الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الهتافات خلال المظاهرة الأولى في جمعة العزة في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:04:16

أحد الهتافات الملفتة والغريبة جدًا في ذلك الوقت.. كنا ما بين طريق الحرش إيابًا، وطبعًا نحن عدنا عندما التففنا من دوار اليمن ولم يعد يوجد بنايات نستهدفها -حتى يأتينا دعم أهالي هذه البنايات وحتى يلتحقوا بنا حتى تكبر المظاهرة عدنا، وأثناء عودتنا كنا نردد: البيت للنسوان والشارع للأبطال. بدون إهانة، مع احترامنا وتقديرنا للحرائر ونسائنا، وهو نوع من الكناية ولا كناية في هذا الموضوع، وأنا كتبت منشورًا عن هذا الموضوع مع احترامنا لحرائرنا، ولكن هذا الوعي الشعبي أو هذا الهتاف الشعبي: البيت للنسوان والشارع للأبطال. وكان من بين مئات النساء والصبايا والأطفال الصغار والكبار والشابات والأمهات معنا في المظاهرة من الأول للآخر، وكان وجودهم واضحًا جدًا ومفاجئًا جدًا، وبالنسبة لي كان مفاجئًا جدًا.

وفي هذا الشارع أنا أول مرة أسمع هذا الهتاف: البيت للنسوان والشارع للأبطال.. و"اللي ما بيشارك.. ما فيه ناموس". وبعد نهاية شارع الحرش صعدنا من طلعة روضة براعم النور، وهي طلعة مشهورة تصل طريق الحرش بالطابيات، وهي الطلعة التي جاء منها المظاهرة الأولى، والتقت معنا فعدنا من نفس المسار معًا، وأثناء صعودنا في هذه الطلعة هتف هتاف غريب جدًا، وأنا كنت أقوم بالتصوير بهاتفي وبدأوا يهتفون: "لا إيران ولا حزب الله.. بدنا دولة توحد الله". وأنا هنا استغربت: لماذا إيران وحزب الله؟ وحزب الله هو نفسه الذي قام بالحرب في لبنان في عام 2006، طبعًا الحرب ضد إسرائيل، وهذا الناس الذين كانت تهتف له، وأنا كنت مسرورًا وسعيدًا جدًا بالموضوع. [بدأت استرجع الذاكرة] أن والدي كان يقول: الله يلعن اليهود. ولكنه لم يكن يحييهم [يحيي حزب الله] وفي ذلك الوقت -في عام 2006 كان عمري 14 سنة- كان من الصعب الوصول إلى هذا المستوى [من الوعي]، يعني سنة وشيعة ومرحلة المخطط الإيراني، وطبعًا الوالد لديه هذا الوعي أو هذا العلم، ولكن كان يكفي أنه موضوع سورية والنظام وفلسطين والمقاومة، كان من الصعب الوصول إلى مستوى أعلى في الوعي، ولم يكن والدي يفتح علينا هذا الباب لأنه لا يزال باكرًا وعمرنا ما يزال 14 سنة، وحزب الله كان بالنسبة لي في عام 2006 وأنا كنت في الإمارات في الشارقة، وكان الوالد يعمل في الشارقة في ذلك الوقت، وخرجنا لمدة شهر وأنا -لمدة نصف الشهر- كنت أتابع الأخبار وأتابع حرب لبنان حزب الله وكيف يقاتل، وخربت عليهم المشاوير، وانتشرت مقاطع المقاومة اللبنانية -وهي حزب الله في ذلك الوقت- وكيف كانوا يخرجون من الأنفاق ويشتبكون والمدرعات والصواريخ، وكان الشيء جذابًا للأمانة، وهل هو نفسه الآن "لا إيران ولا حزب الله"؟ وكان يوجد معلومات غير منطقية بالنسبة لي في ذلك الوقت، وللأمانة شاركت مع الناس: "لا إيران ولا حزب الله.. بدنا دولة توحد الله". وهتفنا كثيرًا وكان هناك وعي مفاجئ في مدينة اللاذقية، وشهر بعد شهر عرفنا ما هو الوضع، وأنا أفخر أننا هتفنا ضد حزب الله المجرم الذي شرب من دماء السوريين وما يزال يفعل ذلك، وهتفنا ضده في اليوم الأول في الساعة 2:00 أو 3:00 من بداية المظاهرة، ونحن نعلم مَن عدونا، والذي يتهمنا بأننا لا نعلم إلى أين ذاهبون، لا، نحن نعلم أين ذاهبون، وحتى لو لم يكن ذلك واضحًا بكلمات هو في الوعي الداخلي وفي فطرة شعبنا.

نزلنا إلى شارع بور سعيد ومررنا مرة أخرى بالصليبة، ومررنا تحت المنزل ورأيت والدتي على الشرفة وتلوح لي مثل أم نصار [بطل أحد المسلسلات السورية الذي قاوم الفرنسيين] وكانت فخورة بي أمام العالم رغم أننا كنا 13000 شخص، يعني أنا أفخر فيها أمام العالم ولكن الشخص يرى نفسه بطلًا أمام أمه، وأنا بطل بالنسبة لأمي، وهي تراني وتقول: الله يحميكم. وبيتنا في الطابق الثاني وكان يُسمع صوتها ويُسمع صوتي. ولاحقًا مررنا بشارع وبدأنا نقترب من العوينة ومررنا بالشارع الذي يفصل جامع عبادة بن الصامت والكنيسة التي تكلمنا عنها، وبعد 50 متر إلى الأمام هنا كان يوجد محل ألعاب مشهور (gifty) كان يبيع ألعاب سبيس تون، وكان الدخول إليه وكأنك داخل إلى الجنة بالنسبة للأطفال، وكانت المنطقة علّامة، وأمام محل (gifty) للألعاب ظهر الهتاف المفاجئ في اللاذقية، وهذا الهتاف الذي صدم النظام حتى يومنا هذا، حيث صعد رجل وقال: "الشعب يريد إسقاط النظام". يعني الموضوع أصبح أنك تضع إصبعك في عين بشار الأسد، وهذه المظاهرة التي كان عددها تقريبًا 13 أو 14 أو 17 ألف بتقديراتي نادت بإسقاط النظام في اليوم الأول من مظاهراتنا في مدينة اللاذقية في 25 آذار 2011 في جمعة العزة، وهذا الشيء لم يذكر في مظاهرات أخرى في جميع مناطق سورية، يعني أعتقد أن درعا هتفت واللاذقية، وأما الشام وحلب وحمص وحماه ودير الزور والرقة يعني غريب الموضوع، وفي تلك اللحظة للأمانة الثورية والأخلاقية وللتاريخ والوطن أنا توقفت عن الهتاف.. مع أنني نقطة في بحر والجميع قالها، ولكن إذا أخذوني إلى الفرع وحلفت أنني لم أقل فأنا لم أقل، وبقيت معهم ومشيت 50 متر، وبمعدل دقيقة ونصف وهم يهتفون، وبالعادة الهتاف كان يستمر لمدة دقيقة ثم يغيرونه، ولكن هذا الهتاف كرره الشباب وأنا كنت ساكتًا، وإذ أرى بجانبي رجلًا عجوزًا ستينيًا يهتفها وقلبه ليس في حنجرته.. قلبه في عينيه وعروق حنجرته تكاد تصل إلي، وعندما رأيته يهتف بهذه القوة وهو رجل ضعيف ومسكين وعجوز قلت: إنها وجبت. ورفعت يدي وقلت: الشعب.. وهتفت مع الناس.

هتفت اللاذقية بإسقاط النظام منذ اليوم الأول عن طريق شبابها الذين لم يبق منهم أحد الآن، وهذا فخر ثوري لمدينتي التي أهانت النظام في أرضه وفاجأته، وهذه المفاجأة التي حتى وإن اختبأ أثرها حاليًا بعد عشر سنوات من بداية الثورة وهدوء الوضع في الداخل السوري المحتل تحت سيطرة النظام، ولكن أثرها سيبقى، وأنا متأكد جدًا في نفوسنا ونفوسهم وأنه بعد 40 - 45 سنة من احتلال هذه الأرض ومن الحكم الطويل استطعتم الهتاف ضدنا، فلن يأمنونا بعد اليوم.

أنا لا أتكلم عن المدنيين أو أتكلم عن مواطنين ونساء وأطفال من أي طائفة كانت، وأنا حتى الآن في عام 2021 لدي أخ شهيد، وأنا مصاب خمس مرات، وخسرت بيتي وأرضي واستقراري وقربي من عائلتي وأولاد خالتي شهداء وتشردنا، و75 - 76 شخص من أصدقائي المقربين استشهدوا، ومعتقل وعُذِّبت حتى هذه اللحظة وأنا أسجل هذا الكلام.

وأُشهد الله وأُشهد نفسي وأُشهد الثورة والثوار أنني شخص غير طائفي، ولا أحمل على المدنيين العلويين أي حقد، وهذا الشيء طبقته في يوم من الأيام وسأذكره لاحقًا، طبقته حقيقة، وأنا حتى هذه اللحظة لدي أصدقاء علويون أتواصل معهم حتى هذه اللحظة في مدينة اللاذقية، ولدي أصدقاء مسيحيون أتواصل معهم في مدينة اللاذقية، وهم يفاجَئون أنه أنت كيف تتحدث معنا؟ ولكن ليس لكم علاقة ولا يوجد مشكلة إذا لم تشارك مع النظام حتى لو كنت علويًا أو درزيًا أو يهوديًا أو ماسونيًا، ولكن المهم أن لا تقف ضدي. لا يوجد مشكلة إذا لم تقف معي، يعني الطائفة العلوية التي لم تقف معنا لا يوجد عندي مشكلة معهم، ولكن لا تقف ضدي، ولا تقف مع النظام ولا تهتف له ولا تذهب إلى مسيراته وتدعمه أو تنشر صور بشار الأسد.. وهم كُثُر للأمانة (لا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وأنا أعدل حتى في هذه النقطة حتى مع العلويين، والكثير منهم بحاله وليس له علاقة بالسياسة ويهتم بعمله وأرضه، ولا يوجد عندي مشكلة معه، وإذا عدت غدًا إلى اللاذقية وأنا ابن هذه المدينة ولا أسمح لأحد بأن يزاود علي -أنه أنت من اللاذقية ونحن سنذبحهم- وأنا لا أقبل هذا الأمر، وأنا ابن هذه المدينة وهذه الأرض، وأنا لا أرضى ولن أرضى أن يتم المساس بأي مواطن حتى لو كان علويًا ولم تثبت إدانته بجرائم ضد الإنسانية في الثورة السورية، ومن تثبت إدانته سيعامل مثل أي سني شارك في الموضوع، وموضوع الطائفة ليس له علاقة أبدًا، وهذه قناعتي أمام الله وأمام الثورة وأمام الوطن وأمام السوريين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/23

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقيةجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/59-08/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الشهادات المرتبطة