اطلاق النار المباشر على المتظاهرين وسقوط الشهيد الأول في جمعة العزة باللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:17:12
عندما كنا متجمعين عند المخرج الجنوبي في ساحة الشيخ ضاهر، على الزاوية يوجد فرن كعك مشهور جدًا في اللاذقية، وهو فرن كبير ولذيذ، وعلى هذه الزاوية تمامًا كانت جموع المتظاهرين تلتحم جسديًا مع قوات حفظ النظام مع العناصر المتفرقة من الشرطة العسكرية ويحاولون الدخول بينهم، والشرطة العسكرية تبعدهم وتهدد بالسلاح، والشباب لا يكترثون لأنهم لم يتوقعوا أن تحصل رمايات مباشرة، والضابط الذي كان من الشرطة العسكرية -ولا أذكر رتبته إن كان عقيدًا أو مقدمًا- تراجع إلى الخلف ووصل إلى خط الشرطة وعناصر الشرطة العسكرية الموجودين وتراجع خلف العساكر وأمر بإطلاق النار مباشرة، وطبعًا أبعد متظاهر عن قوات الشرطة العسكرية كان يبعد 50 متر، يعني يوجد أشخاص يبعدون مترين فقط، وفي تلك اللحظات سمعنا إطلاق الرصاص لأول مرة، وأنا وقفت بدون حراك وجمدت في أرضي. وللأمانة دخلت في حالة نفسية غريبة، وتجمدت من المفاجأة والخوف والقلق، ولم أستطع فعل شيء، وتوقفت عن الهتاف وأصبحت أشاهد فقط.
ومن بين الناس -وهذا أمامي- رأيت الناس تحلقت بطريقة غريبة وخرج من بين الجموع شخص يحتضن شابًا من المتظاهرين ويسحبه، ومن بين الناس مر في منطقة أنا أستطيع الرؤية منها، وإذا بالشاب دخلت الرصاصة في رأسه والدماء تسيل، وهذه أول مرة أرى فيها دماء المتظاهرين، وكان هذا المتظاهر هو أول متظاهر سقط في مدينة اللاذقية، وهو الشهيد الأول على باب ساحة الشيخ ضاهر في 25 آذار 2011>
وكانت مفاجأة صادمة جدًا، وبدأنا بسرعة ودخلنا الثورة من باب عريض، يعني بدون تَحْمِية، يعني بدأنا بالمظاهرة وأصبحنا في الشهداء ولا يوجد مزح، وهكذا نظام لم نكن نتوقع أن يرد علينا بالرصاص الحي من اليوم الأول، يعني يجب أن يكون في البداية هراوات ثم غاز ثم البوكس، ولكن بدأنا بالرصاص الحي المباشر، يعني كان الجميع[ عناصر النظام] مسلحًا بالروسيات ويوجه السلاح نحونا، وكل الموجودين واضح جدًا أنهم خرجوا ولا يوجد لديهم سلاح والأمر غريب جدًا.
بدأت الناس تهتف للشهيد وتصرخ من الخوف والانفعال، ويقولون: ماذا بكم؟ ولماذا تطلقون الرصاص علينا؟ وأصبح يوجد شهيد، وكان الصفير وأصوات تعلو "الله أكبر". وللأمانة أنا رأيت في أعين العناصر الخوف والذعر في ذلك الوقت، يعني أنا لا أدعي أنه في تلك اللحظات كل الموجودين حتى من عناصر النظام كانوا مجرمين أو كانوا من الشبيحة، لأنه هذا أول يوم ولا يعرفون ماذا يحصل، وجاءت أوامر بإطلاق النار وأطلقوا النار، ولا نعرف من أطلق النار ومن أصاب الشخص، وللأمانة في ذلك الوقت الكثير من العناصر أنا رأيت الخوف في أعينهم، وكان هذا الشيء واضحًا بالنسبة لي في عدة عناصر.
كان يوجد أشخاص عند تمثال حافظ الأسد في منتصف الساحة، وهنا يوجد عناصر نظام ونحن هنا، وأصبح يوجد بينهم انفصال، وطبعًا هذا الطريق ليس مسدودًا تمامًا بعناصر الشرطة العسكرية، يعني الناس يدخلون ويتعرضون للضرب قليلًا ويمرون وهم يركضون، مثل الشخص الذي يدخل ويخرج إلى الملعب بطريقة عشوائية، ولكن أصبح يوجد عدد كبير في المنتصف وأصبحوا في الداخل محاصرين عند تمثال حافظ الأسد، وعندما بدأ إطلاق النار أيضًا وجهوا الرصاص باتجاه الناس الموجودين في الخلف، وأنا لا أعرف بالضبط ماذا حصل لأنني بدأت أتراجع، ولاحقًا الناس بدأت تلتحق بالمظاهرة والتحقوا بنا، وفي تلك اللحظة أنا قررت أن لا أشتبك وكنا تقريبًا 18,000، يعني الآلاف قرروا الرجوع، ويوجد أشخاص ذهبوا إلى منازلهم بعد إطلاق الرصاص، وأعداد كبيرة جدًا قرروا ترك ساحة الشيخ ظاهر والعودة في مظاهرة أخرى، يعني وصلنا إلى الحد. ونعود، فالمدينة أصبحت لنا شارع القوتلي من بدايته من ساحة الشيخ ضاهر إلى البحر إلى جامع الشيخ زوزو، وهذا الشارع كله تمامًا كان بدون أي تواجد أمني أو عسكري، وعدنا إلى الخلف في مظاهرة ونحن نهتف، ومررنا أمام كنيسة، وبدأ الهتاف: "وحدة وحدة وطنية.. إسلام ومسيحية". وأعتقد هذه إحدى عاداتنا أو ثقافتنا الجمعية بأنه نحن يجب أن نثبت في كل لحظة أننا أشخاص جيدون، وحتى الآن في عام 2021 مع كل حدث يحدث وحتى في أوروبا إن كان شخص متطرف إسلامي أو مسيحي، نحن دائمًا نخرج صكوك براءتنا ونقول له: نحن جيدون وهؤلاء الأشخاص لا يمثلوننا. وهذا الشيء بطيبتنا وفطرتنا، ونحن كنا أمام الكنيسة وأثبتنا بدون أي طلب أو أي سبب أنه نحن وحدة وطنية مع المسيحيين، وكنا قبلها مع العلويين كما ذكرنا.
في هذه اللحظات وصلنا تقريبًا إلى بعد العصر قبيل غروب الشمس، ومررنا أمام منزلي وساحة أديداس وتشتهر باسم ساحة الصليبة، وفي هذه اللحظات أنا قررت العودة إلى المنزل حتى أرى ما هو الوضع، يعني في ذلك الوقت لم نكن نستطيع الوصول إلى والدي وأخي، وذهبنا إلى نقطة التجمع وعدنا إلى المنزل حتى أعرف ماذا يحصل، ونخطط ماذا سنعمل، وما هي خطتنا كعائلة. وحتى الوالدة في النهاية يجب أن تطمئن علينا، وعدت إلى المنزل وانتظرت الوالد، وعاد والدي وأخي وأجرينا جلسة نقاش مغلقة للوضع، وأنا للأمانة ومثل العادة، الوالدة كثيرًا ما تقول لي: أنت تتحدث بانفعال، وأنا عندي طريقة بأنني أندمج في شرح الأشياء التي حصلت معي، فجلست الوالدة وكأنها تحضر فليمًا، وانتهى اليوم، وطبعًا في الليل مدينة أشباح مدينة لا صوت فيها سوى صوت القطط والغربان، والجو معتم وهدوء، وعلى صلاة المغرب والعشاء الذي يذهب إلى الجامع يكون من الأولياء الصالحين، ونمنا واستيقظنا في يوم السبت 26 آذار 2011، وهو أيضًا كان يومًا مهمًا في الثورة السورية في اللاذقية، نظرًا لأنه كان أعتقد -والله أعلم- شهد المظاهرة الأكبر في تاريخ اللاذقية من وجهة نظري حسب ما رأيت.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/06/24
الموضوع الرئیس
الحراك السلميجمعة العزةكود الشهادة
SMI/OH/59-10/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الشرطة العسكرية - نظام