الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الأسبوع الأخير في معتقل آمرية الطيران

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:37:21

من القصص الطريفة في السجن: في إحدى المرات، نادوني للتحقيق، فخرجت، وكالعادة كلبشونا (قيّدونا) وطمشونا (عصبوا عيوننا)، وأدخلوني إلى الغرفة، وكان الدكتور جلال [نوفل] موجوداً، وهي نفس الجلسة التي كانوا يقولون فيها: من عرّفك على صبر درويش؟ ورأيت فيها جلال. وبعد أن قال جلال أنه هو من عرفني على صبر درويش. قال لي: أنت كنت تذهب إلى درعا، وتتواصل مع الجيش الحر. فقلت له: أنا منذ 10 سنوات، لم أذهب إلى درعا. فقال: لماذا لا تذهب إلى درعا؟ فقلت له: بصراحة، تزاعلنا (هناك مشكلة بيننا) أنا وأهلي. فقال: لماذا؟ فقلت له: لأنني كنت أحب بنتاً علوية، وأهلي لم يقبلوا. فقال: وهل تركتها؟ فقلت له: لا، ولكن تركت أهلي. فقال: "بلاها البذرة النجسة". ولكنه أوقف تعذيبي، وقال: خُذ هذا الحيوان. والسجان الذي أمسك بي من يدي حتى يوصلني إلى باب الجماعية قال لي: عن جد (هل صحيح أنك) أنت كنت تحب بنت علوية؟ فقلت له: طبعاً. فقال لي: ماهو اسمها؟ فقلت له: من آل كذا، من منطقة كذا. فقال: فعلاً، صحيح. وهذا غيّر تعامله معي. وفي المرة التالية، كنا قد خرجنا من أجل حلاقة الشعر، فوقف فوق رأسي، وهو يقوم بحلاقة شعري، ومن كان يقوم بالحلاقة شاب من السويداء، فجاء دوري للحلاقة، فقال: أنا سأحلق له. فقال لي: أنت دكتور، إذا سألوك قُلْ لهم: مساعدة أسر متضررة. يعني كان يقدم لي نصيحة نتيجة هذه الحادثة.

كان هناك سجّان اسمه آدم من حمص، كان باب جماعيتنا مقابل باب الحمامات (المراحيض) تماماً، ويوجد في بابنا بعض الثقوب كنا ننظر منها، وكنا ننظر من هذه الثقوب، ورأينا السجان آدم عدة مرات يبكي، وفي اليوم الثاني الذي حصل به هذا التسمم، أخرجوا مجموعة لتمشي، كان للسجن زاوية، تأتي إليها [أشعة] الشمس، والكبار في العمر الذين أصبح لديهم إسهال شديد، أخرجوهم ليمشوا في الخارج، وعندما عادوا قال أحدهم -على الأغلب أبو محمود الديراني- قال: يا شباب، نحن في "آمرية الطيران". وقال: أنا أعرف هذا البناء. وقال: إننا تحت "آمرية الطيران"، وهذا البناء أعرفه. وبينما كنا نمشي نظرت للأعلى فرأيت موظفين، يعني هناك نوافذ فيها موظفون، فنحن في "آمرية الطيران"، وبدأ الشباب بالنقاش في هذا الأمر، وقال أحدهم: كانت هنا صالة رياضية تحت "آمرية الطيران" وعلى الأغلب حوّلوا هذه الصالة إلى سجن.

من القصص التي حصلت معنا في السجن: في إحدى المرات، سجنوا شخصين مساعدين (عناصر أمن من الفرع نفسه)، وضعوهم في الزاوية بجانب إبراهيم قبل أن يخرج، وهم عناصر أمن، ولم تكن محاولة انشقاق، وكانت تتمّ معاقبتهم كعناصر أمن من قبل معلميهم، وكانت التهمة بحسب قول أبي سليمان: أنهم أثناء اجتياح جوبر، كانت هناك حملة على جوبر، وقاموا بسرقة بيوت، أو سرقوا ذهباً فتمّت معاقبتهم.

في التسمم الثاني، قاموا بخطوة في الليل، وزعونا نحن الأطباء، كنت أنا ومهند [درخباني] وأبو صفوح في نفس الجماعية، والدكتور يمان [الفقير] طبيب أسنان، قالوا: من الأطباء هنا؟ ووزعونا على الجماعيات، ونقلوني من الجماعية 5 إلى الجماعية 4، ذهبت إلى هناك، وكان هذا آخر أسبوع لي في السجن، وكان هناك عوايني (مخبر) من "دير فول "، لا أذكر اسمه، من ريف حمص، وهو شركسي، وكان سيئاً جداً. وفي أحد الأيام، كان يوم الخميس، والغريب أنهم عندما نقلوني إلى الجماعية الجديدة، وكنت قد انتهيت من التحقيق، كأنني نسيت المرحلة السابقة، يعني نسيت التحقيق، وأصبح انطباعي كسجين: أنت مسجون، ويجب أن تؤمن مكانك، وتهتم بالشيء الذي يجب أن تضعه تحت رأسك، حتى تنام. وأصبحنا نخصص قطعة قماش كي تمسح مكانك، فعندما تذهب حتى تغسل وجهك فإنك ترطّب قطعة القماش بالماء؛ حتى تستطيع أن تمسح، وأصبح التعامل كسجين، وتعرفت على مهندس كهرباء من اللاذقية، كان يعمل في الإمارات، ولا أذكر اسمه، ولكنه حدثني الكثير عن الإمارات، وهو من اللاذقية من الصليبة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع المخابرات الجوية

كود الشهادة

SMI/OH/53-41/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة دمشق-جوبرمحافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

الشهادات المرتبطة