الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل هجوم قوات النظام السوري على وادي بردى في كانون الثاني 2012

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:46:15

بتاريخ 1 فبراير/شباط 2012، قامت قوات من الحرس الجمهوري، بقيادة العميد راجح محمود، بشن أول حملة عسكرية على وادي بردى، والهدف منها: إعادة السيطرة على المنطقة، وتأمين منشأة مياه عين الفيجة، والحملة كانت من خلال محورين[هجوم]: محور بسيمة، والمحور الثاني والذي هو محور دير قانون، وأنا سأتكلم عن محور بسيمة، بما أنني كنت شاهدًا على المعركة بشكل كامل، وكان هناك شهداء يخصونني.

في قرابة الساعة 6.45 صباحًا، استيقظتُ على صوت إطلاق رصاص كثيف، ولو عدت إلى خلفية الحدث قبل يوم، كان هناك عدة أخبار بأنَّ النظام سيقوم بحملة عسكرية على المنطقة، وكان يوجد حشود أتتنا أخبارها بمساكن الحرس الجمهوري فوق جديدة الشيباني أو جديدة الوادي، فاجتمع الشباب ليلًا، وبدأت النقاشات تدور؛ أننا سنضربهم، ونحاول أن نحصن الضيعة (القرية)، وكان هناك تنسيق محلي نوعًا ما، وتنسيق بسيط بين ثوار قرية بسيمة وثوار قرية عين الفيجة، على أنَّ يترك الرتل العسكري يمر من قرية بسيمة، ويتم استهدافه بين قرية بسيمة وعين الفيجة، ولكن هذا الأمر لم يتم، ولنرجع إلى تاريخ 1 فبراير/شباط 2012 الساعة 6.45 صباحًا، استيقظتُ على إطلاق نار كثيف، وطلعنا (خرجنا) إلى البرندا (الشرفة)، ومن خلال البرندا (الشرفة) لدينا، أستطيع رؤية طرف الطريق العام، وهو مكان المعركة -مدخل قرية بسيمة منطقة الزينية- ويظهر جزء منها من خلال البرندا (الشرفة)، فرأينا دخان آليات، وإطلاق نار كثيف بشكل غير طبيعي، ونزلت إلى الحارة(الحي) مع ثوار الحارة (الحي) الكبار، من بينهم دياب نصر الله -تقبله الله- استُشهد في هذه المعركة ومحمود نصر الله -أبو صهيب- أو العديد من الشبان الذين كانوا موجودين، فلم نرهم في الحارة (الحي)، وسألنا عنهم قالوا: أنهم تحت (أسفل القرية) فالنظام يحاول أن يقتحم القرية، وفي تلك الأثناء نزلت إلى البركة -ساحة الضيعة (القرية)-، وكان غالبية أهل القرية مجتمعين بها، وهي تبعد عن المعركة حوالي 200 مترًا ليس أكثر، وبما أنَّ القرية كلها مساحتها صغيرة، فهذه المسافات تشكل لنا فارقًا كبيرًا، -ونذكر هذا الأمر في التسجيلات المقبلة- وبدأت المعركة بمقتل العميد راجح محمود، -وهو قائد كتيبة الهندسة في الحرس الجمهوري- ويُقال أنَّه أول القتلى، استهدفه أحد الشبان الذين استُشهدوا، استمرت المعركة قرابة الساعتين، والحصيلة التي وصلتنا من خلال بعض الناس في الحرس الجمهوري، وبعض الشاهدين على المعركة، هي مقتل العميد راجح محمود وملازم أول، ومقتل مساعدَين و57 عسكريًّا، وفي تلك الأثناء استُشهد في المعركة الشهيد ياسر دالاتي، وكان أول شهيد في المعركة، والشهيد دياب نصرالله، والشهيد محمد راتب دالاتي، والشهيد باسل السمرا، والشهيد مروان زكريا، وأُصيب محمد صوان الذي استُشهد لاحقًا، وأُصيب في نفس المعركة محمد إحسان دالاتي، الذي كان يُلقب "قاشوش الوادي"، وفي تلك الفترة أصبح هناك هدنة، بوساطة محلية بين قوات النظام وثوار المنطقة لسحب الشهداء، وكانت الوساطة عن طريق اللواء أحمد الغضبان -رحمه الله- الذي قتله النظام في المعركة الأخيرة (اغتيل اللواء المتقاعد أحمد الغضبان في 14 كانون الثاني/ يناير 2017 من قبل قوات النظام- المحرر)، وخلال تلك المفاوضات، طلبت قوات النظام أن تسحب جرحاها وقتلاها الموجودين في منطقة الزينية، وفي نفس الوقت ينزل أهل القرية ليأتوا بالشهداء الموجودين تحت (أسفل القرية)، فنزل من السيارة شبان من ساحة البركة، كان من بينهم محمود نصرالله -أبو صهيب- وميسر نصر الله، ومازن عويضة ودياب الرفاعي، فوصلوا إلى تحت، وبينما كانوا يأخذون الجرحى، تم استهدافهم بشكل مباشر، واستُشهد الشبان الأربعة، يقال -وهذه حجة النظام وتبريره-، أنَّ هناك ضابطًا مصابًا، أصيب ضمن البي إم بي (قاذفة صواريخ) التي ضُرِبت، وهرب إلى أحد البيوت في الحارة (الحي) تلك، وتحصَّن بها، ولم يصل له خبر إيقاف إطلاق الرصاص، والهدنة بين الثوار والنظام، فتصرف من عنده (دون أمر من قادته)، وكانت حصيلة المعركة بالنسبة لقريتنا 9 شهداء، كانوا من خيرة شبان المنطقة، وعدد من الجرحى، كان أخطرهم الشهيد محمد صوان –تقبله الله-، والمصاب محمد دالاتي.

