الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بداية ثورات الربيع العربي وتصاعد النقاشات حول احتمالية الثورة في سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:59:14

كنت في الفترة[التي كان فيها عمري] 15 سنة حتى 18 سنة قد انتهيت من عدة أمور، وصنفتها كمسلمات من بينها أنه توضحت لي... وسألت الكثير مثل والدي وإخوتي وأقربائي الشباب الأكبر مني، وفهمت ما حصل تاريخياً خلال 40 سنة أو 50 سنة، حزب البعث والدستور أو النظام الداخلي للحزب والآراء التي يتبناها هي آراء أظن لا يختلف عليها شخصان عاقلان بنسبة كبيرة من بنوده، ولكن فهمت أن هناك كلاماً على الورق ويوجد شيء غير مخالف ولكنه معاكس تماماً، واعتبرت حزب البعث فرعاً من أفرع المخابرات، وأصبحت مهمته في النهاية فعلياً أن أعضاء الحزب- بنسبة كبيرة منهم وليس كل الأعضاء- والنسبة الأكبر من رؤساء الفرق والهيئات هم كما كنا نسميهم في سورية: كتّاب تقارير، وهم أشخاص مهمتهم فقط إرسال تقارير دورية عن أشخاص أو أحداث تحصل في المنطقة، ويكونون أعين وآذان أفرع المخابرات، ولا يوجد تمثيل سياسي أبداً على الإطلاق، وهي عبارة عن كذبة اضطر النظام لإيجادها، وتكون حاضرة دائماً في المجتمع، وأن لدينا 10 أو 12 حزباً وجبهة وطنية تقدمية يرأسها حزب البعث، فكان عبارة عن لف ودوران(خداع) والجميع يعلم أنها لف ودوران، ولكن حافظ الأسد حافظ على هذا الشيء.

فعلياً، هناك نقطة هي أنه في طيبة الإمام ليس لدينا إنترنت (دي إس ال) أبداً، هناك قرية بجانبنا عندها (دي إس ال)، سألنا كثيراً في المقسم (البريد الآلي والإتصالات) في فترتي 2009 و2010 فكانوا يقولون لنا: إن المقسم الموجود عندنا من المقاسم الصينية، والشركة التي خدّمت ال (دي إس ال) في سورية قالت: إن هذه المقاسم يجب أن تتغيّر، حتى يأتيها "دي إس ال "، ونحن من المقاسم التي لم تتغيّر بعد، وانتظروا. وفعلاً، أنا كنت أعمل على "ديل أب" وهو بطيء جداً، ثم جاء موضوع "توجي" إلى سورية على الجوال، وهو مكلف جداً وبطيء أيضاً إذا أردت أن تفتح تطبيقاً بسيطاً، مثل: "تشات"، كانت هذه مشكلة، حتى إننا في تونس لم نفهم تفاصيل الذي حصل، وكان اعتمادنا فقط على شاشات التلفزيون، يعني قناة "الجزيرة" و"فرانس 24 " من أكثر القنوات التي غطت الثورة التونسية، وأساساً لدينا انطباع بأن تونس بعيدة جداً، صحيح أنها من الوطن العربي ودولة عربية، ويوجد في تونس هذا الهامش حتى يخرج الشعب، وينادي بشيء وبتغيير نظام الحكم، وهناك أحزاب على الأقل، فكان محتملاً، ولكنه شيء جميل أننا رأيناه بأعيننا، ورأينا أنه أحد أعمدة الأنظمة العربية الذي لم يتخلّ عن الكرسي -على الأقل- اهتزّ. وفعلياً، بعد سقوط بن علي أو هروبه ولعدم وجود الإنترنت لم نكن من الناس الذين وصلتهم فكرة تجييش حراك عربي بالكامل أو "الربيع عربي"- ظهر هذا المصطلح في فترة- حتى بدأت الثورة المصرية، حينها وصل هذا الانطباع في منطقتنا؛ لأن هناك تجييشاً كبير ليكون هناك حراك عربي وإنهاء كل الأنظمة العربية التي تتفاوت في استبدادها، ولكن جميعها أنظمة مستبدة، وكان الاعتماد على التلفزيون، فأنا أذكر في الثورة المصرية أتوقع أنه كانت 10 ساعات من يومي على الأقل ونسبة 60 أو 70 بالمئة من أهل المدينة في طيبة الإمام كان هكذا وضعهم، الجميع على شاشات التلفزيون، وكان الخوف للحظة حدوث الثورة المصرية، وحدث اعتصام مليوني، كان هناك خوف في سورية وصل إلى درجة أنك إذا كنت في دكانك أو محلك لا تشغل التلفزيون على نشرات تتكلم عن مظاهرات ضد نظام استبدادي كنظام حسني مبارك، يعني إلى هذه الدرجة، لا يجب أن يأخذ الناس عنك فكرة بأنك سعيد، وتتفرج على شيء هو حراك ضد نظام، ولو كان نظام غير دولتك، يعني إلى هذه الدرجة. وفيما بعد أصبحت ألاحظ في بعض المحلات كانت شاشة "الجزيرة" موجودة، وعندما تمشي في الشارع تراها، وهذه الفترة كانت قبل أن تنتفض درعا في بداية شهر شباط/ فبراير 2011، وأصبح هناك حديث، وهذا الحديث الذي أتوقع أنه دار في كل بيوت سورية بدون استثناء: أنه كان هناك نوعاً ما إجماع بسبب ما شاهده السوريون والذي أوصل إجرام الأسد إلى درجة مجزرة حماة مثلاً التي لم تكن تفاصيلها بعيدة عنا، والكثير من المجازر في مختلف المناطق، أساساً، موضوع الحرب على "الإخوان" في قوات الجيش السوري دخلت قسماً كبيراً من مناطق سورية من كل المحافظات، ولم تقتصر على حلب وحماة، فكان الخوف قد وصل إلى أقصى درجاته على الإطلاق، وكان هناك نوع من الإجماع لدى كل الناس أنه ربما يكون فعلاً هناك نوع من الاجتياح "للربيع العربي" لمعظم الدول العربية، ولكن سورية ستكون بمنأى عنه، وبشار الأسد بحكم ما رتب له والده فهو شخص -حالياً- مطمئن جداً مهما حدث. وتشعبت الأحاديث والنقاشات في تلك الفترة لدرجة أنه حتى حافظ الأسد مستند أساساً على العديد من الأنظمة الدكتاتورية الموجودة في المنطقة العربية أو في الإقليم الذي يبدو أنه سيتغير أو تتغير الشخصيات، ولكن ليس لديه مانع بأن يرجع، ويكوّن علاقات مع هذه الدول، وأبرز مثال: الحرب الإيرانية العراقية، حيث وضع حافط الأسد نفسه في موضع أنا أستطيع نوعاً ما أن أحسم الصراع، وأن الجميع يريدني بحكم الجغرافيا وبحكم أن البلد يعتبر قوياً على اعتبار أنه مستقر، بغض النظر عن سبب استقراره، فالبلد يستقر إما بحكم مثل حكم حافظ الأسد في أقصى الاستبداد أو في حكم في أقصى الديمقراطية، ولكن أرجع لنقطة أنه كان هناك إجماع أن سورية ستكون بمنأى عن "الربيع العربي"، أنا من الأشخاص الذين حضروا تقريباً 300 جلسة لمناقشة هذا الموضوع، وأعتقد أنه كان شخص أو شخصين من المئات [يقولون]: لا، لا أحد معصوم عن مظاهرات واحتجاجات تخرج ضده حتى لو كان بشار الأسد.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

صدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/14-03/

رقم المقطع

03

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمام

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة