أنا كمصطفى مثل كل الناس كنت متظاهرًا في البداية، كما كان كل الأشخاص متظاهرين، لم أكن قد باشرت بعد بشيء اسمه العمل الإعلامي، ربما كنت أصور بالهاتف كما كان يصور البقية، كان عندي كاميرا صغيرة لابن عمي كنت أحملها، ولكن لم يكن يوجد فكرة أن هذا إعلامي أو صحفي أو ناشط إعلامي لم يكن يوجد هذا التفكير، وحتى لم يكن عندي فكرة أنه حتى لو كنت أصور بالهاتف أن أرفع المظاهرة (على الإنترنت) وأنا أتحدث هنا في الأشهر الأولى من تاريخ الثورة السورية. الشيء الذي أحب التعقيب عليه بالعموم كل الناس كانت سواسية، الغني والفقير والفلاح والمعلم والدكتور الذين كانوا يخرجون في المظاهرات والأطفال والكبار والنساء؛ كلها كانت سواسية، كانت الثورة عبارة عن كاشفة كشفت كل المعادن، بصراحة فكان لها أن ساوت بين الجميع، فخرج فيها الجميع، وعندما أقول خرج فيها الجميع يعني الأحرار الذين خرجوا فيها، وأنا كابن منطقة قبلية أو عشائرية، التي هي منطقة جبل شحشبو، سكانها من العشائر والقبائل، لم يكن يوجد شيء اسمه نحن في قبيلة بني خالد نحن الذين خرجنا في الثورة كبني خالد لا، وحتى الذين يسمون أنفسهم وجهاء عشائر، لم يكن لهم أي دور في الحراك السلمي أبدًا، ولم يكن لهم أية علاقة، واليوم مثلًا يأتون على سبيل المثال ويتصدرون ويقولون: نحن أرباب الثورة، لا هذا الكلام مرفوض، أنت في يوم من الأيام كنت تقول: إن الذين يخرجون قد يكونون أولادًا وأحضروا لنا البلاء، وأنا لا أشخصن ولكن لم يكن يوجد أي صبغة عشائرية أو قبلية للثورة، ولم يخرج فيها أبناء القبائل، هي كانت لكل السوريين من حضر وقبائل وكرد وحتى من جميع الطوائف شاركوا فيها واشتركت فيها. السَلمية مع ورود داريا ولا يمكنني أن أقول اليوم على سبيل المثال أن جبل شحشبو كما هو اليوم يوجه البعض: إن أبناء جبل شحشبو خرجوا بصبغة عشائرية، لا أنتم اليوم الذين تتحدثون بهذا الكلام وتعرفون أنفسكم جيدًا، أنتم لم يكن لكم أي دور في الحراك السلمي أبدًا وليس لكم أية علاقة بالثورة، ونحن كأبناء منطقة نعرف بعضنا جيدًا ونعرف من الذي شارك سواء كان طفلًا أو امرأة أو رجلًا، والموضوع ليس موضوع تعرية لا ولكنه رد، يعني يوجد أشياء اليوم لا أحد يجب أن يتجاوزها ولا أحد يسمح لأحد أن يتجاوزها التي هي الذكريات، وهذه الذكريات هي عبارة عن وقائع وتواريخ، ولا يمكننا اليوم أن نسمح لأحد أن يزورها، وهذه الذكريات والتواريخ هي مثل أرضك التي استباحها بشار الأسد، وهذه الأرض من المستحيل أن تعطيها لبشار الأسد، وكذلك الذكريات من حقي وحق جميع الذين شاركوا في البداية أن يحافظوا على هذه الذكريات، ولا يسمحوا لأي شخص أن يمسها، أردت فقط توضيح هذه الجزئية والمفصل أو النقطة الهامة أو المفصلية الهامة.

لو انتقلنا بعدها إلى شيء اسمه المظاهرات، والتي استمرت بهذا الروتين؛ مظاهرات في النهار ومظاهرات قد تكون اشتركت مع المنطقة المحاذية لجبل الزاوية كمحيط، ووصلنا إلى شيء اسمه الشهر السابع (تموز/ يوليو 2011).