بعد تلك المعركة تواردت أنباء عن محاولات النظام أن يدخل في حملات أمنية وعسكرية، وأن يداهم ويعتقل أهالي الشهداء، والناس التي شاركت في المعركة، بُعيد المعركة قرابة ساعتين، سحبنا الشهداء إلى جامع القرية، سمعنا دوي آليات بشكل مخيف ورهيب، والمنظر الذي أذكره أنَّني كنت راجعًا (عائدًا) إلى البيت، بعد ما استُشهد دياب -والذي يكون ابن خالة والدتي، وجارنا الحيط على الحيط (بيته ملاصق لبيتنا)- وكذلك محمود نصرالله أيضًا هو ابن عمنا، ويسكن أيضًا في الحارة(الحي)، وقريتنا عدد سكانها الفعلي لا يتجاوز الـ 4000 نسمة، وعوائلها محصورة، وكان كل شهيد يرتبط بالآخر بصلة قرابة من نوع ما، وفي هذه الفترة كان الشهداء موضوعين في جامع القرية القديم، وسمعنا دوي آليات عالٍ جدًّا، صعدت إلى سطح البناء أنا وخالي، فتفاجأنا بوجود دخان آليات كبير جدًّا، وعدد الدبابات التي رأيتها، كان أكثر من 6 دبابات متواجدين بين منطقة كوع سلمان إلى بناية أبو حطب، وكانوا موجهين سبطاناتهم (فوهة الدبابات والمدافع) إلى مركز القرية، وكان يوجد انتشار كبير جدًا للعساكر، وبعد فترة عرفنا أنَّها كانت حملة مؤازرة وصلت إلى قريتنا، ولم تكمل خوفًا من التداعيات التي حصلت في المعركة الأولى.

يُقال -بعض الأقاويل وصلتنا- أنَّ النظام توقف عند تلك النقطة، ولم يتقدم إليها، قالوا بما أنَّ هذه الطليعة المقاتلة كانت سرية أولى، أو نقطة دفاع أولى عن النبع، وكبدتنا هذه الخسائر، فنحن إذا انغمسنا في المنطقة أكثر، وحاولنا الوصول إلى المضيق الجبلي بين بسيمة وعين الفيجة، سيصبح لدينا قتلى، وخسائرنا ستكون كبيرةً، فالنظام ألغى الفكرة، وانتقل إلى المرحلة التي بعدها، وهي المرحلة الأمنية والحواجز المحيطة في المنطقة.

والحملة الثانية: كان بقيادة العميد عصام زهر الدين -المجرم المشهور-، ولم يحصل بها إلا قذيفة واحدة، أطلقوها على بعض الشبان الذين كانوا منسحبين من القرية -في جبال القرية-، فضربوا عليهم قذيفة واحدة، وفككوا العبوة التي كانت عبارة عن أسطوانة غاز، وسرقوها، وبعدها بقرابة 3 أيام، ثبتت قوات الحرس الجمهوري حاجزًا مدعمًا بآليات ودبابات و"بي إم بي" (عربات نقل جنود مدرعة)، في المنطقة الواصلة بين أشرفية الوادي وجديدة الشيباني، وبقي هذا الحاجز قرابة 15 يومًا، وخلال تلك الفترة كل يوم كان يصل لنا خبر؛ بأنَهمّ اليوم سيقتحمون القرية، وغدًا سيقتحمون، وتأتينا أخبار أنهم سيقتحمون من جهة وادي بسيمة ومن [جبل] تاتريا، وسيقتحمون من هنا، وإلى آخره من الأخبار.

وخلال تلك الفترة الأمنية الصعبة للغاية، شهدت القرية حالة نزوح شبه كامل، استمرت 20 أو 25 يومًا تقريبًا، وخلال تلك الفترة القرية أصبحت القرية فارغةً، وكان وضعها مأساويًّا، ولم يكن هناك شخص في القرية إلا وقد جُرح، ولا يوجد شخص إلا ويربطه بهؤلاء الشهداء أو الجرحى صلة دم أو قرابة.

تلك الأيام الـ 25 الذين أذكرهم -بما أننا لم نخرج من القرية أنا وأهلي-، أذكر أن بعض الشباب من جديدة الوادي، كانوا يأتوننا بالخبز من فرن الجديدة، وبعض الشباب -من عين الفيجة ودير مقرن وكفير الزيت- كانوا ينزلون، وينامون عندنا في الضيعة تحسبًا، ففي حال حدثت الحملة فإنهم يكونون موجودين، بما أن غالب كتيبة الشهيد باسم دالاتي -التي تشكلت أثناء تشييعه- استُشهد عناصرها أو أُصيبوا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/02

الموضوع الرئیس

الحملات العسكرية للنظام

كود الشهادة

SMI/OH/147-03/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الثاني 2012

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-جديدة الوادي (جديدة الشيباني)محافظة ريف دمشق-الزينيةمحافظة ريف دمشق-ناحية عين الفيجةمحافظة ريف دمشق-أشرفية الواديمحافظة ريف دمشق-وادي بردىمحافظة ريف دمشق-بسيمة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

كتيبة الشهيد باسم دالاتي

كتيبة الشهيد باسم دالاتي

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة