بعد أن نشر النظام الحواجز ، صار هناك حملة اعتقالات في شهر أيار، في كل بانياس، كانت مداهمات واسعة جداً، واعتقلوا عدداً كبيراً، وصل إلى 1000 شاب من بانياس، وجمعوهم في الملعب البلدي، وصاروا يعتدون عليهم بالضرب والتعذيب والإهانة كما جرت العادة. وفي نفس الفترة، صارت هناك اعتقالات في "المرقب"، خرجت نساء من "المرقب" لتطالب بالمعتقلين، وهنا كانت أول شهيدة من بانياس أحلام حويسكة، وحدث هذا الشيء في شهر أيار، في 7 أيار، استشهدت أحلام، كان هناك الشخص الذي ينظم باصات الجامعة، شاهدته بينما كان معه سلاح، وهو آتٍ ضمن عناصر الأمن، وحين دلَّت عليه، وأحسّ بأنَّها تعرَّفت عليه أطلق النار، وماتت هي وامرأة كبيرة [في السن]، وسُميت الجمعة: "جمعة نساء المرقب" بعد أن استشهدت، وكانت آخر مظاهرة كبيرة بهذا الحجم، وكانت مظاهرة كبيرة جداً، ولكنها كانت آخر مظاهرة بهذا الحجم، بعدها صارت سيطرة النظام أكبر والاعتقالات أكثر، فصارت المظاهرات إما طيارة سريعة أو ليلية أومن الشبابيك وتكبيرات.

أذكر أنه حصل اقتحام ثان لقرية "البيضا"، ولا أذكر متى بالضبط، ربما كان في شهر أيار. في الاقتحام الثاني، حصلت اعتقالات واسعة جداً، وصار هناك حصار على بانياس [لمدة] 3 أيام، كانت الكهرباء مقطوعة تماماً والمواد الغذائية مقطوعة[أيضاً]، وأذكر أن صديقتي من "بداما" في ريف ادلب الغربي، أرسلت لي رصيد جوال، وقالت لي: لا يمكن أن أدعمك إلا بتلك الطريقة، ولا أستطيع أن أرسل لك خبزاً وكهرباء.

وصار هناك منع تام للتجمعات، حتى إن الناس في عرسي خافوا أن يأتوا؛ لأن التجمع ممنوع، وكان في البيت، وجاءت كم واحدة (بعض النساء)، وكن يرتدين الحجابات؛ لأنهن كن خائفات من أي مداهمة مفاجئة، وبشكل عام كان الوضع حذراً جداً، وأصبح هناك الكثير من الأسماء المطلوبة، والشيخ أنس اختفى بين البيوت، في عدة بيوت ، إحدى جارتنا و رغم أنها جارتنا بقي مختفياً عندها عدة أشهر، ونحن لم نكن نعرف، ولم نسمع بذلك إلا بعد أن وصلنا إلى تركيا،[علمنا] أنَّه كان عندهم في تلك الفترة.