الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ما قبل اقتحام مدينة حماة والشائعات التي انتشرت

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:38:17

كانت جمعة حاشدة كالعادة ( جمعة صمتكم يقتلنا) في 29 تمّوز/ يوليو 2011، صُنع علم، والعلم الذي كنا نحمله في ذلك الوقت على ما يشبه الكرتون أو تلك المادة الحافظة في الصناديق، ويوضع على أرضية ساحة العاصي بعد توسعة مكان له، ووضعه فيها، حيث حملوه فترة ووضعوه على الأرض، وهذه كانت إحدى الفعاليات بالإضافة إلى الهتافات والأغاني والأهازيج، وكان هناك حضور كبير من خارج مدينة حماة، العصيان وزيارة السفير الأمريكي كله كان يسلط أضواء على المدينة أكثر فأكثر؛ وبالتالي كان هناك صحفيون، وأنا لا أذكر، ولكنهم قالوا: جاء صحفيون من مناطق مختلفة في سورية، ونزل شباب ناشطون من محافظات مختلفة، ونزل أشخاص من أرياف محافظات حماة من السلمية ومصياف من الريف الشمالي الذي كان حضوره شبه دائم في مظاهرات يوم الجمعة -ما عدا مرحلة العصيان- فكانت جمعة كرنفالية (احتفالية) بامتياز، وكأنها -بدون معرفة مسبقة منا- ستكون الجمعة الأخيرة في ساحة العاصي، وحصل ردّ فعل في بداية الاجتياح ذاته والذي كان يوم الأحد صباحاً، في يوم السبت والذي هو بعد آخر جمعة، كان هناك كما جرت العادة النشاطات الاعتيادية والمسائية في ساحة العاصي، حضرنا المظاهرة المسائية، وعدنا مع سيل هائل من الإشاعات أنَّه سيتم الاجتياح اليوم أو مساءً، فكنا مجتمعين أنا وأصدقائي في أحد البيوت التي نتخذها مثل مكتب، ويوجد فيها إنترنت، وننشر عبرها صورًا وفيديوهات، ونتابع أخبار، وكانت في "العليليات" قريبة على ساحة العاصي، ونبقى على تواصل دائم. كنا مجتمعين حتى ساعة متأخرة من الليل حتى الساعة 1أو 2 فجرًا، ووصلنا خبر اقتحام حي ضاحية أبي الفداء، وهو أول حي من الجهة الجنوبية لمدينة حماة، فهرعنا مباشرة إلى الضاحية، ورأينا مجموعات شبابية تأتي من الأحياء الأخرى، وصلنا، سألنا أهل الحي وشبابها الذين كانوا موجودين: ماذا حصل؟ قالوا : هناك عدة سيارات للأمن، جاءت، وتجولت مثل حالة استفزاز، وانسحبت، وحدث إطلاق قليل للنار في الهواء، وهي محاولة استفزازية لجس النبض، وكان توافد أبناء الأحياء الأخرى مشهدًا لافتًا، جاؤوا بشاحنات كبيرة وموتورات(دراجات نارية) وسيارات صغيرة، نلمس من ذلك الاستنفار الكامل والاستعداد للاجتياح الذي سيحصل لاحقًا من اقتحام الجيش للمدينة، وكان هناك أشخاص مستعدون أن يحملوا سلاحًا، ولا يسمحون للجيش أن يدخل لمعرفتهم بما سيفعله الجيش في المدينة من اعتقالات وانتهاكات لمنازل المدنيين ووضع الحواجز العسكرية، وكل هذا كان متوقعًا؛ وبالتالي الناس يريدون أن يحموا أحياءهم والمدينة بأي شيء. طبعًا، الأساليب القديمة التي كنا نتبعها بوجه الأمن والتي تكون بواسطة الحجارة وسد الطرقات بالحجارة ورمي الحجارة والتظاهر الكثيف والأعداد الكبيرة التي تستطيع أن تقف في وجه الأمن أدركنا أنّها غير فاعلة أمام جيش مسلح بسلاح كامل ودبابات وآليات عسكرية وعربات مصفحة "بي إم بي" وغيرها، وهذا لا ينفع، كان هناك ضرورة لوجود سلاح، والناس يرون أنَّهم لا يستطيعون أن يمنعوا الجيش من الدخول بدون سلاح. بالإضافة إلى الإشاعات التي تسري عن إدخال سلاح إلى المدينة عبر جهات مختلفة ووجود مستودعات قديمة فتحت، وانتشرت إشاعة أن هناك مستودعات قديمة "للإخوان المسلمين" فيها سلاح، وستفتح، وهذا الكلام مضحك، ولكن في ذلك الوقت وفي هذا الاستنفار والجو المحتقن لدى الناس ربما تلقى إشاعات كهذه رواجًا، ومن ضمن الإشاعات أنَّ العرعور (الشيخ عدنان العرعور) عبر طرق خاصة استطاع إدخال سلاح إلى المدينة، وهذا كله كان يجعل الجو ضبابياً أكثر، وتخلط الأوراق أكثر (تلك الإشاعات)، وصار لدى البعض نتيجة المواقف الدولية والتصريحات التي تترافق في ذلك الوقت ونسمعها من الإدارة الأمريكية أو الدول أو الرئيس التركي أردوغان الذي قال: حماة خط أحمر. كل هذا خدع البعض بأنَّ الجيش لن يجرؤ على اقتحام مدينة حماة، ربما كان يقوم بضغط أو استفزازات لا أكثر، وفي حال دخل الجيش فلن يستطيع الدخول؛ لأن بعض الناس صدقوا بأنَّ هناك سلاحًا والناس سيقاومون، ولن يستطيع أن يدخل، وهذا ساهم لاحقًا في الصدمة الكبيرة لدى الناس والإحباط العام لكثير من القطاعات المتحمسة للثورة والمظاهرات، وهذه الأجواء كلها كانت يوم السبت، وتحدثنا عن يوم السبت مساء، بعد أن كنت مع أصدقائنا الشباب في المجموعة في الضاحية (ضاحية أبي الفداء)، وتبين أنَّه لا يوجد شيء، والسيارات رجعت، فرجعنا للمكان، وذهبنا، وافترقنا هنا، وذهب أصدقائي إلى بيوتهم، وأنا رجعت إلى البيت، وهو بيت أحد أصدقائنا الذي ترك البيت، وخرج مع عائلته إلى أقاربه في مدينة تدمر، فعدت إلى البيت، وبقيت فيه، وسهرت إلى وقت متأخر ، الساعة 4 أو 4:30 فجرًا، وكنت أتابع على الإنترنت و"فيسبوك" والأخبار، ونتواصل مع الناس، ونرى آخر المستجدات. أعتقد في الساعة 5 أو 5:30 مع بداية بزوغ الضوء، كنت قد بدأت بالنوم، غفوت، وبدأت أسمع صوت رصاص، وكان بعيدًا وليس قريبًا، وكان كثيفًا، لم أعرف مصدر الرصاص، خرجت باتجاه حي عين اللوزة، كان أحد أصدقائنا موجودًا هناك في المنطقة لأسأله عن السبب؛ لانَّ الصوت يأتي من هناك، وقال: دخلت إلى الضاحية 4 أو 5دبابات، لا أذكر الرقم بالضبط، وصار هناك إطلاق رصاص في الهواء، وانشقت هذه الدبابات، أعلنوا الانشقاق. استفسرنا أكثر، وكنا نترقب في الشارع، وبدأ حرق الدواليب في الشوارع، استنفر الناس، ويبدو أنه كان هناك إحساس بأنَّ ساعة الصفر قد بدأت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/04

الموضوع الرئیس

اقتحام المدن

كود الشهادة

SMI/OH/35-36/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة