الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

"يوم الغضب السوري" والاستدعاء لفرع أمن الدولة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:21:00

أخذوني إلى الطابق الثالث أو الرابع، وكان هناك غرفة انتظار ومكاتب فخمة وأفخم من المكاتب التي يتمّ عادة التحقيق فيها، [وذلك في] "أمن الدولة 251 – الفرع الدَّاخلي"، وأذكر رأيت هناك جالسين ميشيل كيلو وفايز سارة وأكرم البني، وهؤلاء الذين كانوا موجودين، وبعد ذلك عرفت أنَّهم كانوا قد استدعوا 7 [أشخاص]، وكان فايز يضحك ويقول: السبعة المبَشَّرون بالشغب أو السَّبعة المبشَّرون بالجحيم. وأدخلونا إلى رئيس الفرع واحدًا واحدًا، وحين يخرج الشخص [من اللقاء] يخرجونه فورًا، ولم يكن هناك فرصة أن نراهم، ولم نكن نعرف إلى أين يأخذونهم؟ وكنا نظن أنَّهم يأخذونه إلى الاعتقال، فهذا هو الشكل الذي اعتدناه. وأذكر أنِّي دخلت إلى رئيس الفرع في غرفة فخمة وضخمة، وجلست مقابلًا له، وكان اللواء توفيق يونس، وأظن أنَّه كان بدأ مهامَّه قبل وقت قصير، وفورًا: مرحبًا، أهلًا وسهلًا، حضرتك فلان [مازن درويش]؟ وقال: يا أستاذ! أنت مندفع ومتحمس مع هذه الثورات الإمبريالية وهذه المؤامرات التي تحصل والغرب، فقلت له: أبدًا يا سيادتك، والحمد لله كل الذين يذهبون هم عملاء؛ أمثال حسني مبارك [من جماعة] كامب ديفيد وماذا نريد أفضل من ذلك؟ أي: أن يرحلوا جماعة كامب ديفيد، وتعرِف بن علي وعلاقاته مع الإسرائيليين، فبالعكس ظريف جدًّا ما يحدث، حيث يرحل كل هؤلاء العملاء، وإن شاء الله يأتي أناس وطنيون ومع القضية. فشعرت أنَّه احمرَّ واحتقن، وكأنه يقول في قرارة نفسه: "أنت آتٍ لتهزأ بنا". وقال: ماذا عن صفحة الثورة السورية؟ يقولون لي: أنت مشترك فيها وفاعل ومن مؤسسيها؟ قلت: أنا مشترك فيها نعم، ومشترك في كل الصفحات، ومشترك في صفحات مؤيدة وضد الحراك وضد الثورات، فأنا أحاول أن أرى وأفهم وأطلع على كل شيء، وأحيانًا أكتب فيها وأضع لايك (إعجابًا)، وأعلِّق ولكنني لست من مؤسسيها. قال: يقولون أنت وملهم الدروبي وشلة (مجموعة) إخوان مسلمين في السويد، أو لا أعرف أين! فقلت له: فعلًا ليس لدي فكرة [عن الموضوع] -وأنا يمكن أن أكذب لكن ليس بالأساسيَّات، وأعرف متى وأين أكذب!- قلت له: حقيقة ما عندي فكرة. هناك صفحة وحين دخلت إليها كان هناك الآلاف موجودين فيها. فقال: أي ليس لك علاقة بهم ولا تواصل معهم ولا تعلم من الذين أسسها؟ فقلت له: لا، أبدًا، ولو كنت أعرف كنت تواصلت معهم. وقال: ماذا من أجل دعوتكم ليوم الغضب؟ فقلت: هي ليست دعوتنا ولكن نحن مشاركون، وذلك من أجل الدقة. فقال: ولماذا أنتم غاضبون؟ فقلت: بسبب الكثير من الأشياء. وقال: ما هي مطالبكم؟ وقلت له: مطالبنا مثلًا الأشياء التي قمتم بإقرارها في مؤتمر حزب البعث بخصوص قانون أحزاب، وقال لي: الإصلاح ماضٍ، وفهمت من حديثه أن "السيد الرئيس" وكأنه لا ينام الليل من الإصلاح، وغارق بالإصلاح، ولكن سورية والمؤامرة وإسرائيل، ولا بدّ من أن يكون الإصلاح خطوة خطوة وبالتدريج، وحجم الإصلاحات والانفتاح، انظر! أنت تجلس عندي ونتكلم ونتناقش، وأتى قبلك فلان وفلان، وبعد أن ننتهي من النقاش يذهبون إلى بيوتهم. فأنا هنا تنفّست الصعداء، وقلت في نفسي: إذًا بإمكاني أن أرتاح أكثر بالحديث، فأنا كنت أحسب حساب [كلماتي] وأعتقد أن هناك تحقيق مختلف في الأسفل [قبو التحقيق]. فقال: ما هي ترتيباتكم؟ ومع من تتواصلون بخصوص 5 شباط؟ وهل أنت مشارك؟ قلت له: أنا مشارك، وقال من سيشارك معك؟ قلت: ليس أحد، أنا لوحدي، وليس لدي أحد، وأنا سأنزل. وقال لي: ألم يتكلم ويتواصل معكم أحد؟ قلت له: أنا أرى الناس على الفيسبوك تتكلم، ولكن معظم أولئك الناس لا ينزلون [إلى الشارع]. وقال: هذا ليس سلوكًا جيدًا، وأنتم تأخذون البلد إلى أماكن لا يستفيد منها إلا إسرائيل، فقلت له: ليس هذا هو هدفنا، بل هدفنا أن نقوِّي البلد في وجه إسرائيل، وكيف يمكن أن تكون البلد أقوى بكل المعاني. وقلت له: سيادتك المشكلة ليست في 5 شباط، المشكلة في 6 شباط. قلت ذلك وأنا هنا في ذهني أنني أتكلم بالمعنى السياسي والبلد وتقويتها وما يحصل، وفجأة أصبح رأسه ملاصقاً لوجهي وأصبحت أشعر بِنَفَسِه، وفزعت، حيث كان قد قفز من الكرسي وأصبح ملاصقاً لوجهي، وقال: هل بدّلتم الموعد؟ فقلت له: انتظر. لدي هذه العادة، فأنا أتكلم ببعض الأمور ولا يفهم الناس علي، ارتح سيادتك لأشرح لك الموضوع. قال: بدّلتم الموعد؟ الموعد صار 6 [شباط]؟! قلت له: لم يتغير شيئاً، ولست أنا من وضع الموعد حتى أبدّله، انسَ ولا تأخذني إلى أماكن أخرى، وأعطني فقط دقيقتين لأشرح لك لماذا المشكلة في 6 شباط وليست في 5 شباط، وكان متوترًا، ويداه على الطاولة، وقال لي: أخبرني ماذا يوجد في 6 شباط؟ قلت له: في 6 شباط هناك اجتماع اللجنة الأمنية، أي أنتم، ومكتب الأمن الوطني، ففي 5 شباط لن ينزل ناس كثيرون [إلى الشارع]، وأنتم تعملون بهذا الخصوص، والناس لن تنزل وهذه أول دعوة، والمشكلة في 6 شباط لأنكم ستجتمعون "الأمن الوطني والأفرع الأمنية"، وأنا أتخيلكم تضحكون وتقولون: لم يحصل شيء، ولم يشارك إلا كم شخص وقد اعتقلناهم، وأتخيلكم في ذلك اليوم تجتمعون في مكتب الأمن الوطني وسعداء وتتعاملون أنَّه لا يوجد أي مشكلة، ولا يوجد شيء لا تتمكنون من حلّه، ولكن هناك 5 آذار و5 نيسان و5 أيار و5 حزيران، ومن هنا لعدة أشهر هذه البلد ستشتعل من شمالها لجنوبها لأنّكم تتعاملون مع الموضوع بهذه الطريقة على أساس أنه لا يوجد مشكلة، وأن كل الأمور يمكن حلها أمنيًا. وقال: أبدًا هذا الكلام غير صحيح، ونحن نعمل بكل ما لدينا من توجيهات "السيد الرئيس" والإصلاحات. [فسألني]: ولكن أنتم لم تبدّلوا الموعد لــ 6 شباط؟ قلت: لا، ولكن في 6 شباط سيكون هناك اجتماع، وقال: كيف تعرف أنَّ هناك اجتماعًا، قلت: هذا ما أتخيَّل أنه سيحصل. وقال: أنت شاب وطني، ونصيحتي لك لا تنزل ولا تشارك في هذه القصص، وإذا كان هناك مطالب وأشياء يجب أن تتصلح في أماكن معينة فالسيد الرئيس يعمل عليها، والأمور بحاجة لوقت وطول بال (صبر). وقلت له: بالتوفيق، بالنسبة لي إذا هناك شيء أشعر أنه جيد للبلد سأقوم به. [وقال لي]: الله معك. وخرجت، وأتى عسكري يرتدي [لباسًا] مدنيًّا وقال لي: "تفضل"، بطريقة محترمة –يبدو أنه مدير مكتبه- ونظرت إلى الناس في الخارج ونزلت، وفعلًا عندما أوصلني إلى الباب الخارجي وقال لي: "الله معك"، نظرت وقلت في نفسي: فعلًا لا يوجد اعتقال. وأصبحنا نتواصل كل شخص رأى أحدًا [هناك] لنطمئن أن الكل قد خرج من فرع الأمن، وبالفعل الكل خرج، ولم يعتقلوا أحدًا.

وفي اليوم التالي نزلنا أمام البرلمان، ونزلت أنا وحسن كامل، ونزلنا وتجوَّلنا، ولم يكن هناك تجمّعات، وكان عناصر الأمن موجودين بشكل مهول، وواحد من الذين رأيتهم كان اللواء توفيق يونس مقابل البرلمان، ونظر فجاءت عيني بعينه وكان يشاهد التفاصيل شخصيًا، ولم يعد هناك داعٍ ليرفعوا له تقريرًا ويقرؤه ويقرر الاعتقال، بل هو موجود شخصيًا. ولم يحدث شيء مهمٌّ في حلب، ومضى اليوم بهذا الشكل. وكانت هذه الدعوة -ولو أنَّها لم تنجح- هي التي عزَّزت فكرة أن ننزل إلى الشارع من أجل مواضيع سورية، أي خطوة خطوة، مثل البازل (بطاقات تطبيق الأشكال) أحيانًا هناك أشياء صغيرة تساهم برسم هذه اللوحة، ويوم الغضب السوري كان جزءًا منها فعلاً.

طبعًا هناك تشكيك أمني وانتباه، وإذا كنا لا نعرف مؤسس أي صفحة بشكل حقيقي يكون هذا الحذر والانتباه، وصفحة "الثورة السورية" عرفنا سريعًا، وسألنا وأصبح لدينا تفاصيل، وتمّ التواصل مع القائمين عليها، وكانت واحدة من الأشياء التي طرحناها ألا يكون اسمها "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، وقلنا لهم: لا تشخصنوا القضية، ولتكن الثورة السورية من أجل الحرية والديمقراطية، وإلى الآن أتذكر هذا الموضوع. وكان [جوابهم أنه قد أصبح] هناك عشرات الآلاف من المشتركين، وممكن أن يُفهم ذلك بشكل سيِّئ، وأذكر يومها أن أكثر من شخص وأثناء النقاشات تحدث عن هذه المسألة وعن تلك النقطة تحديدًا بشكل خاص. وصفحات أخرى كنا نحن نؤسسها، وكان هناك صفحات كثيرة، وأتذكر بعد [وقفة] السفارة الليبية أسّس رامي نخلة أنشأ صفحة "الـمُخبِر الهُمام" لعنصر أمن اسمه محمود رعد كان يصور أمام السفارة الليبية وأحد الشباب أخذ له صورة بكاميرا الموبايل، فرامي أنشأ له صفحة اسمها "الـمُخبِر الهُمام- محمود رعد"، وأصبح هو يرسل إلى الصفحة على الخاص "كرمال الله أغلقوا الصفحة". وكان كل يوم هناك قصة، وكل يوم هناك قضية، وكان هناك هاجس: ما الذي يمكن فعلًا أن يخلق هذه الشرارة؟

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/08

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/90-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

شباط 2011

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

مكتب الأمن الوطني - النظام

مكتب الأمن الوطني - النظام

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

صفحة "المخبر الهمام"

صفحة "المخبر الهمام"

الشهادات المرتبطة