الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المقدم حسين هرموش وأسباب التسّلح

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:04:08

المعادلات لم تعد نفسها، وهذا الشكل الوردي الذي كنا نتعامل معه حتى بالمعنى النفسي، عندما نكتب وعندما نحكي ونقول الأشياء كما هي، ولكن نفسيًا أيضًا، أصبح هناك، على الأقل بالنسبة لي، واقع مغاير تمامًا لكل شيء – سواءً سيناريوهات أو سواءً توقعات أو حتى أحلامنا أو أوهامنا أو عواطفنا - أصبح هناك شيء مختلف بشكل سريع، وبالنسبة لي خلال شهرين ثلاثة، وكنا قد وصلنا إلى شهر تموز، ونحن نتكلم عن ثلاثة أشهر تقريبًا، ولكن كَمُّ التسارع فيهم وكمّ اللاعبين الذين دخلوا.. وأصبح هناك سورية أخرى وثورة أخرى قد بدأت أيضًا. وبدأت من ذلك الوقت الثورات المضادة، وكل هذا فرض واقعًا مختلفًا ومعطيات مختلفة.

وفكرة لواء الضباط الأحرار حقيقةً أحببناها، و[اعتبرنا أنه] قد يكون هذا الحلّ بمعنى إذا كانت الأمور ذاهبة باتجاه العنف وردود الفعل والتدخلات، وحقيقةً في ذلك الوقت أيضًا أتوا جماعة ليبيا وزاروا إدلب والشمال، وكان هذا بالنسبة لنا مؤشرًا بأن الساحة ستُفتح لجهات أخرى، وإطلاق سراح هؤلاء الناس والذين هم جاهزون، لديهم إيديولوجيتهم ولديهم أدواتهم ومصادر تمويلهم، فهم جاهزون فورًا، ولدينا النظام طائفي ويتعامل بشكل طائفي، فكل أسباب نجاح هذه المعادلة موجودة.

أول مرة يُطرح فكرة وجود تشكيل عسكري، وكانت عبارة عن تطوير وبناء على فكرة الانشقاق، والمسألة ليست فقط موقفًا أخلاقيًا: أنا لا أريد أن أشارك بهذه الأمور. هذه واحدة من الأشياء، والمسألة الثانية أنَّه إذا كان هذا ممكنًا فأيضًا نحن بحاجة لأن نفهم ونعرف ما هو التوجّه. وحقيقة بدايةً بدأنا نشكر أي أحد يرفض أن يطلق النار على الناس وأن يساهم في هذه الماكينة الأمنية العسكرية، وكان هذا المدخل: بشكل شخصي نحن ممتنون، فهناك فارق بين أن يكون [المنشقّ] هاربًا وبين أن يطلق علينا الرصاص ونحن في المظاهرة. وهذا كان المدخل، وبدأنا بهذا المنطق: أنتم الثوار على الأرض، ثم بدأنا نتكلم أكثر، وسألت [حسين هرموش] سؤالًا [يتعلّق] بالنقطة الأساسية التي يمكن أن تكون عبارة عن تصورات رغبوية في وقتها، أنَّه بدل حالات الانشقاق الفردي ما هي الإمكانية المتاحة لانشقاق وحدات؟ ولا نقول فرقة تنشق، فأنا كنت أرى أن هذا قد يكون الضمانة الأفضل والحالة النموذجية التي يمكن فعلًا أن تسحب العنف من الشارع وتحوّله إلى مؤسسات عسكرية لا تدخل في حالة صدام، ولا تصبح المسألة جيشين يتواجهان، وإنما يصبح عنف الشارع مقوننًا بمعنى من المعاني. وسألت بشكل أساس عن إمكانية انشقاق وحدات، بمعنى سرية أو كتيبة، وأنا عندما كنت في الجامعة أُصبت بالسرطان فتمّ إعفائي من الخدمة الاحتياطية والإلزامية، لذلك لا أفهم في هذه التفاصيل، والسؤال أيضًا عن إمكانية انشقاق مراكز ما. فقال لي: القصة ليست مثل مخافر الشرطة، والجيش ليس مخافر وهجانة، فالقصة أعقد [من ذلك]، وبنية كل وحدة بما فيها الوحدات الصغيرة، العامل الطائفي موجود فيها، ودومًا غير مهم من هو قائد الوحدة، بل هناك هيكلية أمنية وجهاز أمن داخل كل وحدة، وهذا أيضًا له صبغة طائفية علوية وارتباطه مباشرة بالسلطة وأجهزة الأمن، ولا نستطيع أن نفصل الجيش عن الأمن الموجود داخل الجيش وهو لاعب بهذا المستوى. وقلت له: لو كان هناك أغلبية أو وحدة تتكوّن من مئة شخص، وفيها 60 أو 70 مع الثورة أو ضد [ممارسات النظام]، أليسوا قادرين على اعتقال البقية وأخذ سلاحهم منهم ورميهم خارج الوحدة بحيث يسيطرون هم على الوحدة، وبالتالي يصبح لدينا وحدة في هذه المساحة، فأجاب: هذا صعب.

وتحدّث أيضًا عن [إشكالية] عامل الثقة حتى بين "الضباط والعناصر السنة"، وفي ذلك الوقت المسألة ليست طائفية بشكل مباشر، وليس هناك خطٌّ فاصلٌ بالمعنى الطائفي، فكان هذا صعب ومستحيل. وحقيقةً كانت هذه المرة الوحيدة بالنسبة لي التي تحدثنا فيها، وكانت حقيقة أيضًا بشكل أو بآخر محبطة تجاه هذه الرغبة والتصوّر الموجود لدي، والذي قد يكون رومانسيًّا في وقتها أن هناك وحدات يمكن أن تنشق.

لجان التنسيق المحلية تواصلوا، وشباب إدلب تحديدًا، وذلك مع معظم الضباط الأساسيين الذين انشقوا في البداية، والذين كانوا قطاع إدلب، وكان لدينا حضورٌ جيدٌ في إدلب من خلال منهل [باريش] والشباب فكانوا يتواصلون بشكل دائم.

هذه واحدة من أكثر الأشياء التي لم يكن فيها إمكانية للتوافق، ولم يحصل توافق بخصوصها داخل لجان التنسيق المحلية نفسها، وكلما كان يرتفع منسوب العنف والتعذيب والقتل كان يصبح صعبًا أن تضبطي انفعالات الناس وردَّات فعلهم، ففي أماكن معينة وأنا أتدولب (موضوع في الدولاب خلال التَّعذيب) ومشبوح (خلال فترة التعذيب بطريقة الشَّبح) كنت أشعر أنه لو كان معي قنبلة يدوية كان يمكن أن أفتحها وأفجّر نفسي ومن حولي. نحن بشر ولسنا روبوتات، ولم يكن الموضوع سهلًا.

ونحن نعرف كل يوم جمعة وفي كل جمعة هناك 40 و 50 شهيدًا وأحيانًا مئة وأحيانًا أكثر وأقل، هذا هو السبب، بينما حماية المظاهرات أو العنف أو التسلح هو نتيجة، وكله بشكل أو بآخر، وبقسمه الأعظمي عند الناس العاديين الذين لم يكونوا مؤدلجين وليس لديهم مشروع عنفيٌّ بالأساس، هو كان ردَّ فعل ونتيجة لفعل النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/16

الموضوع الرئیس

تسلح الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/90-73/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز 2011

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة الضباط الأحرار

حركة الضباط الأحرار

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

الشهادات المرتبطة