الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولات التنسيق للمظاهرة الأولى في طيبة الإمام

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:38:12

في 18 آذار/ مارس 2011، كان الجميع على شاشات التلفزيون، أنا طوال اليوم لم أخرج من منزلي، وفي هذه الفترة، كنت منذ سنتين لم أقدم البكلوريا (الثالث الثانوي)، و[قررت] في 2011 أن أقدم البكلوريا (الثالث الثانوي) لأنتهي من الشهادة الثانوية، وهي فترة نهاية الفصل الثاني، ويجب أن ننتهي لنبدأ بتلخيص سريع للمنهاج؛ حتى نأخذ استراحة، ونبدأ في حزيران، حيث كان موعد الامتحانات.

الجميع وكل الذين أعرفهم على الأقل على شاشات التلفزيون، كان الانطباع الأكبر أن حماة ستكون بعيدة جداً، على اعتبار أننا فهمنا الحمويين كيف أصبحوا يفكرون عندما حدث الاختلاط، بأننا نحن خُذلنا، وهذه الفكرة ترسخت لديهم بشكل كبير، فنحن خرج شبابنا، ولوكان 300 شاب قد حملوا السلاح، ولكنهم خُذلوا في النهاية، وإذا كان لدى سورية فرصة سانحة لأن تنتفض في وجه حافظ الأسد في فترة اجتياح مدينة حماة، وكان الناس كلهم يعرفون ما يحدث. في الأساس، يقولون لك الحموية: "أولادهم كانوا عساكراً وهم الذين دخلوا، وقتلونا". وكان نقاش الموضوع متشعباً جداً وحساساً جداً في حماة، وأنا أحد الأشخاص الذين كانوا يرون أن حماة ربما هي آخر مدينة تتحرك، وهي جاهزة، وهي أكثر من جاهزة، ولكن على اعتبار أنها أكلت (تعرضت) لأخطار سابقة فيخافون أن يقعوا في خطئهم مرتين، فيشاهدون، وإذا تحرك الشعب سيكونون فيما بعد في المقدمة، وهذا الذي حصل فعلاً فيما بعد.

كان التعويل على العاصمة، لماذا؟ في تلك الفترة، لم تكن لدي خلفية اجتماعية كافية لتحليل الموقف السوري ولا خلفية سياسية ولا تاريخية، ولكن تكوّن لدينا انطباع بأن الاحتجاجات التي تُسقط النظام تكون في العاصمة، كما حصل في ميدان التحرير وما قبلها في تونس، وجاء أول تحرك أساساً في العاصمة، ولكن العدد كان قليلاً لدرجة أن الناس أُحبِطوا قليلاً، وفي نفس الوقت التعامل الأمني لم يصبح كما كنا متخيلين بمعنى أنهم لم يعدموا ميدانياً كما كنا متوقعين أن يحدث، وربما يكون[رأس] النظام متغيراً عن والده (نظام بشار مختلف عن نظام حافظ) واحتمالية التحرك أصبحت فعلاً واردة، أنهم لن يعدمونا ميدانياً، ولن يقصفونا كما حدث في الثمانينيات، وهذه التجاذبات كانت حاضرة، وعندما تحركت درعا وظهرت مقاطع الفيديو كان أغلب الناس يتابعون على "الجزيرة"، وأنا كنت أتابع على "العربية" و"فرانس 24"، كانوا يخصصون وقتاً أكبر، و"فرانس 24" كانت تتكلم بلغة أقوى ضد النظام.

هنا بدأت تظهر مقاطع درعا، وكان اعتمادنا على التلفزيون، وهو يركز على المدن الكبيرة والأحداث الكبيرة، وربما المعدون في غرفة أخبار التلفزيون أنفسهم لم يكن قد وصلهم خبر ما حدث في بانياس، كان هذا كله بعد عدة أشهر حتى فهمت، وهنا أصبح لدي تصور أكبر عن وضع الساحل، وكيف أن هناك تداخلاً سنياً علوياً كبيراً، وكيف أن خروج بانياس كان شجاعاً جداً، وربما كانت من أشجع المناطق التي خرجت والتي شاهدت دموية مفرطة لاحقاً.

هنا بدأ التنظيم للمجموعات الشبابية في مدينتي بحكم المعرفة والقرابة والأشخاص المشتركين بين عدة مجموعات، فأنا كنت مشتركاً في 5 مجموعات على ما أذكر، وكان صديقي أكثر [مني]، بمعنى: ماذا نفعل؟ ومن أين سنبدأ؟ هل نبدأ بكتابات كما حدث في درعا؟ ونُشعر الناس قليلاً أن هناك أشخاصاً يعملون، وعليكم تجهيز أنفسكم، أم نتبع النمط المعتاد، ونخرج يوم الجمعة من مسجد واحد؟ أريد أن أذكر شيئاً كان مسرعاً جداً لنأخذ خطوة بداية التنظيم، وهي أن نبدأ بالتنظيم، وهي خطوة هائلة جداً في تلك الفترة، وكانت جهداً فردياً من شخص (صديقي المقرب) وأتشرف به جداً، وهو شعبان خطاب ابن الشهيد المهندس أحمد خطاب، كان يدرس الطب في اللاذقية، وجاء لعندي. وصار هناك نوع من الاعتصام ولوكان لمدة ساعتين في الصليبة، في هذه الفترة، جاء شعبان، وقال لي: أريد أن أراك إن جئت من اللاذقية. والتقيت به، وقال لي: يا أبا عروة، بدأت المظاهرات تخرج في سورية. فقلت له: أين في سورية؟ وقلت له: نعم، حصل شيء في درعا، وحتى الآن لم تصلنا كامل الصورة، ولا أعرف ماهي نسبة الحراك، والكل خائف أن يأكلها (يُواجهوا بالعنف) مثل حماة، وتنتهي... فقال لي: من أجل ذلك أنا جئت، فاللاذقية تحركت، ويوجد الكثير من المدن في اللاذقية وبانياس تحركت أيضاً، ونحن في اللاذقية كنا معتصمين، وجاء الأمن، وقال لي إنه في يومها: جاء الممثل المتوفى نضال سيجري، وحاول أن يتكلم معهم بطريقة سلسة جداً، وقال لهم: أنا أعدكم بأن أي شيء تتكلمون به حرفياً سأوصله للمحافظ، والمحافظ سيوصله إلى رئيس الجمهورية. وقال لي: حدثت الكثير من التفاصيل، وكان متحمساً إلى درجة رهيبة، وشعبان خطاب الذي كان جده شعبان خطاب ضابطاً في البحرية، وكان أحد 15 شخصاً كانوا ينظمون لانقلاب عسكري على مستوى كبير، وفشل، وباختراق أمني من النظام استطاع أخذهم جميعاً من الغرفة التي كانوا مجتمعين فيها في الجلسة الأخيرة التي سبقت الانقلاب، وكان والده أحمد خطاب دائماً تحت المجهر، وحتى شعبان رغم صغر سنه كان تحت المجهر من قبل مخبري النظام، وكان واضحاً النفس المعارض لشعبان. متى أصبحنا نعرف -من جيلنا- من عنده نفس معارض للنظام ومن ليس لديه؟ في حرب عام 2006 في لبنان، وموضوع حزب الله وانتشار رايات وصور حسن نصر الله بشكل هائل فتحت نقاشاً بأن هناك مسرحية تحدث. وطبعاً، هنا تشعّب النقاش، وأخذ منحاه الأيديولوجي (سني وشيعي) وأن هؤلاء شيعة تابعون لإيران، وأن إيران[طوال] حياتها لم تفعل شيئاً لصالح السنة، وكانت هذه النقاشات موجودة أكثر من أن تكون نقاشاً سياسياً أو نقاش مصالح شعوب، فهل من الصحيح أن يشن أحد حرباً على إسرائيل؟ وماهو موقفنا إذا شن أحد حرباً؟ وهل نذهب كما ذهبنا إلى العراق أم لا؟ وفي هذه الفترة مثلاً أنا عرفت 4 من أصدقائي على رأسهم شعبان خطاب، عرفت أنه معارض لدرجة أنه لن تنطلي عليه مسرحيات قد تصل لمرحلة شن حرب على إسرائيل، فهذا الرجل قراره ثابت ومتماسك ضد النظام، فهذه خلفية شعبان الاجتماعية التي وصلته من جده وأبيه، وجده حتى الآن -وأنا من فترة سألت- لديه أراض كثيرة، وكانوا مستعدين أن يدفعوا 25 مليون ليرة سورية عندما أصبحت هناك فرصة للسؤال عن معتقل قديم في الثورة، وأصبحت أكبر من قبل؛ لأنهم قبل ذلك حاولوا، ولكن كان ينتهي الموضوع عند أكبر الضباط [قائلاً]: لا تعرض عليّ نقوداً، ولا تذكر اسمه. وهؤلاء أشخاص كانت فعلاً معلوماتهم صفراً على الإطلاق، وفي الثورة، وصلوا لمرحلة أن يدفعوا 25 مليوناً فقط ليعرفوا أنه عايش(حيّ) وأين[مكانه] أم أنه ميت، ولم يستطيعوا أيضاً أن يأخذوا معلومة.

نرجع إلى موضوع شعبان حيث قال لي: إني جئت إليك أول شخص، كنا داخلين في النقاشات ومنتهين وأنت أكثر شخص أثق به، ماذا نفعل؟ فقلت له: أنت غائب منذ نصف شهر. وكل هذه الفترة كانت هناك نقاشات، وأنا استطعت أن أصنف 15 شخصاً بثقة و50 بثقة أقل، ولكن هؤلاء الخمسة عشر مستعدون فعلاً إذا حدث شيء أن يكونوا هم شرارته. وقال لي: وأنا سأرى. وفعلاً، شعبان على مدار يومين، أنا رأيته بالصدفة؛ لأنني أقف في الشارع، ربما رأيته 30 مرة على الموتور (الدراجة النارية)، كان يذهب، ويأتي، واتصل بي، وقال لي: رأيت فلاناً وفلاناً. ومعه ورقة وقلماً ويسجل الأسماء، ونحن لدينا في طيبة الإمام عائلتان كبيرتان، وهي عائلة خطاب، ووالدتي من عائلة خطاب، وشعبان صديقي من عائلة خطاب، ويوجد عائلة خليل، وكان هناك في "الإخوان" عدة أشخاص اعتقلوا من بيت خطاب، إما لانتمائهم فعلاً أو جزافاً وبينهم ضباط كانوا متطوعين في الجيش، بينما عائلة خليل، أنا منذ صغري أعرف أن عائلة خليل هم جماعة النظام، ويأخذون المناصب، وقسم كبير منهم يكتبون تقارير، وفي الثورة، ظهر موضوع أكبر من ذلك بكثير بالنسبة لعائلة خليل، وكان فعلاً يبدو أن لهم أهمية كبيرة جداً عند النظام، واعتمد شعبان كثيراً على أولاد عمه؛ لأنهم عائلة كبيرة وشبابها كثيرون، والعائلة نفسها أفرادها كثيرون، يعني معظم عائلات بيت خطاب [فيها] 7 أو 8 أو 9 شباب، وقال لي: جمعنا 200 اسم. وأنا أعطيته الأسماء التي لدي، ورأيتهم، وقالوا لي: جاهزون. وقلت له: الشباب جاهزون وهذه أسماؤهم.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في طيبة الإمام جمعة الإصرار 

كود الشهادة

SMI/OH/14-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أذار ونيسان 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمام

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة