الرد على ورقة المطالب ووعود تنتظر الخطاب الأول للأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:27:12
عدت إلى المكتب، وقلت لهم: لا يوجد شيء محدد بردود الأفعال، ومحمد ناصيف سيأخذ الورقة إلى القصر لرئيس [الجمهورية]، وأظنَّ أنَّ هذا هو وجه الضيف. وأنا سأرى كيف سأتعامل مع وضعي وحالتي، فهل ستتمّ مراقبتي؟ وما الذي ممكن أن يحصل؟ وبدأنا مناقشات أن أتخفَّى أو لا أتخفَّى. وقلت لهم: يجب ألا نعلِّق كثيرًا على الورقة والمطالبات، ولكن لِنَرَ، وكان الرأي أنه في تلك الفترة الأفضل أن أبقى على نفس الروتين ونرى كيف ستكون القصص.
والمفاجأة أنَّهم في اليوم التالي اتصلوا، وكان مدير مكتب اللواء محمد ناصيف، وقال: إذا سمحت تعال إلى المكتب يريد أن يراك فورًا، فقلت لهم: موافق. وكان هناك الشباب موجودين في مكتبي، وتكلَّمنا وكان ذلك معاكسًا لتوقعاتنا؛ كونهم أخذوا المطالب، فعدت لعند اللواء محمد ناصيف، وكان هناك أحد مذيعي التلفزيون السوري ومذيعة أخرى وكاميرا أيضًا، ولم أربط وجودهم بي على الإطلاق، وقلت: هذه أشياء عادية، وسلّمت عليهم ولم يحصل أي حديث بيننا.
ودخلت الى الداخل وقال: أهلًا عمو، وقال هذه نزلتي من القصر، والسيد الرئيس اطّلع على الأوراق ورأى مطالبكم، وهناك أشياء موافقون عليها، وهناك أشياء هذا ليس وقتها، وهناك أشياء لا يوجد أمل منها. فقلت له: عفوًا ما هي الأشياء الموافق عليها والأشياء اللاحقة والأشياء التي ليس الآن وقتها؟ فقال: [بخصوص] إعلان مسؤولية الدولة نحن سنشكّل لجنة قضائية، وهي التي تحقق في الموضوع، وعلى أساسه [نقرر]. فقلت له: لجنة قضائية أنتم تعينونها ونحن نعلم موضوع القضاء وقضية استقلاليته. هكذا [تكون المواضيع] واضحة من عناوينها، ولكن نحن في الحقيقة لم يكن لدينا أي توقعات حول الورقة والمطالب. وكان يقول: هذه الأمور موافقين بخصوصها، ومثال ذلك: موضوع المادة الثامنة من الدستور وقانون الطوارئ وحالة الطوارئ وتعديلات دستورية، وطبعًا هو لم يقل نفس جمل الورقة. وقال: قوننة أجهزة الأمن هذا ليس وقته الآن، وهو عطف بنفسه وقال: وبالنسبة للجيش نحن في صراع مع إسرائيل، ونحن لم نكن قد وضعنا أي كلام عن الجيش في الورقة. فقلت له: سيادة اللواء أجهزة الأمن وقوننتها، هي أن نضع قوانين لإدارتها ومرجعية وآليات محاسبة ومهام، فقال: هذا ليس وقته نهائيًا، [وصلاحيات رئيس الجمهورية] هي ضمن التعديلات الدستورية وموافق عليها، وقال هناك جملة السيد الرئيس أحبها ووضع عليها علامة بخط يده، وهو يستأذن أن يستخدم الجملة كما هي في خطابه الذي سيلقيه خلال يومين، وهي جملة لها علاقة بالوحدة الوطنية، فقلت له: تمام، وشعرت هنا أن الأمور جدية. وقال لي: هذا خط يد السيد الرئيس، وهذا القلم وهذه الدائرة هو وضعها بيده السيد الرئيس، وقال لي: على كل حال نحن سيكون لدينا خطاب في 31 آذار، وفي هذا الخطاب سيتكلم السيد الرئيس عن كل شيء والطلبات وسيقوم بحلّ الأزمة وسيوقف المؤامرة، وفي اليوم التالي السيد الرئيس يريد أن يراك وستذهب إلى القصر في وقت مبكر وترى السيد الرئيس وتسمع أنت وغيرك وتسمعون منه بشكل مباشر.
وكان ذلك مفاجئًا، وقلت له: تمام، وقال: نحن سيكون لدينا مسيرة مؤيدة، والنقابات والناس تضغط لأجل القيام بها، وأنا حقيقة لا أفضّل، ونحن نخاف أن يدخل مندسون ويطلقوا النار ويتمّ التخريب، وأنا أشعر بقلق. فكنت أريد أن أقول له في قلبي: اطمئن، مسيرة مؤيدة وإطلاق نار، لن يكون هناك قلق من هذه الناحية، وكنت أريد أن أقول له [ثانية]: لو تعطونا ساحة. قلت له: هم سيتجمعون في ساحة من ساحات البلد، فأنتم أكيد تستطيعون أن تحموا المسيرة، وسترون إذا سيدخل موساد، وإن شاء الله يكون خيرًا، ولكن تجمع وساحة قد يكون جيدًا. وهو نظر لي من فوق لتحت، ولا أعرف إذا ربط هذا الحديث بالحديث الذي دار في منزله.
وقال: حسن أوصله، فقلت له: شكرًا سأذهب لوحدي. وخرجت إلى الخارج، وحسن قال لي: ما رأيك أن نعمل مقابلة معك للتلفزيون، فقلت له: معي أنا؟ فقال: نعم، فقلت له: بخصوص ماذا؟ فقال: بخصوص الأحداث والمؤامرة وطلباتكم واستجابة القيادة لمطالبكم، فقلت له: طوِّل بالك ليس هناك أحد استجاب لنا بشيء حتى الآن. وأولئك العاملون في التلفزيون كانوا قد وقفوا ونحن خارجون ومستعدون، وقالوا: ربع ساعة أستاذ لن نعطِّلك كثيراً، وقلت له: ليس لدي مشكلة إذا كانت مداخلتي على الهواء مباشرةً قدر ما تريد، ربع ساعة نصف ساعة، ليس لدي مانع. فقالوا ليس لدينا هنا إمكانية SNG فنحن نحتاج إلى تجهيزات غير متوفرة هنا، وقالوا نسجّل الآن وأنت ستراها بعد المونتاج وقبل البث، وقالوا بإمكاننا أن نأخذ هذه الغرفة، وقلت لهم: المشكلة ليست في التجهيزات، فها هو [مبنى] التلفزيون قريب على بعد 10 دقائق في ساحة الأمويين، وأنا مستعد لمداخلة على المباشر ويشرّفني، ولكن بالتسجيل لا أشارك، وقالوا: لماذا لا تسجل؟ ولماذا ليس هناك ثقة؟ وأولئك رجعوا إلى الوراء، وشعرت أنَّ هناك شيئًا أكبر منهم فتراجعوا، فقلت له: آسف، وأنا أتيت إلى هنا ورأيتهم قاعدين فأنتم مرتبون المسألة وكان أكثر احترامًا لو قلتم لي: وأنا تسجيل لا أشارك، وقالوا: ترى المونتاج قبل العرض وإذا غير موافق لا يُعرض، فقلت: لا، أعتذر. فقال لي حسن: ثوانٍ، ودخل إلى اللواء محمد ناصيف، ورجع وقال: لا يوجد مشكلة. وقال لي: تحب أوصلك؟ قلت: لا، أذهب وحدي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/20
الموضوع الرئیس
قمع الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/90-43/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/07/12
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
القناة الفضائية السورية - التلفزيون الرسمي