مظاهرة الحريقة في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:55:07
في كل تلك النشاطات والحراك على الأرض، معظم الناس كنا نعرفهم، والوجوه معروفة ومألوفة، ولكن أيضًا هي وجوه الشباب، وليست المعارضة التقليدية أو شخصيات المعارضة التاريخية، بل كانت وجوه بمعظمها والغالبية العظمى من الشباب، وكان هناك ناس جدد لم نكن نعرفهم، وأذكر في تلك الفترة محي الدين عيسو وشبابًا نعرفهم، وكانوا معنا في لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان رغم أنَّنا كلنا في مرحلةٍ ما كنا قد خرجنا من اللجان وكانت اللجان شبه جسد ميت، ولكن مع ذلك عدنا واجتمعنا، وكان أيضًا هناك شباب جُدد، وهذا الذي يأتي بصديقه، وهذا أخيه، وهذا صديقته، فكان هناك وجوه جديدة.
في تلك اللقاءات في الشارع أو حتى في اللقاءات الخاصة التي كنَّا نقوم بها في فترة شباط وبداية آذار، أعتقد أننا عقدنا –من دون مبالغة- 30 أو 40 اجتماعًا فيزيائيًّا، لقاءات صغيرة في المنازل والمقاهي، وكان هناك روح مختلفة وإحساس مختلف. والخوف بمعنى من المعاني أكيد يبقى موجودًا بكل الأحوال، ولكن الذي كنت أراه بشكل أساسي ومختلف أنَّه لم يكن هناك الإحساس بأنَّ هذا لن يحصل أو لن ينجح، بل كان هناك حالة يقين أنَّ هذا الربيع العربي سوف يكمل [مساره] وسوف يبلع كل هذه الأنظمة وستتغير، وسيكون هناك شكل مختلف للحياة، وهذا الذي كان الشِّق المختلف بشكل أساسي. وحقيقة بعد [ثورة] مصر لم يعد هناك نقاش أنَّ هذا الدومينو سيُكمِل أو لا، وبشكل أساسي مصر لأننا نشعر أنَّها الحالة المماثلة لسورية أو الأقرب لسورية بمعنى من المعاني، أو من خلال تفاعلنا نحن كسوريين ومصر والوحدة، فكنا نشعر أنَّه إذا حدث شيء [الثورة] في مصر وسورية [بمثابة] الإقليم الشمالي فبالتأكيد [الثورة] في سورية هي مجرد وقت لا أكثر، وكان هناك حقيقة طوشة ولوشة (حَراك) على الأرض وعلى الإنترنت.
[بخصوص مظاهرة] الحريقة: إلى حدّ هذه اللحظة أذكر أنني كنت في المكتب في شارع 29 أيار واتصل بي خليل معتوق، وقال: أين أنت؟ وقلت له: أنا في المكتب. فقال: تعال إلى الحريقة فورًا. قلت: فورًا أو بعد نصف ساعة؟ فقال: لم تخرج بعد؟ قلت له: آتٍ. و[ذهبت] إلى الحريقة مباشرة وكانت المسافة قريبة بين المكتب والحريقة، وفي الحقيقة كانت الأمور في آخرها، ولكن هذا اليوم بالنسبة لي مجرَّد سماع كلمة "الشعب السوري ما بينذل"، وهناك مشهد غير طبيعي وغريب من نوعه بالنسبة لي، وهناك شيء يحدث لا نعرف عنه ولسنا نحن الذين نقوم به وليس لنا علاقة به بشكل أو بآخر، وهناك شيء حصل وليس مجرد أننا نتحدث ونحاول، بل هناك شيء حدث وهناك شيء سوري، وهناك من يقول: "الشعب السوري ما بينذل". ولدرجة أنني ولثلاث مرات كنت أقول لخليل: خليل ماذا يقولون؟ أول مرة أجابني: "الشعب السوري ما بينذل"، وقلت لخليل: ماذا يقولون؟ وثالث مرة انتبه خليل لي! وقال: ما بك؟ لست مصدقًا؟! وفعلًا لم أكن مصدقًا بمعنى من المعاني. وبعدها بعدة أيام خرجت دعاية أو إشاعة أنَّهم يوزعون سكرًا ورُزًّا في الحجاز، وأعتقد أن خليل أو شخص آخر قال لي: انزل إلى الحجاز هناك مظاهرة نسوان (نساء)، ونزلت فعلًا، وعند البريد كان موظفو البريد في الخارج والسيدات واضح أنَّهن جئنَ من ريف دمشق ومن أرياف الغوطة، [وعرفت ذلك] من طبيعة اللباس واللهجة، وكان هناك حالة إرباك، وكان هناك شرطة وموظفو البريد على الدرج، حتى أنني لم أستطع الدخول، وهم يقولون: يا أختي لا يوجد شيء، ونحن هنا لا نوزع شيئًا، هنا البريد وليست المؤسسة الاستهلاكية، ووراءنا هناك المؤسسة الاستهلاكية، وفعلًا لم يكن أحد يعرف ما يحصل. وكانت إحدى النسوة تقول: نعم قالوا لنا: إنَّ السَّيِّدة أسماء [الأسد] توزِّع المواد الغذائية. وكان فعلًا غير مفهوم ما يحدث، ولكن بالنسبة لي كان هناك حدث مهم في كل ما يحصل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/08
الموضوع الرئیس
البدايات الأولى للثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/90-24/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
02-03/2011
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-الحجازمحافظة دمشق-الحريقةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية