الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

البدايات.. متظاهرو ريف حماة في مواجهة الشبيحة وقوى الأمن

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:29:04

فعليًا خرجنا بعدها، وقلنا: يا شباب الله يعطيكم العافية مشكورين، ونريد أن نذهب ونجلس في مقر ثانٍ نسميه غير المقر الأول الذي كنا نجتمع فيه كشبان بعمر العشرين سنة أو 21 سنة أو 22 سنة، ولي شخص -تقبله الله- اسمه "البرنس" كنا نجتمع عنده ونشاهد قناة الجزيرة، ويجتمع كل شباب القرية، وطبعًا الشباب الذين لديهم دوافع لشيء اسمه ثورة ومظاهرات، وأنت تعرف اليوم أن القرية تختلف كليًا عن المدينة، أنت اليوم عندما تقول المعضمية أو دوما أو درعا أو حمص؛ فطبيعي جدًا أن ترى في كل وقت من الأوقات بعد صلاة المغرب يكون هناك تجمع، بحكم أن الناس إذا صلت اليوم في أحد مساجد مدينة حمص -على سبيل المثال في مسجد خالد بن الوليد- خرجوا بعد صلاة المغرب يمكن أن يكونوا بالمئات أو بالآلاف وهؤلاء الأشخاص لوحدهم تظاهرة إذا خرج منهم 100 فهي فعلًا مظاهرة، فكنا نحن نتابع الشريط دائمًا (على القنوات الإخبارية) "عاجل: خروج مظاهرة من مسجد مدينة دوما، والأمن يحاصر أو يطوق"، فكنا نتابع الأحداث الخبر تلو الخبر حي الميدان كذا على سبيل المثال، دير الزور وغيرها من المدن خرجت مثلًا مظاهرة في حي الشعار في حلب وقوبلت وجوبهت وقمعت بقوة من ميليشيات محلية كانت مسيطرة أو شبيحة محلية في مدينة حلب.

الجمعة التي بعدها انطلقت مظاهرة فعلية، اجتمعنا على جسر قرية الحواش ووصل جماعة الغاب الشمالي وجماعة الغاب الأوسط وجماعة جبل شحشبو، وسرنا على الأقدام باتجاه الجنوب حتى نصل إلى قرية المضيق التي تبعد حوالي 20 كيلو مترًا أو أقل بقليل، ومشينا بحماس [وكنا نهتف:] "بالروح بالدم نفديك يا درعا" و "بالروح بالدم نفديك يا بانياس" و "الشعب يريد إسقاط النظام" ولكن أنت هنا عندما تصرخ تشعر أنك تفرغ شحنات، وتتكلم وأنت سعيد فأنت اليوم تنتفض ضد آلة القتل التي يمكن أن نسميها رقم واحد في العالم، لا يضاهي آل الأسد لا كوريا ولا كيم جون (كيم جونغ اون رئيس كوريا الشمالية) ولا غيره، وفعليًا كانت الناس سعيدة، يوجد حرقة أن الناس يقتلون في أماكن أخرى، ويوجد سعادة لأنك اليوم خرجت ضد نظام الأسد، أسميه شعور التضاد يعني الشعور الآني، ولكن ككل هو شعور جميل جدًا أنك اليوم أنت انتفضت.

خرجت المظاهرة ووصلت إلى قلعة المضيق وبقيت مستمرة، أبحرت باتجاه الجنوب، ووصلنا إلى مشارف مدينة السقيلبية، كان التجمع كبيرًا، قسم رفض الوصول إلى مشارف مدينة السقيلبية، وطبعًا نحن في يومها ممكن نتيجة أنه دم على التلفزيون، فنظن أن كل السوريين انتفضوا في الثورة، ولا أحد يمكن أن يقف على الحياد والجميع يرفض القتل وسفك الدماء. فوصلنا فعليًا إلى هناك وكنا أعتقد بالمئات أو أكثر بقليل، وبقي القسم الأكبر في الحي الجنوبي في قلعة المضيق، وأردنا الدخول إلى مدينة السقيلبية فجاء أشخاص وقالوا: لا أحد يدخل إلى السقيلبية، نحن كان في بالنا الدخول إلى السقيلبية والتظاهر على الدوار وهكذا نخطط بلا شعور والناس مندفعة، ولكن المشاهد الجميلة التي كنت أنت تراها [مثل] شخص يرتدي كفنًا كتب عليه مشروع شهيد، ويضع ربطة على رأسه شهيد أو الشهيد الحي، وشخص عاري الصدر، فترى أنه فعلًا يوجد فعلًا هي ثورة، والناس اليوم منتفضة من داخلها ومحترقة، ووصلنا إلى هذا المكان الذي هو مدخل مدينة السقيلبية الشمالي، فاجتمع بعض الناس من السقيلبية والكثير منهم قالوا إنهم ليسوا من مدينة السقيلبية وإنما من قرى مدينة السقيلبية، قد يكونون من الطائفة (العلوية) من الأشخاص الموالين للحكم أو (الشبيحة) وهؤلاء الأشخاص وصلوا إلى هذا المكان، وبدأ العراك بالحجارة وطبعًا بدأت من عندهم بضرب الحجارة، وممنوع أن تدخلوا إلى المدينة، وفعليًا بدأنا نحن نرمي الحجارة، فطردونا ثم عدنا وطردناهم إلى الداخل، ثم فجأة شيء من بين الشجر خرج وهي البنادق ورجال الأمن وقفوا بين الأشجار وبدأ إطلاق النار، وأنا أسمع شيئًا اسمه "أزيز الرصاص" وأنا أركض باتجاه الشمال، وصل كعب قدمي إلى رأسي خوفًا من إطلاق النار، أنه أنت اليوم يمكن أن تكون ضحية بطلق ناري، وأنت اليوم رأيت الدم بعينك وأصبح لديك خوف من الداخل، وبنفس الوقت كسرت الخوف وتريد أن تخرج ضدهم، ولكن الحقيقة السلاح كان مخيفًا، فبدأت الناس تركض باتجاه الشمال، وعلى بعد ربما 100 أو 200 متر، رأيت شخصًا صرخ وقال: يوجد جريح أو شخص مات -وهو فعلًا سقط جريح- وطبعًا ليس كل إطلاق النار كان باتجاه المتظاهرين، كان يوجد إطلاق للأعلى وإطلاق باتجاه المتظاهرين، لو كل رصاصة أصابت متظاهر، فنحتاج إلى عدد سكان الصين الشعبية، حتى يمكن أن يكونوا ضحايا للأعيرة النارية ولكن ليس كل الرصاص يصيب الناس.

أنا كنت أركض فتدهورت دراجة نارية أمامي، وأنا تعثرت بالدراجة النارية فسقطت كذلك، فبدأت أعرج، وابن أختي كان يركض بجانبي، فأوقف دراجة نارية وعندما توقفت عاد إطلاق النار، فبدأت أركض أكثر من السابق خوفًا، وفعلًا وصلنا وكان يوجد جريح وهو زميلنا في المجال الإعلامي الزميل مصعب الأشقر.

انتهت تلك المظاهرة، وكان صحيح أنه يوجد شيء اسمه خوف، وصحيح أنه كان يوجد تعب، وكان يوجد مسافة بعيدة، ولكن كان يوجد شيء جميل وهو أننا فعلًا اليوم وصلنا إلى أكثر من 20 كيلو متر، وخرجت كل الناس وكانت مظاهرة بالآلاف، وكانت فاتحة لمظاهرة ضخمة فيما بعد.

المظاهرة الضخمة التي كانت بعدها -وطبعًا نحن نتكلم في شهر نيسان/ أبريل- المظاهرة التي بعدها كانت تجمعًا لكل المنطقة: من جبل شحشبو، إلى سهل الغاب، إلى قلعة المضيق، إلى بريديج، وكرناز، وكفر نبودة وكل هذه المنطقة، جميعهم تجمعوا في مدينة قلعة المضيق، وأنا الذي أتذكره ربما كان طول المظاهرة، أعتقد أكثر من 1 كيلو متر، فكانت حاشدة، وكان يوجد الكثير من الناس يحملون الورود، ولكن قبل أن نصل إلى هذا المكان وعلى خلفية المظاهرة السابقة التي تحدثت عنها قبل قليل، وصلنا إلى شيء اسمه "باب الطاقة" وهذه القرية مشهورة بتربية الأسماك ووصلنا إلى هذا المكان، فكان يوجد حاجز للأمن ويوجد صهريج ماء إطفائية بحيث يطردون [المتظاهرين] بالماء وإذا لم ينجح الأمر يمكن أن يحصل إطلاق نار، فوصل الناس وأغلبهم كانوا عراة الصدور يهتفون: "الله أكبر الله أكبر" و "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" ومن هذه الهتافات الجميلة، وجاء شخص من الأشخاص وهو صديقي وقريبي أبو كنان فرمى بنفسه وأغلق مصدر الماء بعد أن بدأوا بإطلاقه، لماذا تغلقها فأغلقها، وقطعنا هذا المكان ووصلنا إلى شيء اسمه الأمن وهم يحملون البنادق ومسلحون، وأتذكر شخصًا من الأشخاص اقترب منهم وقال له: من أين أنت فقال أنا من الرقة، فقال: بما معناه ألا يوجد عندك دم أبدًا؟ ألا ترى القتل في درعا وحمص ودير الزور واللاذقية وبانياس ودوما ودمشق ألا ترى شيئًا أبدًا وأنت في حماة؟ فكان جواب هذا الشخص بما معناه: أنا عبد مأمور وأنا لو كنت أستطيع أن أفعل شيئًا اذهبوا أنا ليس لي علاقة بما تفعلونه، فكان موقفًا إيجابيًا للأمانة وهو كان فعلًا قادرًا قبل أن نصل ببضع طلقات نارية أن يفضوا المظاهرة، ولكن كان يوجد تجاوب وسمح لنا بالمرور، وعندما وصلنا إلى مدينة قلعة المضيق، كان التجمع الكبير الذي تكلمت عنه قبل قليل، الذي يمكن طول المظاهرة أكثر من 1 كيلو متر، الآلاف احتشدوا وقسم منهم كان يحمل الورود التي تذكرنا بورود مدينة داريا، فكان شيء جميل جدًا "الشعب يريد إسقاط النظام" و "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر" فكانت هتافات جدًا جميلة وكان يومًا عظيمًا، وبدأت المظاهرات في المنطقة على هذا الروتين.

بعدها كتجمعات، وكان التنسيق في البداية تنسيقًا عشوائي من أشخاص ينسقون المظاهرة بهذا المكان، والمظاهرة في هذا المكان والمظاهرة في تلك المنطقة، وبدأ بعدها بفترة شيء اسمه "المظاهرات الليلية" ولكن قبل أن ننتقل إلى هذه النقطة، ففي الشهر السادس أنا ومجموعة من الشباب شكلنا شيئًا اسمه "رابطة الشباب الأحرار" التي أسسها أو أطلق عليها هذا الاسم، ونحن كنا نريد جسمًا مدنيًا نعمل تحت ظله، وما هو هذا الجسم المدني وأنا قد لا يكون عندي فكرة وأيمن الخالدي قال: رابطة الشباب الأحرار، وفعلًا تم تشكيل رابطة الشباب الأحرار، وقد يكون لها مقاطع موجودة لا تزال حتى اليوم على اليوتيوب، فكان هو عبارة عن تجمع للعديد من الشبان من أبناء الجبل، بغنى (بغض النظر) عن عمل التنسيقيات ونحن اليوم عندما نقول تنسيق ربما هي ليست التنسيقيات الرئيسية الموجودة اليوم بصفة رسمية عن عمل تنسيقيات، فالتنسيقيات هي ليست الصفة الرسمية، ولكنها شبان ينسقون بين بعضهم فهم مثلًا أحمد ومحمد وحسين خرجوا في مظاهرة في المكان الفلاني بتنسيق بين بعضهم، بدون علم التنسيقيات، ليس بالضرورة أن تكون عن طريق التنسيقيات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/04

الموضوع الرئیس

الحراك السلميمحافظة حماةقمع الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/148-04/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان/ أبريل - حزيران/ يونيو 2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-باب الطاقةمحافظة حماة-منطقة السقيلبيةمحافظة حماة-قلعة المضيقمحافظة حماة-سهل الغاب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

رابطة الشباب الأحرار

رابطة الشباب الأحرار

الشهادات المرتبطة