الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة بانياس في "جمعة الكرامة" نقلًا عن ناشطين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:49:13

بالعودة إلى مظاهرة بانياس، وفي الحقيقة، كانت هذه واحدة من أهم المسائل التي تجب الإشارة إليها، وتذكير الناس بها؛ لأن بانياس بالتحديد، والثورة في بانياس، تم إغفالها، والناس تناستها. كانت مظاهرة بانياس 18 آذار/ مارس 2011، والتي كانت في أول أسبوع من الثورة، كانت واحدة من أكبر المظاهرات التي خرجت في الساحل السوري، والمظاهرات التي جاءت بعدها ليست أكبر منها، وكان انضمام الناس بشكل كبير جداً للمظاهرة التي خرجت يوم 18 آذار/ مارس في مدينة بانياس مفاجئاً جداً.

التنسيق السابق الذي كان بيننا وبين أنس -أنا كشخص ومجموعتي التي كنت أعمل معها (مع أنس الشغري) في مدينة بانياس- كان متقدماً جداً، وكان الشاب واعياً جداً وجريئاً وشجاعاً، وكان ينسق أيضاً مع شباب آخرين: كان ينسق مع مجموعة رزان زيتونة، وأعتقد أنه كان ينسق مع مجموعات أخرى أيضاً. وكان الرجل واضحاً في خياراته في موضوع الخروج بمظاهرة 18 آذار/ مارس، وهو كان يقول كثيراً: إنها حرقة في قلبي؛ لأنني لم أخرج في مظاهرة 15 آذار/ مارس في دمشق، وسأبذل كل الجهد؛ حتى نخرج بمظاهرة 18 آذار/ مارس في بانياس بشكل مميز. وبلغني بأنه تواصل مع الشيخ أنس عيروط، وأنه كان يوجد اتفاق بألا يحصل اعتراض على الشباب الذين سيخرجون في مظاهرة من الجامع الذي يخطب فيه الشيخ أنس عيروط، والذي هو أحد أكبر الجوامع شعبية في بانياس، ويحضر فيه حشد شعبي كبير على اعتبار أن الشيخ أنس عيروط شخصية دينية اجتماعية محترمة في أوساط المجتمع في بانياس، وكان حضوره الديني والخطابي لافتاً؛ فأكثر الناس يصلون في الجامع الذي يخطب فيه الشيخ أنس عيروط. وهذا ما حدث فعلاً، وفق ما بلغني به الكثير من الناس فيما بعد، ولا سيما أنس الذي كان على تواصل دائم معه. أنس الشغري هو محرك الثورة الحقيقي في بانياس، وهو بعد الصلاة مباشرة، كان يتواصل مع مجموعة ناشطين في بانياس، وكانوا قد جهزوا أنفسهم لهذه المظاهرة؛ ليخرجوا فيها بشكل يدفع الناس للانضمام إليها. وفي الحقيقة، كنت على تواصل مع ناشطين سياسيين أيضاً، لهم تجربة في المعارضة السورية، وما زال البعض منهم حتى الآن في بانياس، وأتحفظ على ذكر أسمائهم، وهؤلاء لهم تجربة سياسية طويلة، وهم معتقلون سياسيون سابقون، وأعضاء في أحزاب سورية معارضة، كانوا يحضرون، أو بالأحرى بانتظار حراك ما يحصل في بانياس. وكانوا يعتقدون أن بانياس مدينة صعبة وعصية على التحرك، على اعتبار أنها في منطقة وبيئة شبه حاضنة لمؤيدي النظام، ومن الصعب التحرك فيها، ولكن الحقيقة أن جرأة الناشطين في بانياس كانت فوق المتوقع، ومفاجئة جداً، وجميلة جداً.

أنس الشغري بنهاية صلاة يوم الجمعة في 18 آذار/ مارس 2011، وبعد انتهاء صلاة الجمعة مباشرة، وقف، وقال للناس بما معناه: أيها الناس، نحن سنخرج في مظاهرة، وحتى لا يتحمل أحد تبعات معارضتنا للنظام؛ فمن يحب أن يغادر المكان فليغادر، ومن يحب أن ينضم لنا فنحن نرحب بالأحرار. وهتف: "الله أكبر حرية" وانطلقت المظاهرة. وخرجت بانياس عن بكرة أبيها في هذه المظاهرة تقريباً، وكانت مظاهرة مشهوداً لها، فلم يأت بعدها أكبر منها. وأعتقد أن الشيخ أنس عيروط ط في ذلك اليوم خطب في الناس أمام مفرزة أمن الدولة، أو مفرزة الأمن السياسي. وتحدث بخطابه حول مطالب الناس، وتحدث عن مطالب الناس الاجتماعية والمعيشية، بينما تولى شباب الثورة -مثل: أنس الشغري- الهتاف للثورة والحرية ولكرامة الناس، بينما تولى الشيخ أنس عيروط التكلم بمطالب الناس المعيشية.

النظام كان يبحث عن عدم التصعيد؛ لذلك كان يحرص على ضرب المتظاهرين، فقوات الأمن تضرب المتظاهرين ببطش شديد في الشارع لتفريقهم، واعتقال شخص أو شخصين، وفض المظاهرة فقط. و [لكن] ما حدث في درعا كان مفاجئاً جداً، حيث تم قتل الناس، والحراك خرج عن السيطرة بسقوط الدم، وتحول إلى حراك شعبي بعدما كان بشكل ما حراكاً نخبوياً، باستثناء بانياس التي كان الحراك الثوري فيها من أول لحظة حراكاً شعبياً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/29

الموضوع الرئیس

جمعة الكرامة

كود الشهادة

SMI/OH/4-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة طرطوس-منطقة بانياس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة