كان هناك عدة اعتصامات مثلًا بيوم المرأة، وأذكر أننا كنا نجلس مع هنادي زحلوط وكنا نفكّر سويًا قبلها بأيام واتفقنا أن نستفيد من هذه المناسبة، والدعوة بحدّ ذاتها أصبحت أكثر باتجاه الحالة السورية، ولم تعد الدعوات [تتعلق] فقط بحالة التضامن مع مصر أو تونس أو ليبيا. كان هناك الكثير من المبادرات.

هنادي زحلوط أو"هيام جميل" حقيقةً كنا نلتقي بشكل دائم، وقالت: لماذا لا نقوم بشيء في يوم المرأة؟ فقلت لها: نحن جاهزون مثل العادة في هذا الخصوص، وعملت على دعوة إلكترونية، وأيضًا اشتركنا بها ونزلنا ولم يكن العدد كبيرًا في وقتها، وكانت أظن في نهاية شارع الصالحية. وقبلها والأهم كان يوم الغضب السوري الذي أعلن عنه في 5 شباط 2011، وأظن الذي أعلن عنه أحد رجال الدين في حلب وهو غسان نجار، وأعلن عنه في حلب في ساحة سعد الله الجابري، وفي دمشق أمام مجلس الشعب أو البرلمان. وحقيقة هذه واحدة من الأشياء التي وقفنا عندها، وكانت بالنسبة لنا مثل بالون اختبار للدعوة لحالة سورية، وفعلًا حاولنا نشر الدعوة، وحقيقة كان لدينا في تلك الفترة حسابات وهمية وليس فقط شخصية، ومن الأسماء التي اعتمدتها محمد سالم ومصطفى، ولكن أكثر حساب كنت أستخدمه "syria Syria"، ورزان [زيتونة] كان لديها حساب وهمي، وكانت تستخدم " مدام بلو" كثيرًا. وكنا نوازن، ففي معظم الدعوات التي لها علاقة بالاعتصامات كنا نستخدم حساباتنا الشخصية، بينما في الحوارات والنقاشات التي كانت موجودة على المجموعات كنا نستخدم الأسماء الوهمية خصوصًا في المجموعات العامة، ومن تلك المجموعات أصبح هناك مجموعات مغلقة خاصة، وأصبح هناك مجموعة خاصة اسمها "دائرة الثقة"، وكانت تضمّ شباب سوريين من الداخل والخارج، وكثير من الأشخاص الذين كانوا موجودين فيها أصبحوا فيما بعد في لجان التنسيق المحلية.

[فيما يخصّ 5 شباط] تفاعلنا وحتى أننا طلبنا من الناس أن تشارك من خلال حساباتنا الحقيقية وقلنا أننا سنشارك، وأذكر قبل بيومين أو ثلاثة، أظن إما بـــ 2 أو 3 شباط، وكنت في تلك المرحلة أبدّل بيوتًا كثيرة، ولم أكن متخفيًّا عمليًا، ولكن كنت يومًا أنام في المكتب ويومًا في بيت أهلي أو في بيتي في ضاحية قدسيا، أو في بيتي في شارع 29 أيار، أو عند أحد من الأصدقاء، وأحيانًا السهرات تطول والنقاشات تطول، وننام في المكان الذي نكون فيه. ومنزل ضاحية قدسيا فعلًا غير معروف، وكنت أستخدمه خلال فترات قليلة، وأذكر أنه طُرق الباب و[كانت] دورية أمن دولة، وبشكل محترم على غير العادة ولطيف يأخذونني إلى الفرع 251، وقالوا: إنَّ رئيس الفرع يريد أن يراك.