تنفيذ قوات النظام مجزرة المحطة وفض الاعتصام في اللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:07:03
تمركزنا في الاعتصام مرة ثانية قبيل المغرب وبدأت الهتافات، وأنا لاحقًا صليت المغرب في جامع البيرقدار -وهو جامع قريب جدًا من الساحة ويبعد تقريبًا 50 أو 60 متر- وعدت وجلست مع المتظاهرين قليلًا، وإذ والدي يتصل بي وقال: يجب أن تعود إلى المنزل وهذا يكفي، وغدًا لديك عمل ولديك مظاهرات مرة ثانية ومن الأفضل أن تعود. وهذا الكلام كان بين المغرب والعشاء، وبالفعل قلت له: أنا قادم. وذهبت مشيًا إلى المنزل وهو يبعد تقريبًا 7 دقائق، وقبيل العشاء تمامًا كانت أختي الصغيرة على الشرفة، وإذ تصرخ وقالت: تعالوا حتى تروا ماذا يوجد وماذا يحصل. وجئنا ووقفنا على الشرفة كل العائلة ونظرنا إلى الجهة الغربية وهي المطلة على ساحة "أديداس" من شرفة منزلنا، ونحن ننظر إلى اليمين في شارع الصليبة وساحة "أديداس" على يميننا، والطريق المتقدم من شارع "أديداس" إلى الأمام باتجاه الجنوب هو الطريق الواصل إلى ساحة بن العلبي، ونظرنا إلى اليمين وإذ ساحة "أديداس" ممتلئة بقوات حفظ النظام وعناصر من الأمن السوري ويتقدمون على شكل خطوط عسكرية مدججين بالسلاح ويمشون خطوة خطوة باللباس العسكري، ونحن ننظر إليهم وهم يتجاوزون منطقة نظرنا، يعني عندما يقطعون الساحة لا نراهم لأنه يوجد أبنية، وكانوا متوجهين باتجاه ساحة "بن العلبي"، وبعد دقيقتين أو 3 بدأ العناصر يركضون ويعبرون من أمامنا، وبعد عدة ثوانٍ سمعنا رشقات كبيرة جدًا من الرصاص، وبدأ فض الاعتصام بطريقة وحشية ودموية جدًا، وأُطلق على المتظاهرين المعتصمين الموجودين في الساحة بعد خروجي من الساحة بأقل من ثلث ساعة أُطلق عليهم الرصاص بشكل مباشر ومن مسافة صفر، يعني أمتار قليلة وبدأت الناس تهرب ويوجد حالة من الفزع وأغراضهم وأهلهم في الأرض في الاعتصام، وإطلاق الرصاص لم يهدأ لمدة نصف ساعة، وكانت الرماية من طرف واحد فقط من الشارع الواصل من ساحة "أديداس" إلى ساحة "بن العلبي"، ومن الطريق النازل من بورسعيد إلى ساحة "بن العلبي"، وكانت الرمايات على الناس من محورين، وبعد الرمايات بدأت ملاحقة الناس وملاحقة الشباب وإطلاق النار عليهم في الشوارع الفرعية، وهناك مقاطع فيديو مصورة توثق تلك اللحظات المؤلمة في ذاكرة أهل اللاذقية، وهي كانت المجزرة الأولى التي نعيشها في مدينة اللاذقية.
نزل خبر عاجل على قناة الجزيرة أن عدد الشهداء كان 73 شهيدًا، بينما للأمانة هو كان 42 أو 41 على ما أذكر، وتم أخذ بعض المصابين إلى المشتفيات والمستشفى الوطني القريب من المنطقة، وتم إعدامهم داخل المستشفى، وتم اعتقال أشخاص من داخل المستشفى وهم مصابون قبل إسعافهم، وسمعت هذه الشهادات عن هؤلاء الناس الذين اعتُقلوا من داخل المستشفى عندما اعتُقلت لاحقًا في شهر أيلول 2011. لذلك الإحصائية الدقيقة بالضبط عن الذين استشهدوا في الثورة في ذلك اليوم أنا لا أذكره بالضبط، وأيضًا هذا خطأي ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأنا عندي ضعف نفسي في متابعة والعودة لهذه الأخبار، وكان يمكنني قبل القدوم إلى التصوير أن أبحث عن الأرقام، ولكن هذا الموضوع صعب جدًا علي، وأنا أعلم أن مجزرة حصلت، ولكن يصعب علي دائمًا حمل هذه التفاصيل والعيش بها. ولم أسأل وأبحث كثيرًا أو أتكلم مع التنسيقية، وللأمانة الموضوع ثقيل جدًا علي وعلى قدرتي النفسية في الوقت الحالي.
ونامت اللاذقية مكلومة وجريحة تلك الليلة وخائفة ومرعوبة، وبعد هذا اليوم ليس كما قبله.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/06/24
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/59-20/
رقم المقطع
20
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قناة الجزيرة

قوات حفظ النظام في اللاذقية