قصص اعتقالات الأخوة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:09:18
[بالنسبة] للاعتقالات، اعتقل أخي رشاد في تلك الفترة عدة مرات، في إحدى المرات، كان اعتقاله استدراجاً لاعتقال أخي الكبير، واعتقل جهاد مرتين أثناء الثورة غير المرة التي سبقت الثورة، أختي آمنة تعرضت لاستجواب بعد ما أخذوا، وصادروا كل أجهزتها، استمر الاستجواب ليوم كامل، أخي أحمد اعتقل مرتين: مرة من شركة الأهلية التي تنقلهم إلى الشام (دمشق)، وهو كان ذاهباً إلى دمشق للدراسة، اعتقل وهو ضمن شركة النقل، والمرة الثانية كانت في مكتبة زوجي في دمشق. بشكل عام كل إخوتي اعتقلوا إلَّا أنا الحمدالله، والصغير براء تعرَّض لأنواع من التعذيب داخل البيت، وفي إحدى المرات، جاءت مداهمة إلى البيت، وكان صغيراً عمره 10 سنوات، وكان يلعب بالليزر، ويصوب ضوء الليزر الصغير (نقطة حمراء) على العسكري القريب، جاء 12 باصاً مليئاً بالشبيحة، جاؤوا إلى البيت؛ ليروا من يصوب عليهم الليزر، وأختي- كان أخي نائماً- أدخلتهم، وقالت لهم: "هذا الولد اللي جايين جميعكم من أجله". وهزأتهم. بشكل عام كان الوضع حذراً جداً، في حملة الاعتقال لأي بيت سيأتي عدد كبير من العناصر، ويأخذون كل شيء (من هو موجود) في البيت.
أنا لا أذكر التواريخ تماماً، ولكنني أذكر الحوادث نوعاً ما، اعتقل جهاد مرتين أثناء الثورة، في إحدى المرات-سبحان الله- كنا على الشباك، كلنا نراه إلَّا أمي تقول: "ماني شايفته". لا ترى شيئاً.
كانوا مجموعة من الشباب، وأخذوه، صاروا يعذبونه، ضربوه كثيراً قبل أن يأخذوه إلى الاعتقال، وضمن الاعتقال تعرض للتعذيب بشكل عنيف لدرجة أنَّه فقد الوعي، وفي إحدى المرات، جاؤوا إلى البيت، وردَّ عليهم أخي أحمد، قالوا له: نريد جهاد. فقال لهم: جهاد ليس هنا. فرجعوا، وهذه أول مرة تحصل، رغم أنهم عادة يأخذون كل من في البيت.
وبعد ذلك اعتقلوه مرة ثانية، ولا أذكر تفاصيلها، و[اعتقلوا] أحمد -كما قلت لك- في إحدى المرَّات من الشركة الأهلية، والمرة الثانية خلال عمله في المكتبة بدمشق. واعتقل رشاد 4 مرات، وكل مرة يكون خارج البيت، إمَّا في بيت صديقه، أو استدراج.
وهناك أمر مهم كنت سأقوله لك: بعد أن انتشرت الحواجز صار هناك حاجز في كل مكان، وأمام كل جامع هناك دورية تأتي لمنع الناس من التظاهر، وفي قلب المدارس أثناء تقديم الامتحانات، كان هناك عناصر أمن، لهذا السبب رشاد درس البكلوريا ( الثالث الثانوي) 4 مرات، وفي كل مرة كان لا يستطيع أن يقدم امتحاناتها خوفاً من الاعتقال، ومع ذلك استشهد تحت التعذيب، كل مرة كان يدرسها، و يخاف؛ لأنَّه حصلت اعتقالات من داخل قاعات الامتحانات، واعتقل مرة من بانياس، وأخرجوه إلى فرع فلسطين إلى دمشق، وخرج من هناك، أعطوه رقم هاتف وهو رقم هاتفي، وقالوا له: "بتتصل على هالرقم بتخلي هوي يجي يجيبك".
فاتصل، وقال لي: ابعثي هارون. وبعد ذلك تكلَّم مع هارون، وقال له: كأن هناك أحداً وراءنا.
فصاروا يضيعوهم في الطريق، بعد أن رجع إلى البيت أنا كنت أنوي أن أتكلم مع أحمد، وأقول له: أخوك طلع(خرج) من أجل أن يراه، وهم يراقبون الهاتف الأرضي والموبايل(الجوال)، ونبهني رشاد: لا تسمحي له بالعودة. وأصر أن يعود في نفس اليوم إلى بانياس، وكان مصراً بأي طريقة، حتى لو كانت شاحنة نقل بضائع فإنه يجب أن يرجع، وقال لي: هم أخرجوني حتى أحضر أحمد. وهم يريدون أن يعرفوا بيتي لأن بيتي كان ضمن بيت عربي ومقسم بطريقة، فهم لم يستطيعوا أن يأتوا إلى بيتي. فهذا الشيء كان يزعجهم، ويريدون أن يعرفوا أين بيتي بالضبط لأنهم يعرفون أن أحمد يأتي لعندي في الشام (دمشق).
المرة التي بعدها اعتقلوا رشاداً من بيت صديقه في بانياس قالوا له: "16 فرعاً في الدولة يدورون (يبحثون) عنك". أنت تعتبر فارّاً من الأمن. لأنه لم يسلّم أخاه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/31
الموضوع الرئیس
انتهاكات النظام في بانياسكود الشهادة
SMI/OH/57-10/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011 - 2012
updatedAt
2024/03/20
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-مدينة بانياسشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية