بالنسبة لما قبل اجتياح مدينة حماة الذي حصل في 31 تموز/ يوليو 2011  الذي تحدثت عنه قبل قليل، أتذكر موقفًا مر علي، في شهر حزيران/ يونيو كنت نازلًا إلى مدينة حماة بحكم أنني أدرس فيها، وحماة لا يوجد فيها أي حاجز وحتى الطريق الذي ذهبت منه من مكان طلوعي حتى وصلت لا يوجد شيء اسمه حواجز أمنية، فوصلت إلى مدينة حماة وركبت في الباص بجانب السائق، وبدأنا نتحدث مع بعضنا عن المظاهرات ودرعا وحمص والثورة، كان السائق متحرقًا من داخله ويتحدث وحتى إنه بدأ يسرد أحداث الـ 1982 بألم وحرقة، وكان يشتم على آل الأسد ولم يترك شيئًا إلا وقاله، ولكن كان يوجد غصة ويقول أنا خائف، وأنا سألته: ما الذي يخيفك؟ فقال: أنا خائف أن بشار الأسد يقصف هذا الشارع الذي نمشي عليه، وخائف أن يقصف هذه البنايات كما فعل والده، وخائف أن يخرب مدينة حماة، وأنا ضحكت وقلت له: من كل عقلك سوف يحصل قصف ويقصف ويضرب وفي 1982لم يكن يوجد إعلام ولم يكن يوجد شيء، واليوم الإعلام موجود، يوجد اليوم مجلس أمن واليوم يوجد حقوق إنسان واليوم واليوم، فمن المستحيل واليوم العالم كله يرانا، وبشار الأسد سوف يسقط بالمظاهرات، فمن خلال الحديث قال: لأني أنا أكبر منك بكثير وليس بقليل فأنا عندي فكرة عن عقلية عائلة الأسد، وماذا فعلوا بنا وماذا قال لي أهلي وأجدادي، فالشيء الذي حصل في مدينة حماة علمنا الكثير، وهذا الموقف لا يزال مطبوعًا في ذاكرتي، أنه كيف هذا الرجل كان يتنبأ ويتخوف بيوم من الأيام أن يحصل قصف، وفعلًا حصل قصف، مع أنني كشخص لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يحصل قصف بالعكس كنت أقول إنه في الجمعة القادمة سوف يسقط وفي "جمعة آزادي" سوف يسقط وفي "جمعة العشائر" سوف يسقط وفي يوم الإثنين ربما يسقط، والأسد فقد شرعيته في الشهر السابع أو الشهر الثامن كما قالت بيل كلينتون (هيلاري كلينتون- وزيرة الخارجية الأمريكية- المحرر) وأنه سقط وفقد شرعيته، ولم نكن نعرف أن هذا النظام هو نظام متجذر ويعتبر من الدول العميقة، ومسنود عربيًا ودوليًا للأسف الشديد، ولكن الضحية هم نحن أبناء الثورات أبناء الربيع العربي.