الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة "جمعة الحرائر" والمشاركة النسائية في مدينة حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:39:10

كانت المسائيات اليومية يحدث فيها اشتباكات ومحاولات نزول إلى ساحة العاصي، أعتقد في ذلك الوقت لم تكن المحاولات المسائية جدية في النزول إلى ساحة العاصي بمقدار ما كانت محاولة إنهاك الأمن والإثبات له أنَّ تلك المظاهرات والحشود من الناس هي يومية وهناك إصرار، كانت نوعًا من استنزاف القوى الأمنية التي كل يوم تكون موجودة، وتبقى إلى ساعة متأخرة من الليل، فهذا هو الهدف عادة، وكان النظام يكذّب أي رواية بأنَّ الناس تخرج وتتظاهر، لدرجة أنه لم يكن يتعاطى الكذب مع الإعلام في الخارج فقط، الكذب كان حتى مع الناس الذين يشاهدون بأعينهم وفي الأحياء ذاتها مع أنهم يشاهدون المظاهرات، كان يكذب عليهم بأنّه لا توجد مظاهرات، وكان يوميًا في الليل حين يتفرّق المتظاهرون يرسل البلدية لتزيل الحجارة، وتمحوا الكتابات على الجدران، وكأنه لم يكن هناك شيء. وكنا نقول للأمن: نريد أن نتظاهر، ونهتف. وهم كانوا أمامنا؛ وأحياؤنا كانت مهملة من البلدية بشكل أو بآخر ولا يوجد اهتمام للنظام بالنظافة، فكنا نقول: سنتظاهر كل يوم في حي جديد من أجل أن تنظفوه، وتهتموا به، وهذه كانت من المماحكات التي كانت تحصل بشكل عام.

وصارت الجُمع تتوالى، كل جمعة فيها حشد أكبر من الآخر حتى "جمعة الحرائر"، 13 أيار/ مايو 2011، كانت هذه الجمعة... طبعًا، كانت أعدادنا كبيرة في وقتها، وكالعادة بدأ يتحول حي الحميدية قاعدة أو مركزًا للتظاهر والتجميع والانطلاق إلى الأحياء الأخرى، و لصعوبة الانتقال يوم الجمعة؛ لأنَّ دوريات قوات الأمن تنتشر في كل شوارع حماة، وكنا في الليلة التي قبلها في يوم الخميس أي لافتات "كرتون" أو قماشية وأعلام أو أي شيء نأخذه قبل ليلة يوم الخميس، إذا كان لدينا أصدقاء في حي الحميدية أو ما حوله كنا نأخذه ونخبئه عندهم، نكتبهم هناك، ونجهزهم، وفي يوم المظاهرة (يوم الجمعة) نخرج من الجامع ندخل في الحميدية، نتجمع، ويضيع الحابل بالنابل نتيجة الحشود وغيرها، فنستطيع أن نخرجهم من بيوت أصدقائنا (اللافتات والأعلام واللوحات القماشية الكبيرة)، أغلب المجموعات كانت تلجأ لهذا؛ كي لا تضطر إلى أن تنتقل بهم من حي إلى حي أثناء الانتشار الأمني في صباح الجمعة، ونخرج في المظاهرة.

وفي مظاهرة "جمعة الحرائر" 13 أيار/ مايو 2011 كان العدد أكبر من الجمعة السابقة، تجمعنا كالعادة، وخرجنا، و فضلنا في وقتها ألا نخرج باتجاه ساحة العاصي من شارع سعيد العاص؛ لأنَّ الأمن كان موجودًا بكثافة هناك، وقررنا أن نلتف، وندخل ساحة العاصي من جهة أخرى، وهي جهة الشريعة، والوصول إلى الشريعة سيكون من الحميدية، وسنخرج، ونلتف من الجهة الشرقية لحماة، وندخل من جسر الحديد أو جسر سلمية من جهة القصور، وندخل في شارع الشريعة، وهو طويل كثيرًا ومستقيم، دخلنا به ونحن نهتف، وكان المنظر جميلًا جدًا؛ لأنَّ الشارع طويل وعريض، وكانت الجموع كبيرة، وكان المشهد قريبًا إلى الجموع اليمنية في ذلك الوقت حين تملأ الشوارع، مشينا وقبل ساحة العاصي ب500 متر تقريبًا، يوجد هناك مبنى جديد للبلدية في حماة، وكان قد افتُتح حديثًا، قد بدأ بالعمل منذ سنة أو سنتين وعليه صور بشار وغيرها، وفي تلك الفترة أننا كنا أي صورة للديكتاتور نمزقها، وكانت في أعلى المبنى، وتواجد هناك شباب، وتسلقوا المبنى، و[وصلوا] مباشرة إلى الصورة، ومزقها 4 أو 5 شباب استطاعوا أن يتسلقوا إلى الأعلى، كان من ضمنهم شاب مختصّ بتمزيق الصور، إن كانت الصورة على عامود أو بناء عال في أي مكان يسعى لتمزيقها ومجموعة أخرى من الشباب، وهذا الشاب استشهد لاحقاً، هو** سعد ممدوح الشحنة **– رحمه الله- استشهد في "جمعة أطفال الحرية"3 حزيران/ جون 2011، وصعد مع الشباب إلى الأعلى، ومزّق الصورة مع باقي الشباب، وبينما كانوا يمزقون الصورة هجم الأمن علينا بكميات كبيرة، كانت معهم سيارة لفوج الإطفاء، ويرشون مياهًا، ويضربون رصاصًا على الناس والمتظاهرين من أجل أن يبعدوهم عن ساحة العاصي. طبعًا، واجهنا معضلة هنا، فنحن عادة حين نتظاهر في أحياء شارع سعيد العاص والأحياء المجاورة فيها أزقة كثيرة ومداخل نستطيع الهروب منها، أما حي الشريعة هنا فقد كان من نقطة مبنى البلدية، فلا يوجد أي تفرع منه وأي شارع نهائيًا إلى جسر السلمية والعاصي وبعدها؛ فركضنا ركضًا طويلًا وقتها، والكثير من الناس المسنين واجهوا مشكلة في الركض، نحن كنا شبابًا فركضنا، ولكن وقتها كان ركضًا طويلًا، وكل الشارع طويلًا التففنا من جهة "القصور"، وتوزعنا: أشخاص ذهبوا باتجاه القصور، والغالبية العظمى باتجاه حي الحميدية، فتمترسنا بحي الحميدية، وصرنا نحاجر (نرميهم بالحجارة) عناصر الأمن، ولكن توجد مساحات كبيرة هناك، والأمن لم يضغط علينا، أبعدنا عن "الشريعة" وأي مدخل يؤدي إلى ساحة العاصي، ووقف بعيدًا. طبعًا، بعد الركض والهروب دائمًا نتفقّد بعضنا نحن الشباب؛ لأنَّ الأمن هجم، وبدأ يعتقل أشخاصًا، واكتشفنا أنَّ أحد أصدقائنا مفقود، وحاولنا أن نتصل به فكان جواله خارج التغطية، واستغرق ذلك القليل من الوقت لأن لديه أخًا ثانيًا، أتى، وسألنا: هل كان أخي معكم؟ وكان قد اعتقل، واعتقل هذا الشاب الذي اسمه حمزة، أتحفظ عن الكنية لأنَّه مازال موجودًا في حماة وتحت سلطة النظام، اعتقل، وتظاهرنا بشكل خفيف بعدها، وبعد ذلك تفرقت المظاهرة، وذهب كل منا إلى بيته.

[مظاهرة جمعة الحرائر 13 أيار/ مايو 2011 كانت] أول مشاركة كمجموعة وفي المظاهرات السابقة شاركن بها نساء، ولكن بشكل إفرادي موزّعات بين المتظاهرين و[عددهن] قليل وفي الخطوط الخلفية، وعادة الخطوط الأمامية تكون جبهات مواجهة مع الأمن، وكنا نحرص أن يكنّ في الخطوط الخلفية لأنَّ الأمن متوحش جدًا في التعامل مع المتظاهرين، وحماة مدينة محافظة، والمرأة لها مكانة معينة، والأمن لا يتورع عن أي شيء، سواء كانت امرأة أو طفلاً أو رجلاً أو شيخاً، لا يتورع عن الضرب أو عدم احترام أي إنسان. أما في "جمعة الحرائر" فكانت تسميتها نتيجة لدخول النظام إلى بانياس وما حصل في بانياس والبيضا وقتها فسميت: "بالحرائر"، وكانت هناك مشاركة كمجموعة، هتفن، وإحدى النساء كانت قد حضرت هتافات تضامنًا مع المرأة السورية ومع نساء بانياس بشكل خاص. كنّ معنا في الحميدية، وظللن متجهات إلى نهاية شارع الحميدية تقريبًا، هن تجمعن، وكلنا جلسنا، وكن واقفات يهتفن، ونحن نرد وراءهن، وحين انتقلنا ومشينا إلى شارع الحميدية هن رجعن، ونحن عرفنا أننا سننزل إلى ساحة العاصي وهناك مواجهة، فتراجعن إلى الخلف، وهنا كان هناك حضور واضح لهن كمجموعة.

مجموعتنا كانت موجودة منذ البداية، ولكن بدأ التفكير بالتنظيم، وكما قلت لك سابقًا: أول نزول إلى ساحة العاصي كان بشكل ارتجالي بالنسبة لنا، وافتقدنا للتنظيم في الساحة. فبدأنا نشعر بضرورة أن ننظم أنفسنا أكثر. بعد "جمعة الحرائر"، كانت هناك مجموعات تنسق مع بعضها كأصدقاء للتظاهر وغيرها، ولكن بعدها لاحظنا ظهور الأسماء، كان هناك نادي شباب الحرية حين نرفع اللافتات، وكتلة أحرار حماة، وهناك مجموعة لا أعرف ما الذي حصل فيها فيما بعد، ولكن كنا نلاحظ وجود لافتات موقعة باسمها بكثرة، وهي "فجر الشباب الأحرار" في تلك الفترة، من أعضائها؟ من شبابها؟ لا أعرف، يبدو أنها ظهرت بفترة معينة، ولا أعرف ما الذي حصل لاحقًا، وهناك مجموعات أخرى تسمى بأسماء الأحياء أحيانًا، [وترفع] لافتات، ربما هي بدايات تنسيقيات الأحياء اللاحقة، ولكن بدأت تظهر كأسماء، وحتمًا بدأ التفكير بالعمل بشكل منظم أكثر والذي سيظهر بشكل واضح في مظاهرات ساحة العاصي ما بعد "جمعة أطفال الحرية"، في نهايات شهر أيار، اتخذنا اسمًا، واتخذنا شعارًا ورمزًا نضعه على الصور في ذلك الوقت، يعني في "جمعة آزادي"20 أيار/ مايو، ظهرت أولى الصور التي كانت تحمل توقيع مجموعتنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/02

الموضوع الرئیس

محافظة حماةجمعة الحرائر

كود الشهادة

SMI/OH/35-10/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

كتلة أحرار حماة

كتلة أحرار حماة

فجر الشباب الأحرار

فجر الشباب الأحرار

الشهادات المرتبطة