محاولات الاعتصام والرسائل الدولية للثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:21:10
حقيقةً في تلك المرحلة كانت نصائحهم (نصائح الدول) الأساسية باتجاه الحلول الوسط وتدوير الزوايا مع النظام، وهذه كانت نصائحهم، بمعنى أنَّكم يجب أن تجدوا حلًّا وسطًا وحلًّا إصلاحيًّا، واكسبوا نقاطًا، فلا يوجد ضربة فنية قاضية.
تحديدًا حضور الدبلوماسيين الدوليين ساحة العاصي كانت رسالة سياسية، وهم يقولون: إنَّها شكل من أشكال الدعم السياسي، ولكن لها دلالاتها [ضعيفة]، بينما حضورهم عزاء غياث مطر رحمه الله والذهاب إلى داريا كانت مختلفة برأيي عن الذهاب إلى ساحة العاصي، فهنا نتحدث عن جانب إنساني، أمَّا في الجانب الآخر فنحن نتحدث عن خروج مجموعة من السفراء، بمن فيهم السفير الياباني والدنماركي، وكنا نتكلَّم هناك عن عزاء وتعذيب ووفاة ناشط سلمي، فكان من الممكن أن تكون الرسائل لها خصوصية، ونتحدث عن داريا، وفي المحددات الدبلوماسية هي ضمن دائرة 20 كم حيث من الممكن للسفراء أن يتحركوا ويتجوَّلوا بها. ولكن الذهاب إلى حماة وساحة العاصي وحالة تشكّل اعتصام، ونحن لم نستطع أن نقوم باعتصام في أي مكان، وهذا كان [بمثابة] الحلم [بالنسبة لنا]، وحاولنا كسوريين في كل الأماكن، وهنا لا أتحدث عن لجان التنسيق المحلية بشكل محدد، وجرَّبنا النزول إلى العباسيين، وفي الخطة التي قمنا بها بمرة من النزلات (في إحدى المرَّات) كنا في دوما وحاولنا الخروج والقيام باعتصام، وفي مرة أخرى غيّرنا التكتيك وكنا المجموعة التي ستلتقي من دمشق، وخرجنا ورأينا غابة من باصات الأمن الخضراء والرصاص، واختبأنا ببيت من البيوت في جوبر.
هذا كان الهاجس منذ الأيام الأولى بأن يكون هناك مكان اعتصام ثابت وساحة وميدان، وحقيقة كان هناك أكثر من محاولة، وقد تكون الأهم في دمشق تحديدًا حيث كان الاعتصام الذي من المفترض أن يحصل في ساحة العباسيين، وكان الاتفاق أن تنزل الناس من الغوطة الشرقية باتجاه جوبر باتجاه ساحة العباسيين، وهذه المحاولة كانت مرتين وليست مرة واحدة. وفي مرة كنت أنا في الغوطة، وحاولنا أن ننزل من دوما، وفي المرة الثانية كنت في دمشق وحاولنا أن نغيّر التكتيك ونقوم بمشاغلة (بإشغال) للنظام، وحقيقة لم يتمّ تجاوز جوبر [في المرتين]. والذين حاولوا أن ينزلوا كانوا بالآلاف، ولم نكن نحن للإنصاف، ففي هذا الوقت أصبح الحراك يأخذ طابعًا شعبيًا ولم يعد عبارة عن مجموعات محددة، وكانت الدعوة والترتيب من قبل كل الفاعلين وكل الناس المنظَّمة في التنسيقيات أو غير المنظمة، وكانوا يشاركون، وكان العدد بالآلاف في المرة الأولى والمرة الثانية. ولكن كتجربة شخصية في المرة الأولى لم يكن واضحًا بالنسبة لي حجم الأمن في الضفة الثانية، وكان هناك إطلاق رصاص وحواجز ولم يكن هناك إمكانية لاقتحام سور الأمن وحاجز الأمن الذي كان قد وضعه النظام من جوبر باتجاه العباسيين. وفي المرة الثانية كان العدد أكبر، ولذلك خرجت تلك الفكرة أنَّه من الممكن أن يكون هناك مجموعة من اتجاه دمشق تشاغل الأمن أو تشتت تركيز الأمن ولم يكن العدد كبيرًا، ولذلك لم يكن هناك تقدير جيد لحجم الأمن [الموجود].
حين يبدأ إطلاق الرصاص من قبل النظام تكون التكبيرات، وحقيقة الناس كانوا يتوزعون حينها، ولم يعد هناك كتلة بشرية متلاصقة، والناس هنا تحتمي فهو إطلاق رصاص حي ولا يوجد أي رحمة، وهنا مسألة حياة أو موت وليس رصاصًا مطاطيًّا. كان هناك توجيه [للرصاص] على المتظاهرين، وكان موجود أيضاً [إطلاق] رصاص بالهواء أو على الأرض، وكان هناك استهداف مباشر للناس وليس رصاصًا طائشًا. هذا الحكي كان في شهر نيسان 2011.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/11
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/90-56/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان- تموز - أيلول 2011
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة داريامحافظة حماة-ساحة العاصيمحافظة دمشق-ساحة العباسيينمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لجان التنسيق المحلية في سوريا