها، لم أغيّر شيئاً، وأدخلوا الجميع واحداً تلو الآخر، وبدؤوا يرجعوننا إلى الجماعيات، وعندما رجعنا إلى الجماعيات كنا أنا ومهند [درخباني]، وصار في الجماعيات 3 من مجموعتنا: أنا، وأبو صفوح، ومهند درخباني. وبمجرد أن دخلنا بدأ مهند بالبكاء، ويقول: من أجل الله سامحوني. فقلنا له: على ماذا؟ فقال: اعترفت مباشرة. فقلت له: هذا أمر عادي، ماذا يمكن أن نتحمل هنا. ولكنني عندما رأيته، وكنا جميعاً نحفانين (فقدنا الكثير من أوزاننا)، وبصمنا، وعندما يطلبون منك أن تبصم، فأنت لا تفكر بالخروج، بل تريد أن تنتهي من التحقيق، ويوجد أشخاص يأتون تكون أمورهم بسيطة، أو يعترفون مباشرة، ويحققون معهم عدة مرات، فأبو صفوح اعترف، وانتهى الأمر، ولم يعودوا يحققون معه، ولكن أبا صفوح لم يخرج معنا؛ لأنه قال: إنه يرسل للجيش الحر.

نحن طال اعتقالنا، وعندما تبصم فهذا يعني أنك أنهيت التحقيق، وطبعاً، بعد أن عدنا بعد يومين إلى الجماعية، كان هناك من أخذ مكان جلوسنا، وكانوا يظنون أننا ذهبنا إلى مكان آخر، حتى إن هناك أشخاصاً كانوا يقولون: ظننا أنكم خرجتم. وهكذا كان وضعنا، وأعادونا، وهنا عرف أبو سليمان رئيس الجماعية أنني طبيب. وهذا فيما يتعلّق بسير التحقيق، ولكن كان هناك التحقيق اليومي، مثلاً: شخص منهم لن أذكر اسمه، أحضروا شيئاً مثل الماسورة، وصاروا ينخزونه نخزاً على كيس الصفن، وكان يتألم كثيراً، وصوته يصل إلى السماء، وهو شاب صغير، يعني كأن هذه الرضوض -وهم لديهم خبرة- الخفيفة المتكررة تولد هذا الألم الشديد.

في إحدى المرات كانوا يضربونني بالأنبوب الأخضر فانخلع مفصل الإبهام الأيمن، وورم، وأصبح مؤلماً جداً، وعندما يمسك بك السجان يجب أن تمشي، وهذا الخلع المفصلي مؤلم وصعب جداً، وصارت هناك وذمة في رجلي، بقيت ليومين، وخرجت مرة إلى التحقيق خلالهما، وتعرضت لضرب على إصبعي. وفي إحدى المرات، كنت أجلس في الجماعية، وكنت أرفع قدمي، وأتلمس برودة الأرض حتى تدخل إلى إصبعي، وتخفف الألم، وجاء شخص بالغلط، ودعس على إصبعي، وسمعت صوت طقطقة، وصرخت، وكنت خائفاً من السجان أن يسمع صوتي، ولم يأتِ، ولكن الشخص الذي داس على قدمي أعاد الاصبع إلى مكانه، وخفّ الورم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع المخابرات الجوية

كود الشهادة

SMI/OH/53-36/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان - أيار - حزيران 2012

updatedAt

2024/06/05

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

الشهادات المرتبطة