الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اللحظات الأولى لمظاهرة "الجمعة العظيمة" في طيبة الإمام

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:11:12

في 15 نيسان/ أبريل 2011، قررنا الخروج في هذه الجمعة (جمعة الإصرار)، والذي حصل أن الكبار من عائلة خطاب عرفوا أن قسماً كبيراً أو تقريبًا نصف الأسماء المسجلة هي لشباب من عائلة خطاب، وحدث قبل صلاة الجمعة بساعتين صباحاً اجتماع بمضافة عائلة خطاب، وعلت الأصوات جداً بين صف الشباب والشيوخ [وقالوا لهم]: لا، لن تخرجوا جميعكم. وحتى إنه كانت هناك أصوات من كبارية (وجهاء) عائلة خطاب يقولون: لا تخرجوا أبداً؛ لأننا عائلة تحت المجهر (مراقبون) وعائلة خليل ينتظرون أي لحظة حتى يقضوا علينا. وهذه التوازنات العائلية في الريف الجميع يعرفها، وأذكر في تلك الفترة أن شعبان صديقي رفع صوته على عمه الكبير، وقال له: الخائف لا يخرج، لا أحد يجبره. ووالده أحمد -تقبله الله استشهد في مظاهرة- صفع شعبان على وجهه، وانتهى الموضوع بعد أن احتد النقاش لهذه الدرجة على تهدئة الشباب، والنسبة الكبيرة التي ستخرج معنا في أول المظاهرة من شباب عائلة خطاب حدثت معهم مشكلة، فلا مانع أن نؤجل. بينما كان هناك قسم من الشباب اتصلت بهم عبر الهاتف لأخبرهم بالتأجيل، وأخي محمد الفاتح في السعودية كان يتابع معي أدق التفاصيل، حتى إذا ظهرت صور أو شيء فهو يستطيع أن يوصلها، قلت له: سيحدث تأجيل. وأذكر أنه في وقتها اختنق كثيراً(انزعج)، وقال لي: إن الموضوع لا يحتمل التأجيل أسبوعاً، وإذا أجلتم لا تنتظروا حتى الجمعة القادمة، انتظروا يومين فقط، واخرجوا، ولكن يجب أن يبدأ التحرك في كل مكان، ويجب ألا يستفرد النظام بمنطقتين أو حتى 100 منطقة؛ لأنه يستطيع مواجهتها. واتخذنا قرار التأجيل، وفي يوم 22 نيسان/ أبريل، "الجمعة العظيمة"، كان الكل جاهزاً، واتفقنا من جامع الهدى تقريباً من أكبر جوامع المدينة، واتفقنا بعد أن ينهي الإمام الصلاة بالتسليم نبدأ بالصراخ فوراً: "بالروح بالدم ..نفديك يا درعا" والمسجلون في الاسم كانوا 220 شخصاً تقريباً، وهو عدد رأيناه ممتازاً جداً، وإذا لم يحضر 50 شخصاً منهم أو خافوا في لحظة الهتاف، فإن 150 أيضاً [هو عدد] جيد جداً. طبعاً، هذا الذي جمعناه، وربما يخرج 1000 من الموجودين في الجامع، لأن الناس ينتظرون أحداً ليعطي شرارة.

أنا كنت في منتصف الجامع تماماً تحت القبة، يوجد منطقة في الجامع تعطيك هالة لأن الضوء يأتي من كل القبة، وجاء صديقي، وجلس بجانبي ليخرج معي، وهو صديق الطفولة وجاري (عقبة)، وقال لي: تركت الدنيا كلها (كل الأماكن) في الجامع وجلست هنا، دعنا نذهب، ونقف وراء إحدى الركائز؛ لأننا من الناس الذين سيهتفون. يعني لن يهتف 150 شخصاً معاً، ولكن سيهتف بعض الشباب ثم الجميع، وبعد ذلك في الهتاف الثاني، يجب على الـ 220 شاباً أن يهتفوا جميعاً. فقلت له: لا داعي لذلك، سيتم التعرف علينا قطعاً، وكنا مستعدين، وكنا نلبس الجلابية في الضيعة دائماً، وليس فقط في صلاة الجمعة، فأنا كنت قد وضعت شماغاً على خصري لأسحبه من خصري قبل أن أهتف، وأتلثم خلال ثانية، وأهتف، وأصبحت أنظر أين كان الشباب منتشرين، كان انتشاراً ممتازاً، وفعلاً، أغلب الأسماء كانت موجودة، والجامع كبير، وبينما كنت أتجول رأيت الشيخ نبهان، وهو أول شخص مسؤول عن أول مجموعة مسلحة في الضيعة من الثوار، وهو معروف بنفسه السلفي، كان يقف على باب الجامع مع أنه كان هناك مكان ليجلس فيه أثناء الخطبة، ونبهان من الأسماء الموجودة؛ لأن شعبان كان يحفظ القرآن بمعهد، وكان الشيخ نبهان وهو أكبر منا بعدة سنوات (بـ 3 أو 4 سنوات)، كان أيضاً من الأشخاص المسجلين في معهد تحفيظ القرآن، وشعبان أخبر الشيخ نبهان، وأنا رأيته شخصاً مستعداً، ولا أعرف لماذا أيقنت أنه الشخص الأول الذي سيهتف، وهذا الذي حدث فعلاً بعد أن سلّم الإمام، فهتف نبهان فوراً بدون حتى أن يتلثم: "بالروح بالدم.. نفديك يادرعا". وعندما نظرت إلى نبهان كان يحاول وضع الشماغ على وجهه، ويبدو أنه لم يتمالك نفسه، وهتف بدون أن يتلثم، وكان واقفاً، استطاع بعد السلام أن يقف أو أنه أثناء وقوفه هتف، فتشعر عندما يقول الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله. وهي عبارة عن ثانيتين وتحس بأنها عمرك، والباقي جزء بسيط جداً، وأنا أذكر نبض قلبي إلى أين وصل، وأنا في هذه اللحظة سأتخذ قراراً إما أنا أو الأسد في هذا البلد، يعني إما أنني سأمشي حتى النهاية، وأتعامل مع كل شيء يُفرض عليّ، أو أموت بنسبة كبيرة جداً، وربما خلال أيام، أو أعتقل، وأصبح مثل هؤلاء الأشخاص الذين سمعنا قصصهم في الثمانينيات، وأن حياتي من هذه الثانية، من اللحظة التي سيقول فيها الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله لن تكون نفسها أبداً، وإنما على العكس سأبدأ حياة صعبة جداً، وهذه هي اللحظة التي عاشها كل الشباب الذين خرجوا في البداية. هتفت من دون لثام، ولم أتمالك نفسي، وفي الجامع، هتفنا أكثر من 5 دقائق، ونحن كما ذكرت لك ليس لدينا مخفر في المدينة، وهذا الأمر ساعد على أن تخرج مظاهرة، وتستمر لفترة طويلة، بينما مثلاً: مدينة صوران التي بجانبنا هي ناحية فيها مفرزتان (أمن سياسي وأمن عسكري)، ويوجد فيها مخفر، مظاهرتهم الأولى لم تطل مثل مظاهرتنا.

كان في "سلمية "فقط، كانت في "سلمية" وأول مظاهرة في حماة كانت في الجمعة التي قبلنا يعني في الجمعة السابقة (جمعة الاصرار، 15 نيسان/ أبريل 2011) لخروجنا في الجمعة العظيمة، كانت مدينة سلمية قد خرجت ومدينة حماة أيضاً خرجت، وفي مدينة حماة، خرجوا من جامع أو جامعين، وربما كانوا حوالي 30 أو 40 شخصاً، وأذكر أنني رأيت فيديو من فيديوهات حماة، ولكن في "سلمية" أعرف أنهم خرجوا فقط، طبعاً، سلمية كانت من المناطق المتوقع أنها ستتحرك بحكم وجود نسبة ثقافة عالية، ويوجد توجه يساري ظاهر وقادر على أن يحرك الشارع.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

مظاهرات الجمعة العظيمةالحراك السلمي في طيبة الإمام

كود الشهادة

SMI/OH/14-07/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمام

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة