الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارة لجنة المراقبين العرب إلى حماة واستمرار الاحتجاجات رغم القبضة الأمنية المشددة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:34:24

لو انتقلنا إلى إكمال دراستي، وأنا كنت شاهدًا على ما حدث يومها في مدخل مدينة حماة، فقد كنت أريد الذهاب في يومها من أجل التسجيل، فقد انتقلنا إلى عام دراسي آخر، فوصلت إلى حاجز الشيحة على مدخل مدينة حماة وإذ ضابط أربعيني ويوجد مجموعة من العناصر يريد أن يوهم الأشخاص الموجودين أنه نحن نهتم بكم، وعندما وصلنا قال: أعطونا الهويات ماذا أنتم؟ فقلنا: طلاب جامعة، فقال: أهلًا وسهلًا، نحن معكم نحن معكين (باللهجة العلوية) ونؤمن الطرقات من أجلكم حتى لا يستهدفكم المسلحون. يعني بغباء يحاول أن يسحب الحافلة إلى طرفه، أو يضحك علينا يعني لا أعرف ولكن كان الموقف مضحكًا جدًا في الحقيقة، وحمل القبضة وقال: كيفك يا أبو فلان بالنسبة للطريق إلى داخل مدينة حماة قوموا بتأمينه وانتبهوا، والآن سوف يذهب الباص ويوجد طلاب جامعة هم جيل المستقبل وهم جيلنا الصاعد، يعني على أساس أنه لو أن كل ضابط يتخذ هذه السياسة، على أساس يستقطبون هؤلاء الشباب الجامعيين وغيرهم لصفهم، لأنه فعلًا كما يقول الفأس وقع في الرأس (مثل شعبي) بالنسبة لهم، وأصبح يوجد ثورة وسلاح وأصبح يوجد تحرير مناطق وتحرير قرى ولم يعد الأمر يحتمل. فدخلت إلى مدينة حماة وهذه أول مرة أدخل مدينة حماة ما بعد الاحتلال الذي تم في 31 تموز/ يوليو وفي أيامها كان في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر (2011)فدخلت إلى مدينة حماة ووصلت الكراج (موقف الحافلات) وأنا بالعادة أدخل إلى الكراج أجده كراجًا مدنيًا، بمعنى يوجد فيه سيارات وأناس وبسطات، ولكن لا يوجد لابتوب وفيشة (تدقيق أمني من عناصر الأمن) وأشخاص يقفون على الطابور يقولون أعطني هويتك "انقلع ولاك"، وكأنه ثكنة عسكرية في كراجات مدينة محردة والسقيلبية، وأنا رأيت ذلك الموقف وأنا هنا لن أفيش، في العودة يجب أن أفيش بعد دوامي، فوصلت وأنهيت إجراءاتي وأردت الذهاب، وكان يوجد شاب صديقي معي فقلت له: يا حبيب أنا لا أستطيع الدخول، سوف أقف عند شعيبيات أفاميا (متجر حلويات) غربي الكراج، وتحجز لي مكانًا معك من الأمام، يفضل أن يكون من الأمام، وأنا أنتظرك هناك، وفعلًا حجز لي وركب، وعندما ركب قال لي: من الجيد أنك لم تأتِ ولم تفيش، وهذا طبعًا بعد أن وصلنا إلى البيت وليس عندما كنا في مدينة حماة، فقلت له: لماذا؟ فقال أقسم بالله أن ركبي لم تعد تحملني مناظر مخيفة، يعني شخص أنه أنت تعرف أنه عدو، وطبيعي جدًا سوف تخاف منه وأنا فعلًا خفت منه، فذهبت إلى خارج الكراج.

مضت فترة قصيرة ذهبت فيها مرة أو مرتين، ولكن كانت آخر مرة أذهب فيها في 31 كانون الأول/ ديسمبر عندما دخل المراقبون العرب إلى مدينة حماة، وطبعًا أنا أتحدث بكل هذه التفاصيل، فالمظاهرات لا تزال مستمرة، ولم يتوقف شيء وحتى في مدينة حماة حي الحميدية وباب قبلي وجنوبي الملعب لا تزال المظاهرات فيها مستمرة، أو حتى في الريف كفر زيتا واللطامنة ومورك ومنطقة سهل الغاب المنطقة مشتعلة.

فدخل المراقبون العرب على مدينة حماة في ذلك اليوم، وطبعًا أنا انتهيت من دوامي في يومها وكنت لا أذهب بشكل مستمر يوميًا، كنت كل فترة أذهب يومًا واحدًا وحتى عندما أذهب أتشهّد 1000 مرة، وأقول قد تكون هذه آخر مرة أذهب فيها إلى مدينة حماة، لا أريد الذهاب إلى مدينة حماة وعندما أصبحت أحس بأنني، وأنا فعليًا عندما أرى عنصرًا من جيش الأسد من شبيحة الأسد أموت رسميًا، وأنا عندما انتهيت من عملي في ذلك اليوم، ذهبت إلى الكراج حتى أغادر فلم يكن هناك من أحد أبدًا فقالوا: لا يوجد باصات والمداخل مغلقة والمراقبون العرب هنا، كان شاب يتكلم بهذا، فركبت باصًا فقال: إلى أين فقلت إلى عين اللوزة، فقال: سوف نذهب إلى [حي] المرابط، فقلت له: حسنًا، ويجب أن يذهب إلى شارع 8 آذار وإذ رأينا الشبان كلهم عراة الصدور وبدأوا يضربون الحجارة على الأمن ويطردونهم باتجاه ساحة العاصي، فعاد الباص واتصلت مع خالد -هو ابن عمي- وسألته: أين أنت؟ فقال: أنا في العليليات (منطقة) فقلت له: أنا آتٍ إليك لأن حركة السير منقطعة، فقال: تمام أنا بانتظارك، وصلت إلى هناك وكان يوجد شاب اسمه عبد الله وشبان آخرون زملاء في الكلية، ووصلت إلى هناك وجلسنا قليلًا وإذ بنا نسمع الأصوات: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"حرية"  فخرجنا من المنزل -وطبعًا شارع العلمين طوله كيلومترات عديدة- القسم الغربي كله أجهزة الأمن يحملون الهراوات ويرتدون الدروع على أساس أنه لا يوجد شيء اسمه مظاهر مسلحة، حتى يظهروا للمراقبين العرب، وأنا كشخص وربما الشبان الذين معي جماعتنا يعرفون أنني أحب الحجارة وأنا أحب أن أحاجر بطبيعة الحال، فوصلنا وبدأنا بالحجارة فطردنا جماعة الأمن باتجاه ساحة العاصي، ونحن منسجمون وإذ خرجت المصفحة أو أكثر من مصفحة ولكن التي رأيتها هي مصفحة، وهنا ركضنا كان شيئًا مرعبًا لأن اليوم المصفحة يعني إذا لم يعتقلك قد يدهسك ولا يسأل، فدخلنا إلى المنازل وجلسنا وقلت للشباب: التوبة بالنسبة لمدينة حماة(لن أعود إليها)، مع أن في أيامها لا يزال يعني يوجد تفصيل صغير أن أحد الثوار كان موجودًا هناك ولديه مسدس صوتي وبدأ يطلق النار عليهم من بعيد فقط حتى يحمي هؤلاء الشباب الذين كانوا يتظاهرون، ولا يزال حتى وقتها يوجد ثوار موجودون في مدينة حماة، ولكنهم أفراد ولا يزال شيء اسمه الكثير من الشبان موجودين في مدينة حماة من المتظاهرين، وحتى الناس الذين ينزلون ويذهبون إلى حماة وأصلًا لا يريدون آل الأسد وحقدهم ظاهر لعائلة الأسد، ولكن لم تكن سجونه تتسع لمئات الآلاف، وصحيح أنه وصل إلى الآلاف أو عشرات الآلاف، ولكن لا تتسع لمئات الآلاف، فأنت في يومها أنت وحظك، وحتى يوجد الكثير من الثوار ينزلون إلى مدينة حماة من حملة السلاح وليس الثوار السلميون؛ كانوا ينزلون إلى مدينة حماة.

حماة بعدها لم أذهب إليها، وأنا يجب أن أقدم الامتحان في شهر كانون الثاني/ يناير ولكنني لم أذهب إلى حماة، لم يعد بإمكاني الذهاب، حماة مسحتها من ذاكرتي مؤقتًا إلى أن يتم التحرير، وبالنسبة لمدينة حماة أغلب شبانها 90% هم خارج مدينة حماة، إما مع الفصائل العسكرية مع الثورة السورية، وإما في تركيا وأوروبا أو الخليج، وبالإمكان أن نقول أن مدينة حماة حاول نظام الأسد في الفترة الأخيرة أن يغير ديموغرافيتها، ولكن على الصعيد المحلي وليس بشكل مباشر، بشكل يسمح بخروج الشباب منها ويسمح بخروج أهلها، ويأتي نازحون محليون يأتون مكانهم بحيث لا يكون هناك مظاهرات ولا حركة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/04

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/148-10/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تشرين الأول/ أكتوبر - كانون الأول/ ديسمبر 2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

الشهادات المرتبطة