الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مؤشرات على حسم الشارع القرار باتجاه احتمالية قيام الثورة في سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:45:00

كما ذكرت كنا متسمرين أمام شاشة التلفزيون، وكانت الثورة المصرية قد أعطت دفعاً أكبر وأملاً أكبر بصراحة أكثر من الثورة التونسية؛ ربما لأنه كان فيها مشاركة أكبر بحكم أن التجمع كان هائلاً في ميدان التحرير، وكانت هناك محاولات من النظام المصري لقمع هذه المظاهرات أكثر من تونس، وربما ينجح في تحقيق حالة خوف لدى المتظاهرين، ويتوقفون عن هذه الاحتجاجات، أو يصلون إلى تفاهم معين لا يرقى إلى مستوى إسقاط نظام. ولحظة إعلان تنحي حسني مبارك عن منصب رئاسة الجمهورية مرسخة في أذهان الملايين بشكل من المستحيل أن ننساه، وأنا أذكر أدق التفاصيل حولي في الغرفة والتلفزيون، وأتذكر مشاعري أكثر من كثير من المشاعر التي جاءتني لأحداث هائلة حدثت في الثورة السورية. كان هناك شحن عاطفي كبير جداً، ظروف المنطقة في سورية لم تتغير، ولكن كان هناك شحن عاطفي كبير جداً عزز فكرة أنه من المحتمل أن يكون هناك شيء. فعلاً، في كل الدول العربية وفي فترة شباط/ فبراير حتى بداية آذار/ مارس أو ما قبل [أحداث] درعا تحديداً، احتد النقاش جداً فهل من الصحيح – الناس هنا صاروا يؤمنون أكثر أنه ربما يحدث حراك في سورية- أن يحدث حراك؟ هل نظامنا بإمكانه أن يتقبل أي حراك من هذا النمط وهو الحراك السلمي البحت كما حصل في تونس ومصر؟ وماذا سنستفيد إذا حصل كما حصل في حماة مثلاً؟ وأن النظام الذي دمر أمام المجتمع الدولي مدينة بالكامل وقتل 20 أو 30 ألف شخصاً، واستولى على الحكم بهذه الطريقة الوقحة جداً ماذا يمنعه الآن من أن يكرر نفس الأمر؟ فكان الأمر أنه الآن أصبح هناك إنترنت، ويوجد تلفزيونات، وأساساً بشار الأسد ليس كحافظ الأسد، يعني ليست لديه قوة الشخصية لاتخاذ قرار بشأن حرب على شعبه كما فعل أبوه. بدأ الناس يكوّنون قناعاتهم، وينتظرون، وكان الجميع ينتظر، وهذه مشكلة سورية التي [تختلف بها] عن باقي الدول العربية، ففي مصر كانت هناك معارضة موجودة محجمة وفي تونس نفس الأمر، ويوجد الكثير من الدول العربية[مثلاً:] في لبنان، وحتى في الأردن في تلك الفترة كان هناك نوع من المعارضة التي لها هامشها الذي تلعب فيه، ولكن في سورية لم يكن هناك هذا الأمر أبداً، وبالتالي لم تكن تستطيع أن تعول على أي نخبة مجتمعية أو نخبة سياسية بأنها تعطي الشرارة، أو أنها على الأقل تدفع باتجاه توضيح الصورة للناس أو أنها تمتلك منبر إعلامي يوصل فكرة أن هذا النظام يجب أن يكون أول نظام يسقط أساساً في مناطق الدول العربية؛ لذلك كان الجميع ينتظر، وهذا الانتظار هو الذي كان مخيفاً أكثر من مناقشة الفكرة نفسها إما مع نفسك أو مع الأشخاص الآخرين حتى لحظة الذي حصل، و كان في 15 آذار/ مارس في دمشق، والمقطع لم أستطع أن أشاهده حتى اليوم الثاني، كما قلت: إن مشكلة الإنترنت عندنا كانت مشكلة كبيرة، وهو محرك أساسي جداً، فالإنترنت و"فيسبوك" كان محركاً أساسياً في هذه الفترة، و اتصل بي أخي من السعودية، وأخي أيضاً وصل إلى مرحلة صنف فيها أصدقاءه يعني: ألا يعجبك خروج السوريين أو أنت ترى أنه ليس منطقياً وأن نظام الأسد سيقتلهم؟ فأنهى علاقته مع هؤلاء الأشخاص، وأنشأ مجموعة له لبحث ماذا سنفعل، وهل نخرج بصفحة "فيسبوك" مثل صفحة الثورة السورية التي كانت تدعو للمظاهرات، منذ شباط/ فبراير -أتوقع- بدأت صفحة الثورة السورية، لست متأكداً، بمعنى أنه يجب أن نفعل شيئاً، ماذا نفعل؟ يجب أخذ خطوة افتراضية.

هنا حُسم الموضوع، والنقاش كما قلت لك كان محتداً: هل سيحدث شيء في سورية؟ وما هي طريقة تعامل النظام؟ وحُسم باتجاه الصف الثاني الذين يقول: سيحدث شيء في سورية، والنظام غير معصوم عن الاحتجاجات ضده، وأنه لن يرقى لطريقة القتل أو طريقة التعامل الذي حدث في الثمانينيات مثلاً. فهذا الصف أظهر انتصاره، إن النقاش يحدث منذ شهر، والآن حُسم، وفي منتصف العاصمة دمشق، ويوجد نساء، وصحيح أنها كانت صغيرة (المظاهرة) وحاول النظام قدر الإمكان ألا تظهر، ولكن في النهاية تم تصويرها على الجوال، وهذا المقطع كان كافياً.

أنشأت [حسابي الشخصي على] "فيس بوك" [في الفترة] ما بين 15 و18 آذار/ مارس، في أول صدور صور وفيديوهات من درعا في هذه الفترة، وأعتقد أنه لم يكن هناك حسابان أو ثلاثة (حسابات فيسبوك) في كل المدينة؛ لأن المشكلة أننا كنا نحتاج إلى إنترنت جيد، وأنا أتذكر كيف تعذبت كثيراً (واجهت المصاعب) حتى أنشأت الحساب، وفي النهاية، اتصلت بأخي في السعودية، وقلت له: ابعث لي كلمة السر والاسم؛ لأنني حاولت كثيراً على "ديل آب" وعلى" 2 جي"، ولم أنجح. أتوقع في 16 آذار تماماً أنه أصبح لدي حساب "فيسبوك"، وأصبحت أرى الكثير من الأمور، وأريها للشباب حتى يعرفوا ما يحدث، صحيح أنه عالم افتراضي، ولكن يوجد أسماء شباب وصورهم يعلقون، ويكتبون: يا شعب سورية، انتفضوا. حتى لو كانوا خارج سورية، ولكن هناك شيء يحدث ونحن من أسبوعين ليس لنا خبر به؛ لأنه لا يوجد لدينا إنترنت، وأتوقع أنني في هذه الفترة استطعت أن أرى اعتصام الداخلية، وكيف اعتقلوا في يومها سهير [الأتاسي].

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/14-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

شباط- آذار 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمام

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة