الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة يوم 26 آذار 2011 في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:51:12

في أول يوم، يعني في نهاية أول يوم في هذا الهدوء أصبح على أبواب الحارات حاويات قمامة كبيرة مقلوبة وحجارة في الطريق، وترى بعض الشبان بين كل ساعة وأخرى يطلون من قبل شخصين أو ثلاثة ويحملون العصي كنوع من الحماية للمنطقة، وكان الأمر في بدايته وفي مظاهره الأولى للجان حماية الحارات، وهذا الذي أذكره وبحسب ما أراه من شرفة منزلنا، وأنا أتوقع أن الأمر بهذا الشكل في أغلب المناطق، لأنه نحن في الصليبة التي كانت المنبع الذي قرر فيه المتظاهرون أن يكون هذا هو منبعنا، وأنا لا أدعي أن المظاهرات خرجت من الصليبة، ولكن لأن الصليبة هي قريبة على قوس النصر، وبالمناسبة قوس النصر هو منطقة أثرية وبناء أثري بناه الرومان عندما فتحوا مدينة اللاذقية، وهو بناء بعيد عن منزلي تقريبًا 70 متر وهو جدًا قريب، وأنا منزلي في منتصف اللاذقية القديمة وقريب من المكان الذي له مكان تاريخية وشعبية لمدينة اللاذقية، وفيها ساحة مشهورة واسعة نوعًا ما، ومنطقة محبوبة لأهل اللاذقية، يعني في رمضان الذي لا يدخل إلى شارع الصليبة لا يمر عليه رمضان، والمنطقة محبوبة، وقرروا جماعة الطابيات وجماعة مشروع الصليبة وجماعة مارتقلا الاجتماع في الصليبة في ساحة الصليبة، والثوار أعطوها هذه المكانة وليست هي التي خرجت منها المظاهرات، والكثير من شبابها التحقوا بالمظاهرات والثورة وضحَّوا فيها، وهذا الذي أراه من شرفتي وهو ساحة الصليبة على اليمين وقوس النصر على اليسار وهو خط أنا أراه من شرفة منزلي، والشرفة كانت جنوبية وهنا الغرب وهنا الشرق، وأنا أرى هذا الشارع الذي يحمل الكثير من الأحداث.

في اليوم الثاني صليت الظهر في جامع الصليبة وخرجت حتى نجهز أنفسنا للالتحاق بالشباب المتجمعين -بدون تخطيط- في الساحة.. في ساحة الصليبة، يعني رأى الناس أنه يوجد شيء سيحصل اليوم وأين؟ سوف أعرف مكان الحصول. وكان في ساحة الصليبة، وكان كل الشباب وكل المتظاهرين ذهبوا إلى الصليبة حتى يعرفوا ما هو الوضع؟ وإذا كان يوجد مظاهرة سنلتحق بها. فكانت نقطة تجمع للثوار، وأنا صليت الظهر، وعندما خرجت من المسجد وكنت أرتدي حذائي رفعت رأسي ورأيت صديقي محمد اسفنجة، وكان متأنقًا كثيرًا ويرتدي أفضل ملابسه وقد حلق ذقنه وقام بتمشيط شعره، وأنا لا زلت حتى الآن أذكر ذقنه المحددة والمشذبة، فقلت له: خيرًا يا محمد! فقال: أحببت تغيير مظهري وثيابي وأكون بأبهى صورة. وودعته وافترقنا، ولاحقًا بعد أقل من ساعة ونصف يسقط محمد اسفنجة ثاني شهيد في مدينة اللاذقية، وكان في المظاهرة معنا وسقط أيضًا على مدخل ساحة الشيخ ضاهر، ومحمد اسفنجة هو شاب من أسرة فقيرة جدًا، وكانت تربطنا به وبعائلته علاقة أسرية وعلاقة صداقة أسرية على مستوى الآباء، وهو طيب وخلوق جدًا، وهو من الأشخاص عندما يبتسم ينظر إلى الأرض، يعني يخجل حتى في الحديث معك، وبيتهم عبارة عن غرفة وصالون يسكن فيه 6 أشخاص ما قبل الثورة، وأحد هؤلاء الأشخاص هي أخته المشلولة كليًا، وهي من مواليد 1992، وما زالت على قيد الحياة حتى الآن، وأقصد كانوا بحالة من الفقر المدقع للأمانة، ولديه أخته الكبيرة مقعدة، وفي ذلك الوقت كان عمرها 20 سنة، وهي مشلولة تمامًا ولا يتحرك فيها إلا عيناها، وكانوا يعتنون بها، وهو كان الأخ الحنون الطيب الذي يحملها ويأخذها إلى الحديقة كل أسبوع، وهو الشاب الأكبر في العائلة، وعندما نذهب إليهم ترى أن عيونه دائمًا معها مع أنها صبية، ولكنها مقعدة بجسم طفلة، ويمزح معها ويخفف عنها. وسبحان الله خسارة محمد بالنسبة لعائلته كانت خسارة مدمرة جدًا، يعني أذكر هذه التفاصيل وربما هي لا تفيد أحدًا، ولكن هذا دلالة على كمية الأذى والظلم والقهر، يعني الأذى بطبقات، يعني الأذية ليست فقط أنه أصبح شهيدًا أو قلب أمه أو خسر الوطن شابًا، يعني المراحل لا أحد يشعر فيها إلا أهل المعاناة، يعني هذه الفتاة المقعدة خسرت الشخص الذي كان يستطيع أن يحملها وهي ما زالت تعاني حتى هذه اللحظة، وعند الله تجتمع الخصوم حتى نرى بشار الأسد ونظامه وكمية الظلم والطغيان وسيرى كل شيء.

أنا تفاجأت بخبر استشهاد محمد لاحقًا عندما عدت إلى المنزل في نهاية المظاهرة قبيل المغرب.

للأمانة ما زلت حتى هذه اللحظة ألوم نفسي أنني لم أعرف أو أسأل عن تفاصيل الشهيد الأول وجنازته والشهيد الثاني -الذي هو محمد صديقي- الذي أعرف وضعه وجنازته، يعني يتم سؤالي: أين جنازة الشهيد الأول؟ وأين تم دفنه؟ وأنا للأمانة لا أعرف، وكنا مشغولين في المظاهرات الأولى، ولم أكن أعتقد بثقافة التشييع، يعني أن ينزل الشهيد ويحملوه على الأكتاف، وهذه لاحقًا دخلت هذه الثقافة على المدن السورية كلها، ولكن في البداية لم تكن موجودة لدينا، وأنا لا أعلم شيئًا عن جنازة الشهيد الأول، وهذا تقصير وخطأ مني، وهذا نقص في ّ وليس في الشهيد ولا في جنازته، وجنازة محمد دفن على عجل مع أهله فقط وبحضور قوات الأمن، وأتوقع أن الشهيد الأول أيضًا كان بهذه الطريقة، يعني هذا هو الشيء الذي حصل مع صديقي محمد، وأتوقع أن الشهيد الأول حصل معه نفس الأمر.

كنا في مظاهرة كبرى في يوم السبت في 26 آذار 2011، وأيضًا مررنا بشوارع اللاذقية الواحد تلو الآخر ونهتف لدرعا والوحدة الوطنية والحرية، ونهتف لإسقاط النظام، ومررنا بطلعة الصليبة، وأنا لأول مرة أعلم وأعرف خصوصية الرز كدلالة على الانتصار، وكنا في مظاهرة وفي طلعة "بابا ذوقني" وهو مطعم للفطائر مشهور جدًا، وهذه الطلعة توصل إلى حي الطابيات إلى الطرف الآخر، وكنا نازلين منها والمحلات كانت توزع لنا الماء، وإذا بأمطار من الرز تهطل علينا والنساء من الخلف يرمين الرز و ويزغردن من الشرفات، وأنا استغربت من الرز، وأنا لأول مرة أعرف هذه الرمزية، وسألت الشباب الذين معي: ماذا بهم؟ وهل هم يضربوننا؟ وهل هم معنا أم أنهم مع الآخرين؟ فقالوا: هذه كناية عن الانتصار.

مع نهاية اليوم الثاني وانتهاء المظاهرات دخلنا في حالة توزيع الأعمال للحارات، وأصبح يوجد شباب يناوبون في الليل حتى الفجر، وفي الصباح يتم فتح الشوارع، وبعض المحلات والبقالات تفتح من أجل المنازل والعائلات، ودائمًا يوجد شباب أو اجتماعات للمتظاهرين أمام ساحة الصليبة، ولكن هل حصلت مظاهرات في الأيام الخمسة؟ أنا نسيت.

يبقى أشخاص في الساحة يناوبون، أقصد المظاهرة السيارة ناس يذهبون ويأتي غيرهم، ولم تكن الأعداد مثل السابق، المظاهرة السيارة كانت 10000، يعني على الأغلب كان العدد 4000 أو 5000 كانوا موجودين في هذه الساحة، وهي ساحة ليست كبيرة جدًا، متوسطة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/24

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقيةجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/59-11/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة