قبل أن أنتقل إلى الحديث عن المواجهة مع "داعش" لأنه كان ذلك في بداية عام 2014، أنا سأتحدث عن حدث آخر هام في عام 2013 هو: وجود حزب الاتحاد الديمقراطي "بي واي دي" و"بي واي دي" كأعضاء كان منهم موجودًا في منبج، يعني يوجد هناك أكراد في منبج هم أعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي "بي واي دي"، وكانت مدينة كوباني (عين العرب) المجلس المحلي الذي يسيطر عليها ويحكمها هو من "بي واي دي"، فكانت بيننا وبين المجلس المحلي في عين العرب علاقات جيدة، يعني كنا نعرف أنهم بي كي كي (حزب العمال الكردستاني) ونعرف أنهم لا يؤيدون الثورة؛ ولكن يعني كنا لا نريد الاصطدام معهم، وهم للأمانة كانوا يبدون جانبًا متعاونًا ولينًا، يعني كانوا يأتوننا، وبحكم أن منبج هي تتوسط بين كوباني(عين العرب) وبين حلب فإن كل الشاحنات التي تمر من منبج إلى عين العرب وتحمل المواد الغذائية أو أي شيء كانت تمر عن طريقنا، وكنا نسهل لهم هذه التسهيلات، يعني هم يتحدثون معنا ويقولون: إننا ليس لنا أحد ونحن بحاجة إلى طحين بحاجة إلى كذا. فقلنا لهم بالحرف الواحد يعني: بغض النظر عن موقفكم من الثورة السورية وطالما أنكم أخوة كرد مسالمون فسوف نتقاسم الرغيف بيننا وبينكم. وكان رئيس المجلس المحلي الذي توفي وهو من عائلة علوش (عمر علوش- المحرر)، نعم كان رئيس المجلس المحلي وهو قيادي فيما بعد أصبح في "قسد" ، وكان يزورني في البيت ويأتي إلينا إلى المجلس المحلي، وكنا نسهل لهم الكثير من الأمور يعني.

أيضًا في منبج عناصر "بي واي دي" الموجودون في منبج أقاموا كيانًا اسمه: بيت الشعب، وبيت الشعب هذا هو مثل المقر للحزب ويتجمعون فيه يعني حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي)، وكان الموقف منهم متباينًا، والعسكر بشكل عام والفصائل العسكرية تقول: يجب ألا ندعهم هكذا يظهرون وهؤلاء موقفهم سلبي من الثورة ويجب أن نزيلهم من المدينة، أو يعني هناك نزعة عدائية تجاههم. والمجلس المحلي كان يرى غير ذلك؛ لأنه طالما هؤلاء أشخاص مدنيون وغير مسلحين فنحن نعتبرهم كحزب، ولكن حزب له موقفه الخاص، وهو ليس مع الثورة، ولكن يجب علينا ألا نعتدي عليه. وفعلًا كنا نؤمّن لهم الحماية، وكلما أرادت كتيبة الاعتداء عليهم كنا نقف في الصف الأول ونقول لهم: لا. وأذكر في عيد النيروز عام 2013 أنا ذهبت أنا ووفد من المجلس المحلي في منبج ذهبنا وكانوا قد أقاموا حفلًا كبيرًا، فذهبنا إلى الحفل وباركنا لهم، وألقيت كلمة باسم المجلس المحلي لمحافظة حلب الحرة، وحيّينا نضال الأكراد وأكدنا أننا مع القضية الكردية ومع جميع حقوق السوريين. والمؤسف تمامًا أنه يعني عندما جاءت "قسد" وطردت "داعش" بدعم من التحالف، وأول ما استهدف حزب الاتحاد الديمقراطي استهدف بيوت وممتلكات الناشطين وأهالي الناشطين الذين وقفوا إلى جانبه وحموه عندما كان وحيدًا، و"قسد" تتواصل مع بعض الأشخاص وتطلب من بعض الأشخاص أن ينضموا إليها، وانضم إليها البعض آنذاك وهذا طبعًا قبل التحرير؛ لأن التحالف بدأ بحصار منبج في شهر نيسان/ أبريل عام 2016 وتم تحريرها في شهر آب/ أغسطس عام 2016.

كان رأيهم أننا نريد أن ننضمّ إلى "قسد"؛ لأننا نريد الذهاب إلى بلدنا، وهذه هي الوسيلة الوحيدة لتحرير بلدنا، والقسم الآخر -وأنا كنت معهم- كنا نرى يعني بالتأكيد نحن نطمح ونرغب بتحرير بلدنا، ولكن ليس من خلال التحالف مع جهة هي لا تختلف عن "داعش" وهذا كان اختلافنا.