الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الموقف من التدخل العسكري الخارجي وحقيقته

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:41:04

حقيقة كانت [العسكرة] من أكبر الإشكاليات أو التحديات التي ربما قد عاشتها اللجان [لجان التنسيق المحلية] في مرحلة ما، ففعلًا كان هناك ضغط [كبير] والنظام يذهب باتجاه العنف، وكنا كلما نقول: إنَّ هذا أقذر ما يمكن [أن يصل له النظام] نجد الأقذر، ومع النظام، وهو اللاعب الأساسي، كان هناك لاعبون ثانويون، فهناك حركات إسلامية وجهادية لا تعرف تتحرَّك إلا من خلال العنف، وهي كانت موجودة وكانت تعمل، وكان هناك أطراف من خارج سورية وليس بالضرورة أن تكون إسلامية وجهادية، بل يمكن أن تكون سياسية وعلمانية ولا دينية، ومع ذلك كانت ترى أن العنف والتسلح بوّابتها للدخول ولتكون فاعلة ومؤثرة. وكان هناك دول وتيارات، فتيار المستقبل في المراحل الأولى ساعد وسهَّل ودفع باتجاه العسكرة في لبنان، [باختصار]: كان هناك الكثير من اللاعبين. مرة أخرى: النظام هو اللاعب الأساسي والمحرّك والموجّه الأساسي، ولكن في أماكن كثيرة كانت مصالحه تتقاطع مع مصالح حتى خصومه عندما نتحدث عن الطائفية والعسكرة والعنف، فهناك خصوم للنظام مباشرون ونهائيون ولكن مصالحهم كانت تصبّ في نفس الاتجاه، فكنا حقيقة بين فكَّي كماشة، ولذلك في النهاية لجان التنسيق المحلية كان لنا الله.

لا ننسى في تلك المرحلة كانت الحالة الليبية يُعتقد أنَّها النموذج الذي على الثورة السورية أن تذهب باتجاهه، بمعنى نغيّر العلم ونشكّل مجلسًا انتقاليًا أو مجلسًا وطنيًا، ونحمل السلاح تحت بند الدفاع عن النفس وحماية المدنيين، ونطالب بحظر جوي، ويأتي الناتو ويقصف النظام وصلَّى الله وبارك (تنتهي القضية). وفي حوارات مع كثيرين وتحديدًا مع ناس في الخارج، وكانوا يقولون: إنَّه أنتم قد تكون خطتكم وتوجّهاتكم بحاجة لسنتين ثلاثة، بينما لدينا الإمكانية بأن ننتهي من النظام ونخلّص البلد منه خلال شهرين.. ثلاثة، فلماذا تريدون أن تعطوا مساحة زمنية للنظام وللقتل والعنف. وفي نفس الوقت، شخص مثل السفير الأميركي روبرت فورد، ونحن كنا قد التقينا به مرات عديدة، وكان أول لقاء بدءًا من شهر آذار، و السفير الفرنسي إيريك شوفالييه كان في سورية، وكان هناك تواصل وقنوات دبلوماسية في أكثر من مكان، وكان واضحًا وحاسمًا، وقد يكون فورد قد كذب في مئة مكان، ولكن على الأقل فيما يتعلق بالتدخل العسكري في سورية أظن أنه كان الصادق الأمين [عندما قال]: لن يكون هناك تدخل عسكري في سورية لا من قريب ولا بعيد، وعليكم ألا تضعونه في حساباتكم نهائيًا. وفي مرة من المرات -أذكر خلال الشهور الأولى- كانت مجموعة من الأصدقاء وذهب شخص منهم وقابل هيلاري كلينتون كممثل عن لجان التنسيق المحلية، وخرج ثلاثة [من تلك المجموعة] وقالوا: هناك تدخّل [عسكري]، وهيلاري ستدعم والأمريكان سوف يتدخّلون وسوف يقصفون [النظام] وننتهي، وفعلًا هذا خلق لدينا التباسًا، فنحن الذي نسمعه من فورد ومن لقاءاتنا شيء مختلف تمامًا. وطلبت أن أرى فورد ورأيته، وقلت له: يجب أن تجد حلًا، فأنت تقول هكذا ووزيرتك تقول غير ذلك، فمن علينا أن نصدق؟ اتفقوا. فقال: يامازن لماذا تتوقّع أن المشكلة بيني وبين وزيرتي؟ لماذا لا تكون المشكلة في الذي ينقل لكم، وأن وزيرتي لم تقل أبداً هذا الكلام، وإذا قالته فنصيحتي لكم ألا تصدقوا، فلن يكون هناك تدخل عسكريٌّ، لا أمريكي ولا غير أمريكي.

[بخصوص العلاقة مع] الفرنسيين، أنا لم أكن أعرف إيريك شوفالييه سابقًا، ولكن في الأيام الأولى للثورة كان هناك مؤتمر لرجال الأعمال السوريين والفرنسيين، ونُشرت صورته على الصفحة الأولى في جريدة الوطن مع رامي مخلوف، وهذا كان مستفزًا لنا بطريقة مهولة. وبعدها بأيام أتى السكرتير الأول في السفارة، وقال لي: إنَّ السيد إيريك يريد أن يراك، فقلت له: أنا لا أستطيع أن أقدّم له طاولة مثل التي قدّمها له رامي مخلوف، فلا أريد أن يراني ولا أن أراه، وقال متفاجئاً: لا، هو الذي يريد أن يأتي ليراك، فقلت: لا أريد أن أراه، وانتهينا. وبعد يومين طُرق باب المكتب، وفتح الشباب الباب، وكان إيريك، وحقيقة بعدها كان هناك علاقة مميزة مع إيريك، وهو بالمعنى الشخصي كان جدًا مع الثورة، وثوريًّا لأبعد الحدود. أما السياسات الأمريكية والفرنسية والبريطانية فقد كانت واضحة تمامًا، بما فيهم ايريك شوفالييه الذي كان يقول بأنَّه لا يوجد تدخل عسكري، وكان الكل حاسمًا بهذا الموضوع، بينما شباب المعارضة في الخارج كانوا يعتقدون أنَّ هناك [تدخلًا] سريعًا، و"جمعة حظر الطيران" وفي وقت لم يكن فيه النظام قد استخدم الطيران بعد في معركته خلال الأشهر الأولى.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/11

الموضوع الرئیس

تسلح الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/90-55/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/10/29

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

تيار المستقبل في لبنان

تيار المستقبل في لبنان

صحيفة الوطن - دمشق

صحيفة الوطن - دمشق

الشهادات المرتبطة