اقتحام قوات النظام مدينة حماة بالدبابات ونزوح الأهالي منها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:17:07
كان يفترض أن يكون اليوم التالي هو [الأول] من رمضان، لم يكن رمضان، وكان يومًا عاديًا، وبعده تم إثبات رمضان، لا أذكر تمامًا، المهم أنه في اليوم التالي بدأ الجيش في محاولة اقتحام أحياء القصور والأربعين وهذه المناطق والمنطقة الجنوبية في حماة (اقتُحمت حماة في 31 تموز/ يوليو 2011 - المحرر)، وربما لا أذكر كل التفاصيل، ولكن على مدار 6 أيام كان النار يُطلق يوميًا، ويكون الضرب على أشخاص متجمعين أمام الأحياء ومحاولات، وفي اليوم الثالث، كان يوم ثلاثاء أو أربعاء، لا أذكر بالضبط، صار هناك الكثير من إطلاق الرصاص من اتجاه حي طريق حلب، فخرجت أنا وأصدقائي باتجاه حي طريق حلب، وكانت الدبابات تدخل، وحين كنا في البداية في حي الجراجمة وباب قبلي وهذه المناطق كان يقولون وهو الكلام الشائع بين الناس: "روحوا شوفوا في حي الحاضر السلاح مثل الرز (إشارة لكثرة السلاح وإتاحته للناس) وفي سلاح وفي كل شيء". وهذه الجملة أذكرها، وحين ذهبنا إلى الحاضر وطريق حلب وهذه المنطقة التي يفترض أن يكون السلاح فيها مثل الرز لم نر سلاحًا أو شيء، كما قلنا: مسدسات عادية وذخيرتها بسيطة جدًا، ربما تكون 10 طلقات قد خبأها ليطلقها في عرس ابن عمه احتفالًا أو مثلًا: خرطوش بواريد الصيد العادية، وقد ظهرت روسيات (بنادق كلاشينكوف) أحيانًا، ولكن ليس فيها ذخيرة بالمعنى المعروف. وذهبنا إلى طريق حلب، كانت الدبابات تحاول أن تدخل والأهالي يضربونها بالحجار والمولوتوف؛ ليحاولوا منعها، أقاموا حواجز من الحجارة وهناك أسوار الحدائق الحديدية اقتلعوها، ووضعوها ليمنعوا، والدبابة ليست مثل السيارة، لا يقف في وجهها شيء، تعبر فوقهم بدون أي عائق. وهناك سمعنا نفس الجملة: "روحوا شوفوا السلاح في السوق توزع وهو مثل الرز". فضحكنا حين سمعنا العبارة أنا وأصدقائي، وقلنا: لا تذهبوا إلى السوق ولا تعذبوا حالكن (لا تتعبوا أنفسكم)، لأن هناك في منطقة السوق(منطقة الشيخ عنبر وباب قبلي وجنوب السكنة و الجراجمة والبياض وسوق الدباغة) قلت: هناك يقولون الكلام نفسه أن عندكم هنا السلاح مثل الرز (موجود بكثرة)، فيبدو أنه لا يوجد سلاح ولا يوجد شيء، وهذا الموجود لدى الناس، وبأجسادنا العارية سنواجه الدبابات، وهنا اقتحمت الدبابات الشارع الممتد من بداية مدخل حماة الشمالي ودوار سباهية، استطاعت أن تدخل إلى ساحة العاصي عند مبنى المحافظة، الناس الموجودون مدنيون والحجارة لا تستطيع فعل شيء أمام الدبابات، يضربون رصاصًا فتختبأ الناس فورًا، ولم يستطيعوا أبدًا...، وضربوا بقذائف الدبابات، كان صوتًا مخيفًا، وأول مرة نشهد هذا الشيء والكثير من الناس، هناك جيش يقتحم مدينة، ويضرب، جيش مدجج بالكامل وكأنه داخل إلى معركة ويقابله أشخاص متظاهرون، وهذا المشهد أحبط الكثير من الناس لعدم القدرة على منع هذا الجيش. فدخل الجيش، والنظام أخذ هذا القرار ودخل، وضرب بعرض الحائط كل التصريحات الدولية وكل هذا الكلام، ويعرف لن تكون هناك محاسبة، استطاعوا أن يدخلوا، ونحن خرجنا من حي طريق حلب؛ لأنه بعد أن شقت المدرعات والدبابات التي دخلت الطريق، بدأت تدخل عناصر من الجيش ووحدات من الجيش، ويفتشون البيوت، ونحن هربنا من الحي، ورجعنا باتجاه حي باب قبلي إلى المكان الذي كنت أبقى فيه في تلك الفترة.
حي البعث فُصل عن باقي مدينة حماة، والناس الذين فيه بقوا محصورين فيها لم يستطيعوا...، أنا كإنسان ناشط أتنقل بين الأحياء، لا أستطيع أن أُحاصر في مكان، هناك أمر آخر أن الجيش حين دخل كان معه حتمًا العناصر الأمنية ومعهم قائمة مطلوبين، ولا أستطيع أن أبقى في بيتي ؛لأنهم سيأتون مباشرة إلى عنواني وبيتي، فذهبت إلى حي باب قبلي الحوارنة (مكان بيت جدي)، جلست في دار عائلة جدي، وهي مهجورة ليس فيها أحد، وجلست فيها لعدة أسباب: أولًا- كانت حارة شعبية مليئة بالأزقة، والحارات الشعبية والبيوت القديمة كما تعرفون سطوحها متلاصقة، بحيث إذا داهموا البيت فبإمكاني أن أخرج من البيت أقفز إلى بيت آخر، و أستطيع أن أهرب على خلاف البناء الحديث والذي هو أبنية، فإذا تحاصرت البناية لا أستطيع أن أقفز لأي مكان آخر، فهذا هو السبب، وحي باب قبلي والحوارنة متوسط في حماة، أستطيع أن أصل منه لأي حي آخر في المدينة. وفي وقتها، بقيت في الحي، وصار الخروج بين حي وآخر صعبًا، وسيطر النظام على بعض الشوارع الرئيسية، وفي اليوم التالي، دخل إلى حي الحميدية، وقام بمداهمة البيوت والتفتيش، ودخلوا، وتمركزوا فوق قلعة حماة، وهي مطلة على كل أحياء حماة القديمة بالذات، ونشروا القناصين، وصاروا يضربون في الليل على مصابيح السيارات أو على أي أحد يمرّ في الشارع، وصار الانتقال صعبًا جدًا من حي إلى حي، والأمر الذي جعلني أضطر للبقاء في باب قبلي وفي الحارة، وصرنا نسمع الأخبار، وقطعوا فيما بعد المياه والكهرباء والاتصالات عن المدينة، وهنا دخلنا في عزلة تامة، ولم نستطع أن نتواصل مع الأحياء الأخرى في المدينة ذاتها، ولم نعد نستطيع التواصل مع الخارج، ولم يعد هناك كهرباء، ونحن لم نعد نعرف الأخبار؛ فلم يعد هناك تلفزيونات، حتى الأشخاص الذين كانوا يخزنون أكلًا، وجهزوا أنفسهم للاقتحام، وكان الجوّ حارًا، وهذه الأحداث في شهر آب/ يوليو، لا يوجد كهرباء ففسد الطعام الذي في البرادات والثلاجات، وصار الوضع صعبًا، وتشعر بثقل اجتياح عسكري حقيقي مع استحضار المخيلة عام 1982 (أحداث اقتحام حماة عام 1982)، فقد حضرت بقوة، و أحاديث عام 1982 بدأت تعود إلى الذاكرة إلى الناس الأكبر سنًا الذين شهدوها، وهنا بدأت موجة نزوح اكبر، (سابقًا)خرج أشخاص من المدينة أثناء الإشاعات أو في أول يوم بدأ الناس والمدنيون يخرجون من المدينة خوفًا من أن يتكرر سيناريو عام 1982، ولكن بعد يومين أو ثلاثة حينما قطعت الماء والكهرباء والاتصالات عن مدينة حماة دبّ الفزع في كثير من المدنيين، قطع المدينة عن العالم الخارجي وعزلها كان مؤشرًا إلى أنَّ هناك مجزرة سترتكب شبيهة بمجزرة 1982، وهذا جعل كل الناس يخرجون، وكان الجيش محاصرًا (للمدينة) ولكن هناك بعض الطرقات بين البساتين مثلًا من جهة وادي الجوز والضاهرية بقيت سالكة نوعًا ما للمدنيين، وهناك طرقات أخرى من جهة صريحين، وبقيت بعض الطرقات الفرعية سالكة فصار الناس يخرجون منها، لم تكن هناك إحصائية في ذلك الوقت، ولم أتنقل كثيرًا بين الأحياء، لم أستطع الخروج، حوصرت مع الكثيرين داخل أحيائنا لوجود القناصين في الشوارع الرئيسية والجيش والحواجز العسكرية في ذلك الوقت، ولكن بالنسبة للحي الذي كنت موجودًا فيه فيمكننا أن نعمم بالنسبة لحماة بشكل عام فنقول وبشكل تقديري: ربما كانت 50% حسب قراءتي، بقي 50% من أهالي المدينة، ونزح 50% إلى المزارع القريبة والقرى الشمالية من حماة والقرى الشرقية (سلمية والحمرا) والمنطقة المحيطة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/04
الموضوع الرئیس
اقتحام المدنكود الشهادة
SMI/OH/35-40/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
تموز 2011
updatedAt
2024/07/31
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-مدينة حماةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية