تطور الحراك في طيبة الإمام وبدء التنسيق على مستوى محافظة حماة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:22:00
الجمعة التي بعدها، زادت الإشاعات جداً بأن الأمن سيكون موجوداً، واتفقنا على تغيير الجامع، أو إذا كان هناك أمن ننتظر حتى يذهبوا، ونشعرهم بأنه لا يوجد مظاهرة، وبعد أن يذهبوا؛ لأنه كان في النهاية ليس من الضروري أن نخرج بعد انتهاء صلاة الجمعة، والمهم أن نسجل، حتى لو خرجنا في الليل ولو كانت مسائية ونحن ملثمون، المهم أن يوم الجمعة مقدس وباقي الأيام نرى حسب الوضع. الذي حدث أن جامع الهدى أُغلاق تماماً، فالناس ذهبوا للصلاة، وكُتب: مغلق للصيانة. والجميع فهم الأمر، ولم يحاول أحد أن يفتح باباً أو يناقش، وإنما ذهبوا، وصلوا في جوامع أخرى، وخرجت المظاهرة، بعد أن خرج الناس من الجوامع تجمعوا في الساحة، وفي هذا اليوم في 29 نيسان/ أبريل (جمعة الغضب)، وهي الجمعة الثانية لنا في طيبة الإمام، خرجت في صوران مظاهرة، و هناك محاولة فشلت في حلفايا، وفي صوران، خرج تقريباً 200 شاب، وتعرضوا للتهديد بالسلاح من شبيحة صوران، فجاؤوا إلينا بعد أن انتهت المظاهرة، وبيننا مسافة 2 كم تقريباً. وصلوا، ولكن نحن كنا قد انتهينا من المظاهرة، كما ذكرت لك: يسبقها حالة خوف، فالشباب يهمهم تسجيل فيديو، وأن نؤكد أننا لم نخف من إشاعتكم، ونحن فهمنا أنها إشاعة. وفي الجمعة الثالثة (جمعة التحدي، 6 أيار/ مايو 2011، جاء شباب صوران من بدايتها، ولم يخرجوا من صوران، وجاؤوا إلينا فوراً، كان حشداً جداً كبيراً، جاء شباب من معردس وشباب صوران؛ لأنهم كانوا مخنوقين (منزعجين) ب لحظة دخولهم قوس النصر في طيبة الإمام، وتوجد صورة لحافظ الأسد على اليمين وبشار على اليسار فمزقوها فوراً وصورة (الأسد فوق) فرقة الحزب مزقوها فوراً، وتوجد صور على الشارع الرئيسي على أعمدة الكهرباء، شباب طيبة الإمام مزقوا الصور أيضاً، في المظاهرة الأولى، لم يُهتف بإسقاط النظام، وتمت توصية الجميع: يا شباب، نحن نريد أن نحشد، والناس تخاف إذا كان الصوت مرتفعاً أكثر من: "بالروح بالدم.. نفديك يا درعا"، أو "الشعب يريد إصلاحاً سياسياً"، ولكن [فيما يخص شعار] إسقاط النظام دعونا ننتظر قليلاً، وربما حدث هذا بنسبة 90 بالمئة من المناطق في المظاهرة الأولى، وفي المظاهرة الثانية، نودي بإسقاط النظام، وفي المظاهرة الثالثة، كان الموضوع محسوماً يعني مُزقت الصور، وفي الجمعة التي بعدها، في كفرزيتا ومورك ومعردس وحلفايا وقمحانة، رغم أنه يوجد نسبة شبيحة أكبر من باقي الريف نسبياً، والذين اسمهم[فوج] الطراميح الآن، ويتبعون إلى قوات النمر، خرجت [مظاهرات]، وخلال شهر أيار/ مايو، كان الريف تقريباً والمدن الكبيرة جميعها قد خرجت في المظاهرات.
هناك ابن عمي الدكتور أسامة، كان مسؤولاً عن أول مستشفى ميداني في 2012، كان معنا في المظاهرة الثانية، كان في الأولى في حلب أو حمص، وهو ليس خطاطاً، ولم يقم بدورة خط، ولكن لديه موهبة كبيرة جداً، ولم يشارك في دورة، ولكن خطه منذ زمن جميل جداً، وأحضر كتباً بسيطة لتعليم أنواع الخطوط، وكان مسؤولاً عن كتابة اللافتات عندنا. والموضوع الثاني: عندما أصبح عدد المظاهرة في طيبة الإمام في شهر حزيران/ يونيو يصل لأكثر من 3000 شخصاً، وكانت -فعلاً- المقاطع كثيرة، وتُظهر عدداً كبيراً، ويوجد لدينا مجموعة شباب، أحدهم عاصم خطاب كان طالب سنة خامسة هندسة معمارية، وكانت لديه لمسة فنية واضحة، وهنا بدأ الناس -وإذا تعود إلى "يوتيوب ترى"-في الجمع كالتالي: الساحة الرئيسية هنا والشارع الرئيسي هنا، والناس يصطفون في الشارع الرئيسي، وتنتهي في الساحة، يعني نهاية المظاهرة، وفي مقدمة الساحة، يوجد بافلات (أجهزة الصوت) ونحن نأخذ راحتنا؛ لأنه لا يوجد أمن، يعني أجهزة صوت مجهزة وتحتها يُكتب الكثير من اللافتات الكبيرة وتحتها على الشارع يُرسم غرافيتي(رسومات على الجدران)، فتقريباً، على مدار 20 جمعة، كان كل يوم جمعة يوجد "غرافيتي" معين باللغة الإنجليزية أو العربية، و"غرافيتي" يُوصل رسالة، والشباب يعملون على هذا الأمر من الصباح حتى صلاة الجمعة فيكون جاهزاً، والتصوير يكون من الأعلى، فتقريباً 90 بالمائة من جمع طيبة الإمام هكذا كان تصويرها، من بناء في الطابق الثالث يتم تصوير المظاهرة بهذا الشكل من أولها حتى آخرها، وفي أسفل المصور يوجد أجهزة الصوت و"الغرافيتي" والقاشوش، وكنا نضع طبلين كنوع من الحماس للمظاهرات، والقاشوش الذي لدينا هو مهند حاج علي وشاب آخر نسيت اسمه، إما هما أو مع أصدقائهما ألفوا تقريباً 4 أغان، كانت رائعة جداً، وأكثر أغنية اشتهرت والتي بقينا نهتف بها حتى آخر وقت قبل أن يقتحم الجيش مدينة طيبة الإمام هي أغنية: "لا تبكي يا يامو". كانت مدتها 5 دقائق تقريباً، كانت أغنية جميلة جداً.
في حماة في شهر أيار/ مايو، كانت بعد الجمعة العظيمة بمظاهرتين، لم يكن في ساحة العاصي سوى أن الناس تنزل من الجوامع، وتلتقي في ساحة العاصي، وتنتهي بشكل سريع، والازدياد كان مضطرداً جداً جداً في حماة، في شهر حزيران/ يونيو، ظهرت المليونية، وقسم كبير من الريف الحموي، التعامل الأمني في حماة في بداية المظاهرة وفي بداية الثورة -في الأرياف أو في المدينة- لم يكن دموياً لأقصى حد، مثلاً: في مجزرة "جمعة أطفال الحرية" في حماة، عندما أطلق الأمن النار على المظاهرة. وربما استشهد 4 أو 6 شباب، وأصيب 20 تقريباً، كان هذا الأمر أكثر شيء حدث في حماة مع أن الأمن كان ملاحظاً أن هناك ازدياداً طردياً كبيراً في أعداد المتظاهرين في نقاط التظاهر، وأصبحت مثلاً: في طيبة الإمام تخرج مظاهرتان كبيرتان، وفي حلفايا مظاهرتان، ولو أنهم يجتمعون بعد ساعة في الساحة الرئيسية، فأصبح الناس يهربون قليلاً من القبضة الحديدية التي كانت موجودة، وأصبح الريف ينزل في شهر حزيران/ يونيو وفي شهر تموز/ يوليو تحديداً كانت المظاهرات في أوجها، وفي شهر تموز/ يوليو أساساً، لم يبق مخافر في مدينة حماة، والشباب الذين كانوا مسلحين في كل مدينة حماه كان عددهم 20أو 30 شخصاً، أوصلوا رسالة مباشرة للمخافر: أنه ليس لدينا شيء عندكم، فأنتم مخفر وسواء كنتم مخفر مرور أو شرطة أو جنائية، و في جمعة "أطفال الحرية"، هناك عناصر من الأمن الجنائي ضربوا علينا، والواضح في الفيديو... يوجد فيديو بيوم جمعة "أطفال الحرية" حيث يوجد أمن مدني و جنائية يلبسون قميصاً أبيض وبنطالاً فضياً، رشقوا الناس، فنحن لا نريد أحداً هنا في حماه، ونحن لسنا مستعدين أن ننزل بمليونية ، وإذا خرجت بندقية واحدة، وضربت علينا فستقتل 100 شخص. وفعلاً، خلال أسبوعين، الأفرع الأمنية أصبحت فارغة، والمحافظ بقي موجوداً حتى آخر شهر تموز/ يوليو ، حتى إن المحافظ [الدكتور أحمد عبد العزيز]كان يخرج، ويتفرج، كان قصر المحافظ في ساحة العاصي، وبشهادة أغلب الذين أعرفهم في حماة كان شخصاً جيداً جداً، وكان له دور كبير بألا يحدث هذا الاحتداد الرهيب؛ لأنه سيؤدي إلى الانفجار، فلا تدعوها تنفجر هذا الانفجار، ودعوها تعبّر بطريقة أو بأخرى ولو بمظاهرات. وأصبح الريف الحموي ينزل؛ لأنه لم يبق على المداخل حواجز، وفي قلب المدينة، كان الناس في سياراتهم يسمعون أغاني القاشوش، فكانت حماة في شهر تموز/ يوليو 2011 محررة بالكامل، بعُرف التحرير الذي ظهر في الثورة السورية لاحقاً، هي محررة في ذلك الوقت بالكامل. كان هناك تخوف من أن يخرج ابن المدينة إلى الريف الغربي؛ لأن الريف الغربي لحماة العلوي كان مستنفراً جداً، رأيت مقطع فيديو صوره شاب من سيارته، لم ينتشر، ولكنني شاهدته، في تل سكين، الحاجز عليه 50 شاباً، عند مدخل تل سكين 50 شاباً ببنادقهم، وهي بجانب حماه وعددهم لا يزيد عن 7000 نسمة، يعني قرية صغيرة، وأصبحت المشاركة في كل القرى والمدن في الريف الشمالي امتداداً لريف إدلب الجنوبي، وأصبح في شهر تموز/ يوليو في حماة شيء هو أننا ندعو بعضنا، فاليوم نحن ذاهبون إلى أهل صوران، فنخرج من الجوامع، ونهتف في الجامع، ونركب سياراتنا، ونذهب إلى صوران أو حلفايا، وبعدها أصبح هناك شيء اسمه مظاهرة مركزية، توجد اليوم المظاهرة المركزية في الريف الحموي الشمالي مثلاً: في كفر زيتا، فكنت ترى مظاهرة في كفر زيتا عددها يصل إلى 8000 أو 9000 ، وهو عدد كبير جداً، فإذا اصطفوا في الشارع -وأذكر أن هناك مقطعاً في كفر زيتا- لم يكن ذلك يظهر؛ لأن الشارع يلتف، وفي منتصف العدد، يلتف الشارع. فهذه المظاهرات المركزية كانت جميلة جداً، حيث خلقت رابطاً اجتماعياً فنحن بالإضافة إلى أننا أولاد منطقة واحدة، وبالإضافة إلى أن قسماً كبيراً منا يعرف بعضه أساساً قبل الثورة فإننا الآن أولاد هذه القضية، وما يحدث لك سيحدث لي، ومن هنا أساساً بدأ التعارف أكبر للتنسيقيات البدائية التي ظهرت في المدن لتلتقي أكثر وجهاً لوجه، وتكون هناك جلسات لتحديد ما سنفعله فيما بعد، أو نضع سيناريوهات لما سيحدث في المنطقة من أجل أن نتعامل معها، إما للمظاهرات أو في حال قرر النظام أن يضرب ضربته.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في طيبة الإمامكود الشهادة
SMI/OH/14-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار- حزيران- تموز 2011
updatedAt
2024/06/18
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمامشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية