في شهر تموز/ يوليو كان يوجد شيء اسمه مدينة حماة، طبعًا مدينة حماة ونحن عندما نقول مدينة حماة الحقيقة ربما كل السوريين قبل الثورة كان يتأثر بمجرد السماع بمدينة حماة، والسبب أن حافظ الأسد ارتكب أكبر مجزرة بهذه المدينة وراح ضحيتها 70,000 شهيدًا (اللجنة السورية لحقوق الإنسان ذكرت أن عدد الضحايا تجاوز 40 ألفاً - المحرر) وعشرات آلاف المعتقلين وآلاف المفقودين وعشرات آلاف الذين اضطروا أن يهربوا من مدينة حماة ووصلوا إلى دول الخليج وأوروبا إلى خارج سورية، فكان موضوع حماة حساسًا، وحماة كانت خلال هذه الأشهر التي مضت كان فيها أكبر مظاهرة في سورية المظاهرة المليونية نصف مليون متظاهر كانوا يتجمعون في ساحة العاصي من أبناء مدينة حماة ومن أبناء ريف حماة، وأنا كشخص لم أشارك في مظاهرات مدينة حماة والسبب باختصار أنني أبعد عنها 55 كيلو متر، ولكن القرى والبلدات والمدن المحيطة فيها وصلوا لها وكان أكبر تجمع للمتظاهرين في سورية.

والأسد هنا أصبح لديه انتقام من مدينة حماة، أن كيف مدينة حماة في عام 1982 فعلنا بها كل هذا الشيء بذريعة "الإخوان المسلمين" والإرهاب واليوم أيضًا تعود علينا حماة، لا سوف أظهر للسوريين كلهم أنه حتى حماة التي ملفها حساس في مجلس الأمن أو حتى أردوغان ذكر: أنه حماة خط أحمر -وهي لم تكن خطًا أحمر للأسف الشديد- سوف نستبيحها بلسان الأسد، وفعلًا حوصرت مدينة حماة وأُغلِقت مداخل مدينة حماة في نهاية الشهر السابع لمدة ثلاثة أو أربعة أيام من كافة مداخل المدينة، بحيث أنه فعلًا يستطيع أن يحكم السيطرة عليها ويقتحمها، والجيش الحر موجود والثوار موجودون ولكنهم كانوا قلة بحكم قلة السلاح لم يكن السلاح موجودًا بهذه الكثرة، وخاصة أنت اليوم في مدينة كانت أمنيًا مشددًا عليها، والسلاح من الصعب جدًا أن يصل إليها، وهي كانت تعتبر كمدينة عقدة مواصلات وهي وسط سورية.

في 31 تموز/ يوليو في الصباح الباكر ظهر شيء اسمه خبر، أشبه بخبر "القوات الأمريكية تقتحم بغداد"، ربما في العام 2003 السوريون الذين كانوا يتابعون الملف العراقي والغزو الأمريكي على العراق كانوا يسمعون أو استيقظوا على شيء اسمه الساعة 3:00 أو 4:00 فجرًا من خلال قناة الجزيرة أن "القوات الأمريكية تقصف بغداد أو بدأت بغزو العراق"، فكان الخبر مذهلًا فكذلك استفاق أغلب السوريين في 31 تموز/ يوليو أن "قوات الأسد وشبيحته بدأت تقتحم مدينة حماة". وفعلًا بدأوا يقتحمون مدينة حماة واقتحموها من كافة المحاور من كافة المداخل، كان يوجد قتلى وشهداء من المدنيين، وأصبح يوجد حملة اعتقالات، وهو كان يومًا سعيدًا جدًا بالنسبة للأسد وشبيحته، كونه فعلًا أعاد السيطرة على مدينة حماة، ولم يعد يستطيع الإعلام مثل السابق أن يقول: نصف مليون متظاهر في مدينة حماة، ولم يعد يوجد مظاهرات في مدينة حماة وطبيعي جدًا لم يعد يوجد مظاهرات في مدينة حماة، لأنك وضعت بين كل حاجز وحاجز حاجز ولم يستطع أن يخرج أبناء مدينة حماة، وعلاوة على ذلك استمرت المظاهرات في حي الحميدية وحي باب قبلي، مظاهرات متفرقة في حي العليليات وحي جنوب الملعب ولا تزال المظاهرات مستمرة، ولكن ضمن الأحياء ومن الصعب جدًا التوجه إلى ساحة العاصي لأنه أصبح يوجد فوق مبنى مجلس المحافظة يوجد شيء اسمه نقطة عسكرية ويوجد قناصات، والمباني المحيطة كذلك أصبح عليها قناصات ومبنى حزب البعث كذلك عليه قناصون موجودون، يعني من الصعب جدًا (على) أي شخص أن يتوجه إلى وسط مدينة حماة.