الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ملامح العصيان المدني بمدينة حماة في تموز 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:14:12

في هذه الفترة، سنتكلم كيف رُفع العصيان بشكل جزئي، ولكن قبل هذا الكلام سأتكلم عن بعض الملامح التي كانت في المدينة وبعض التفاصيل الصغيرة، بقيت أيام العصيان تطول ووقوف الشباب على الحواجز بدون عمل وبدون أي شيء، والنظام يبثّ إشاعات أنَّه يتم توزيع حبوب مخدرة على الشباب، وتُدفع مبالغ مالية من جهات مجهولة أو خارجية لهؤلاء الشباب الواقفين على الحواجز. وفي الحقيقة، هذه الأخبار عارية عن الصحة، ربما استغل النظام بعض الأمور، وحاول أن يضخمها، ويبني رواية مغايرة تمامًا ، وبعض الأهالي والناس الذين يكونون داخل الحي من الميسورين أو الأغنياء كانوا يجلبون طعاماً للشباب الموجودين على الحواجز، أو يملؤون رصيده الجوالات للاتصالات من أجل أن يتواصلوا أكثر مع الحواجز الأخرى في حال كانت هناك سيارات أمن تدخل أو تتجول؛ ليتم التواصل ومعرفة تحركات النظام الأمنية، فكانوا يملؤون جوالاتهم أحيانًا، وأحيانًا بعض الشباب لديهم عائلات، وقد يعطي أحد أغنياء الحي خرجية (مصروفًا) لبعض الشباب، ولكنها كانت مبادرات أهلية لديمومة العصيان ومظهر من مظاهر التكافل، ودار حديث عن موضوع الحبوب المخدرة وتوزيعها وهذا الأمر لم يكن بشكل منهجي أو بهذا الشكل الذي كان يُحكى عنه، ربما يكون أحد من الشباب الواقفين -بشكل فردي- يتعاطى نوعًا من أنواع الحبوب المخدرة، ولكن ليس كما يقول النظام، كان ينشر الكثير من الإشاعات في تلك الفترة، ربما شهدت تلك الفترة نقلة سنشعر نوعًا ما مستقبلًا بعبئها وثقلها على الحراك السلمي، وهي خروج القرار بنسبة 50% من أيدي التنظيمات -ربما كلمة تنظيمات فضفاضة- مجموعات التنسيق والمجموعات الثورية التي كانت تنظم الحراك السلمي، كان هناك القليل من الخروج لسلطة الشارع من بين أيدي الناس أو المجموعات التي كانت واقفة على الحاجز، وهي بشكل عام مجموعات أكثر شعبية، لم تكن في بداية الحراك الأساسي، وليس لديها تواصلات و تنسيق على مستوى سورية مع باقي المجموعات. لأنَّ نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب الذين كانوا يقفون على الحاجز لاحقًا وفي الفترة المسلحة كانوا أول الذين حملوا سلاحًا، وكان لهم قرار واسع وكبير. وفي تلك الفترة، شهد بروز هؤلاء الشباب خروج نسبة كبيرة من القرار من أيدي المجموعات الثورية التي كان غالبيتها لديه رؤية وتنسيق وصار لديها خبرة مع مرور الأيام والأسابيع التي مرت علينا في إدارة الحراك السلمي والخطاب الإعلامي للثورة. التظاهر في الجمع التي مرت لم يشهد كثيرًا إلا أنه قد يكون هناك أشخاص بشكل فردي، استطاعوا أن يدخلوا إلى المدينة بمساعدة أشخاص آخرين؛ لأنه كان هناك حواجز وحالة الطرقات لا تسمح، والنظام منتشر حول المدينة، فلم يكن هناك حضور كبير أو لافت في تلك الجمعة لأبناء الريف حتى القريبين منهم، ولكن شهد حضورًا من نوع آخر (حضور اقتصادي)، أُغلقت البلد والأسواق (أسواق الخضار والمواد الغذائية، و[أفران] الخبز الذي هو مادة أساسية، كلها توقفت تقريبًا في حماة بشكل عام؛ فبرز دور الريف هنا؛ لأنَّ أهالي وبلدات القرى المحيطة في حماة صاروا يجهزون سيارات ويملؤونها خضراوات وخبزًا وموادًا تموينية ويرسلوها إلى البلد بالتنسيق مع شباب من مدينة حماة واقفين على الحواجز، ويدخلونها، ويوزعونها على الأهالي بشكل مجاني (على العائلات الأشد فقرًا وعلى الأحياء الشعبية) والتي نسبة كبيرة من سكانها أجورهم بشكل يومي، فهذا قوَّى الروابط، في تلك الأيام، بدأ الجليد ينكسر بين الريف والمدينة لدينا في حماة من تراكمات ممارسات النظام خلال الأعوام الأربعين والذي كان يعمل على الشرخ بين الريف والمدينة، فبدأت الهوة تُردم، وبدأ أبناء المدينة يشعرون أنَّ ريف محافظة حماة هو امتداد لهم، ويعزز صمودهم [ليكونوا] كتلة واحدة في مواجهة النظام.

  

الحديث عن حماة كمحافظة، وكنا سابقاً نتكلم عن حماة كمدينة، والحموي هو ابن المدينة، وحماة هي مدينة حماة، وبعد ذلك أصبح حين يُقال: حماة. فالإنسان الحموي يقصد حماة المحافظة، الريف مع المدينة، وهذه إحدى الملامح التي قد تكون والتغير اللغوي الذي يعكس فكرة وقناعة، وازدادت الثقة أكثر بالريف في موضوع التضامن وأنه معزز للصمود، فكثير من الناس حين يُطلبون للأمن، ويكون اسمه معروفًا و فاعلًا في الحراك عندما يتضايق ويكون بحاجة إلى مكان ليختبئ فيه كان يخرج إلى الريف، بالإضافة إلى أنه حين يكون هناك جرحى، لاحقاً عندما حدث الاجتياح ظهر هذا الشيء بشكل أكبر، وصاروا يخرجون إلى الريف، يتعالجون، ويختبئون، وهذا الأمر انعكس على العلاقات والثقة المتبادلة التي حصلت.

الصدامية التي كان يتميز بها خطاب العرعور (الشيخ عدنان العرعور) كان يلقى أثرًا في الشارع والطريقة التي يتكلم بها، وهي خطاب شعبوي بحت، كان يؤثر أيضاً في الجمهور بشكل عام، طبعاً، هو ابن مدينة حماة بشكل أو بآخر وعائلته كبيرة في حماة بالذات في حي الجراجمة. وطبعًا، الناس لديها ثقة في العرعور؛ لأن حملات النظام المكثفة على العرعور الإعلامية كانت تزيد الناس ثقة أكثر بأنَّ هذا الإنسان واقف في وجه النظام وهو خارج مدينة حماة وخارج سورية، فهذا الصوت لا يمكن إسكاته في الداخل، فكان باتساع قاعدة متابعيه على التلفزيون يستطيع أن يؤثر في بعض الاقتراحات أثناء الحراك السلمي اقتراحات لنشاطات أو شيء آخر. ربما بدأت أيضاً في تلك الفترة بدايات أن يكون العرعور صلة وصل ما بين الدعم الأهلي الذي حصل في دول الخليج والسعودية مع سورية، وكان هناك أشخاص خارج سورية ربما لديهم ثقة بالعرعور، فكانوا يرسلون أموال مساعدات، والعرعور هو صلة الوصل، ومن يملك المال يملك القرار في مفاصل كثيرة، علمًا بأنه في ذلك الوقت لم تكن هناك حاجة للتمويل؛ لأنها حركة شعبية عامة، ولكن هناك أمر مهم وهو البرنامج الذي يقدمه العرعور واتساع مشاهديه سوريًا وعربيًا كان يشكل منبرًا ليوصل الناس أفكارهم من خلاله ومن خلال البرنامج وماذا يريدون ومطالبهم، والناس الذين كانوا يتكلمون معه عبر البرنامج من خلال الاتصالات أو غيرها كانوا يعتمدون على هذا المنبر ليصل صوتهم؛ وبالتالي العلاقة الجيدة مع العرعور تحرص على علاقة معه بشكل أو بآخر وربما الحوار والاقتراحات بين بعضهم تحصل لفعاليات أو شيء آخر، فكان موجودًا هذا القرار، كان العرعور كلمة إذا كان بإمكاننا أن نقول، ليست معممة، وليس هناك التزام عام فيها، حتمًا هناك أشخاص ملتزمون وهناك أشخاص غير ملتزمين، وهناك أشخاص ضد خطاب العرعور الطائفي بشكل أو بآخر ولو أنه في بداية الثورة غلّفه بقليل من الكلام الوطني، ولكن موقفه معروف وانحيازه ونظرته وتحليله للأمور في سورية. وهناك أشخاص كثيرون لم يكونوا راضين عن خطاب العرعور، ولو أنَّه كمنبر إعلامي مؤيد للثورة السورية.  

 سبق كلامه في الساعة التاسعة بيوم أو يومين أنه من ضمن انفعالاته وتهديداته للنظام وغيرها في برنامجه أنه ضرب على الطاولة كعادته، وقال: أنا أقول كلمة الآن فكوا العصيان فيفكون العصيان. ونحن تحسسنا (انزعجنا) من هذا الأمر فعلى الأرض هناك أشخاص وفعاليات وهناك حراك سياسي له مطالب، وهو ليس رهنًا بمزاجية شخص أو بتحدياته مع هذه الجهة أو مع النظام أو غيرها، وكان لدينا بشكل عام في حماة وفي سورية عامة الحراك له حساسية كثيرًا تجاه الخارج حتى من السوريين في الخارج، كان هناك خوف من التحكم الخارجي لهذا الحراك وحرفه عن مطالبه الحقيقية وتسييسه لجهة محددة، وهو حراك سياسي، ولكن الخوف من تسييسه وهذا الأمر تحسس منه بعض الناس.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/04

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/35-31/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز 2011

updatedAt

2024/08/01

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة