الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إدخال المساعدات إلى مدينة حماة خلال اقتحامها في رمضان 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:43:13

في اليوم الثاني (2 رمضان- آب/ أغسطس 2011)، كان الجيش لم يدخل بعد إلى ساحة العاصي في 2 رمضان، وأصبح يدخل أكثر لعمق المدينة من الأطراف، وكانت أعداداً هائلة من الجيش، والشبيحة من الريف الغربي حسب كلام شباب المدينة لم يبق شاب من الشباب العلويين بريف حماة الغربي إلا وأتى، وكان هناك حقد رهيب، فالعساكر (المجندون) كان قسم كبير منهم مؤيدًا للثورة، وينتظر لحظة انشقاق، وهم أنقذوا الكثير من الأشخاص المطلوبين، وهم فعلاً شاهدوا اسمه على لوائح، والعساكر يدخلون فرقاً (100 عسكري)، ويمشطون كتلة سكنية ومعهم الأسماء، ويفتشون، ويرون أشخاصاً، ويقولون لهم: اذهبوا، واختبئوا في القسم الذي تم تفتيشه حتى لا يراكم الذين بعدنا، وأنقذوا المئات، ولكن كان يوجد تعامل قذر جداً من الشباب الذين يلبسون المدني ومعهم بنادق، ويُعرفون بالشبيحة، هل هم من الريف الغربي فقط أم يأتون من طرطوس واللاذقية؟ لا نعرف، ولكنهم علويون، وهذه كان بداية الشحن الطائفي في مدينة حماة الذي وصل إلى خط عدم رجوع على الإطلاق حسب قناعتي. 

في اليوم التالي، بدأ الجيش يدخل بشكل أكبر إلى داخل المدينة، وفي 4 رمضان، نزح من نزح، والجيش في 3 رمضان توقف، يعني هم كانوا 24 ساعة يدخلون لتمشيط كامل مدينة حماة، حتى يصلوا إلى منتصفها في ساحة العاصي، في 3 رمضان، أخذوا استراحة، واستطاع الناس التواصل مع بعضهم "بالثريا" وغيره، والناس الذين في داخل حماة يقولون للذين خرجوا ابعثوا لنا خضاراً وماء؛ لأنه لا توجد كهرباء أو اتصالات أو ماء، فحتى المياه قطعها النظام (مياه الشرب). وعادت حالة الاستنفار من أجل جمع تبرعات ونقود؛ حتى يتم شراء الخضار من سوق الهال، والناس الذين لديهم رز أو سمنة أو سكر في الشوالات، ويوجد أشخاص تجار جملة، وأشخاص من بيوتهم، الكل بدأ يجمع في منتصف الساحة، كان في يومها علم الثورة موجوداً، ويوضع عليه النقود، والذي لديه أغراض يضعها هنا؛ حتى تأتي الشاحنات، ويتم تحميلها. وفي 4 رمضان، ركبت سيارة، وذهب معي شاب حموي وصديقي حسام جواش، وهو صديق المدرسة والطفولة، واستشهد في إحدى معارك تحرير طيبة الإمام، كان يدرس معي هندسة عمارة في مدينة حلب، وملأنا السيارة بالخضار، وذهبنا، وكانت الخطة كالتالي: تذهب السيارات بمرافقة من الشباب المسلحين لأطراف مدينة حماة بجانب دوار السباهي، في المدخل الشمالي لحماة، يوجد شيء اسمه مزارع الظاهرية، هي ما بين قمحانة وحماة، وهنا لا ينتشر الجيش، وهي مزارع يوجد فيها بعض البيوت، ومن هنا سندخل إلى حماة. والسيارات تدخل، ما بين الظاهرية وأول سكن حماة يوجد المحلق عندما نقطعه لا يوجد جيش على اليمين واليسار [ولكنهم]بعيدون قليلاً 1كم أو 2كم، يعني عند دوار سباهي توجد دبابة، وبعدها نقطع من الظاهرية على اليمين باتجاه الغرب، بعد 2 كم يوجد دبابة، فتستطيع أن تعبر (تنجو بنفسك)، وذهبت الكثير من الشاحنات (تقريباً 100 أو 200)، يخرجون من حلفايا ومعردس وصوران وحماه وكفرزيتا والطيبة واللطامنة، وجميعهم يمشون بهذا الخط طيبة الإمام قمحانة الظاهرية، يدخل إلى حماة ويوزع، فأنا ذهبت في أواخر السيارات التي حملت. في الظهر، كان الطقس حاراً جداً، ووصلنا إلى الظاهرية، وقال لنا الشباب: إن السيارة التي دخلت قبلكم ضربوا عليها قذيفة، ولكنهم لم يصيبوها. فالدبابة الآن فهمت...، والجيش عرف أنه يوجد طريق، وأنه يوجد أحد يدخل ويخرج، ولا يعرفون ما هو: هل هم أشخاص يدخلون أم أشخاص يهربون؟ وقالوا: يجب أن تسرعوا. وفعلاً، أنا أسرعت جداً بالسيارة، حتى أعتقد أنه وقع كيس خضار كبير، ودخلنا، وأصبحنا داخل المدينة، وهنا المنطقة اسمها طريق حلب، والذي حدث أن أغلب الناس تدخل طريق حلب لغربي المشتل، وتوزع، لا تعرف في الداخل إذا كان هناك أمن أم لا أو يوجد جيش أم لا، رغم أننا في الأطراف، ولكن النظام لم يدخل عليها، يوجد مدنيون فقط، يعني هذه المدينة، المدخل الشمالي فقط حتى أطرافه لم يدخل عليها النظام، ولكن الأطراف الثانية جميعها دخلها يوماً بعد يوم، فحتى غربي المشتل لا يعرف ما هو الوضع، ونحن عندما دخلنا في طريق الباب قالوا لنا: لا تُنزلوا أي شيء هنا، ادخلوا إلى الداخل. كل الناس أنزلوا لدينا، وأصبح لدينا الكثير من الخضار، والناس بحالة لا يعرفون إلى متى سيبقى هذا الحصار على مدينة حماة، والناس تعرضوا لصدمة كبيرة في الثمانينيات، وأنا الذي أعطاني دفعاً هائلاً في وقتها أن الناس لا تخزن لها، وهذه الأنانية غير موجودة أبداً، يعني أنا أول شخص...، كان الناس جالسين يملؤون دلاء الماء، ويرشقونه بسبب الحر الشديد، هناك تقريباً 20 تجمعاً لشباب جالسين في الحارة، وجميعهم يقول: هل يلزمكم شيء؟ والكل يقول: لا، لدينا الكثير، ادخلوا لغربي المشتل. ومشينا مع الأطراف، ووصلنا لغربي المشتل، والشاب الحموي لديه صديق في غربي المشتل، قلنا له: ماذا ننزل؟ قال: أنزلوا نصف السيارة هنا؛ لأنه يوجد نقص لدينا في الحارة. والشباب أصبحوا ينظمون هذه الأمور من الذين بقوا، ويجب أن نذهب إلى جنوب الملعب، يعني نحن دخلنا من هنا، والتففنا نحو غربي المشتل، وأصبح علينا أن نصل إلى هنا، ولكن قال لي: إن الجميع يصل إلى هنا، ويُنزل بضاعته. وجنوب الملعب لم يصله شيء أبداً، بينما القسم الشرقي مستحيل على أحد أن يدخله؛ لأن النظام أخذه كله تقريباً، وكيف نستطيع أن نصل؟ فقال لي: أنا منذ قليل أتيت، ولا يوجد أي شيء أبداً، امشوا من طريق حديقة الأصدقاء إلى دوار المستشفى الوطني وتصلون خلال 10 دقائق. فقلنا له: حسناً. وأنزلنا بعض الأغراض، وذهبنا أنا وحسام والشاب الحموي، ومشينا باتجاه حديقة الأصدقاء، ويمر الشارع الرئيسي في منتصفها يميناً ويساراً تقريباً 500 عسكري نائمون في الحدائق، الجميع لقم بندقيته، وأمرونا بالوقوف، ووقفنا، ووضعوا بنادقهم على رأسنا، ونزلنا، وفتشوا، وبطحونا على الأرض، وفتشوا السيارة، وقالوا: من أنتم؟ وماذا تفعلون؟ وجاء عسكري، ووضع بندقية في رأسي، وقال: تمشي بهدوء حتى الدوار، وذهبت تقريباً مسافة 1 كم، ووصلت إلى الدوار، الضابط عميد لديه مرجوحة كانت هناك منطقة "فيلات" وكان يتمرجح، كان هناك 50 دبابة و100 باص تقريباً، ويوجد تجمع رهيب للجيش، ووصلنا إلى العميد: من أنتم؟ قلنا للشباب: قولوا له نحن من الظاهرية. قلت له: أنا من الظاهرية، وجلبت الخضار لأولاد عمي هم هنا في جنوب الملعب. ولم يقل شيئاً، علماً بأن السيارة التي نحن دخلنا بها يقال لها في المنطقة: حلفاوية. يعني ليست شاحنة، يعني هي أساساً غير نظامية، والشاب الحموي عندما نزلنا من السيارة لنذهب إلى العميد قال لي: يا رب، ألا يكونوا أمناً عسكرياً. فقلت له: لماذا؟ فقال: لأنني مطلوب من الأمن العسكري، ورأيت اللوائح، ولكن لست مطلوباً لأي فرع آخر. وقال: إن شاء الله يكونون جيشاً فقط، فهم ليس لديهم لوائح. فطلب الهويات والشاب الحموي أعطى هويته، وجاء حسام أخرج الهاتف من جيبه، وقال: نسيت الهوية. وأنا بدأت أصرخ عليه بجانب العميد: كيف تنسى الهوية؟ وقال العميد: كيف تنسى الهوية يا حيوان؟ كيف خرجت من دون هوية؟ ألا تعرف في حماة خربانة الدنيا (الوضع سيئ). فقال: يا سيدي. والله نسيتها. فقال له العميد: أعطني اسمك، وإن شاء الله تكذب (أحذرك ألا تكذب). فقال لي العميد: أين هويتك؟ وعندما مددت يدي كان جزداني كله ليس معي، وأنا كنت أبهدل (أوبخ) صديقي، فقلت له: أعتقد أنه وقع في السيارة. وقال لي: اذهب، وأحضره. وعندما ذهبت لم يأمر أحداً أن يمشي معي، ويوجد عسكري لحق بي، وبعد 10 أمتار، تذكرت أن هاتفي بقي في السيارة، وهو ممتلئ بمقاطع مصورة من جبل الزاوية وشباب ثوار نزورهم معهم بنادق واجتماع التنسيقية ومظاهرات وصورنا في المظاهرات، فأصبح همي أنني نسيت الهوية، واستطعت أن أصل إلى الهاتف، وأكسر الكرت من دون أن يحس، وكسرت الكرت الصغير، ورميته، وارتحت، فوجدت أنني نسيت الجزدان في الساحة، وليس معنا هويات، وأعطيناه الأسماء، ولم يحدث شيء، فقال: إلى أين أنتم ذاهبون؟ قلنا: إلى جنوب الملعب. فقال: تفضلوا. يعني الشاب الحموي لم يعد يستطيع أن يمسك يده؛ لأنه شاهد اسمه من صديقه أو من شخص مخبر لهم في داخل الأمن العسكري، و[قالوا له]: اسمك موجود مع كثير من الأشخاص المطلوبين جداً. وذهبنا، وركبنا في السيارة، ولم نستطع أن نتكلم بحرف، كان الحادث بالنسبة لي من الحوادث التي عشت فيها أكثر خوف في حياتي كلها، وذهبنا إلى جنوب الملعب، ورأيت كيف يركض الناس إلينا، ويقولون: إلى أين جئتم؟ وماذا تفعلون؟ وكيف وصلتم إلى هنا؟ والجيش هنا، فكان الجيش قد وصل قبلنا بربع ساعة، والعساكر الذين كانوا في الحديقة كانوا يرتاحون، وينامون، وأشعلوا مرشات الحديقة، والشاب غربي المشتل كان كلامه صادق أنه لا يوجد أحد هنا، والناس فرحت جداً، وفعلاً، كان في جنوب الملعب حالة جوع واضحة؛ لأنه لا يوجد خضار أبداً، وكانوا يعيشون على الخبز اليابس والأكل المنزلي، يعني أنت في النهاية لا تستطيع أن تأكل كل شيء من المنزل إذا لم يتوفر الخبز خاصة. 

كانت سيارتي مليئة بالخضار، وعندما مررنا بحاجز الجيش تم تفتيش السيارة تفتيشاً سريعاً، ولكن قال لنا: ترجعون من هنا. وهنا بدأ النقاش مع الشاب الحموي، وقال: أنا لا أرجع، دعونا نترك السيارة هنا، ونمشي، ونهرب. فقلت له: كيف ستهرب؟ فرفيقك قال بأنه لا يوجد شيء ووجدنا أشياء، فكيف سيكون الوضع في الداخل؟! وفعلاً، لم يكن لدينا هويات، وهي مشكلة كبيرة، فقلنا: نذهب، ولو أن الضابط كان يريد فعل شيء كان فعله، ووصلنا، وجاء العميد، وقال لنا: أكملوا. وهنا وصلنا إلى طرف قمحانة، وشباب الطيبة جميعهم مستنفرون؛ لأننا تأخرنا جداً، كان الشاب يدخل إلى المدينة نصف ساعة يُنزل الأغراض، ويرجع فوراً، ونحن تأخرنا 3 ساعات؛ لأن الطريق أساساً طويل، و توقفنا ساعة تقريباً. 

في هذه الفترة، كان هناك تلاحم مجتمعي بأرقى صوره وبكل معنى الكلمة، يعني يوجد حاجز قديم بين ابن الريف والمدينة في حماة أكثر من غيره في كل سورية، مثلاً: الحمويون عندما تربوا على أنه يوجد حاجز بينهم وبين أولاد الريف لعدة أسباب؛ فأصبحوا يقولون عنا: فلاحين. هذا فلاح، لا يقول: هذا ابن مدينة كذا. وربما كانت هذه مشيئة رب العالمين أن يحدث هذا الشيء رغم الخسارة الكبيرة التي حدثت والاعتقالات بالآلاف في اجتياح حماة في أول رمضان عام 2011 (اقتُحمت حماة في 31 تموز/ يوليو 2011 - المحرر)، ولكن ظهر الناس فعلاً على حقيقتهم وقت الشدة التي كانت أول تجربة خاضتها حماة مع النظام كمحافظة كاملة غير المدينة التي خاضت الثمانينيات، وبعد هذه الفترة في 7 رمضان وصل الجيش إلى الأوتوستراد عند جسر معردس وصوران، واقتحم صوران في 7 رمضان، ثم اقتحم طيبة الإمام في 8 رمضان، في 7رمضان، كان اقتحام صوران دموياً، فتح الجيش رشاشات الدبابات الثقيلة، ربما ضرب قذيفتين أو 3 ليس كثيراً، وأطلق الرصاص على أشخاص كانوا يهربون في الأراضي، هناك عائلات قالوا إنهم وجدوهم مقتولين بعد أن انتهت الحملة على صوران، وأنهم لم يخرجوا معنا في المظاهرات، وإنما أشخاص عرفوا أن الجيش وصل، ولم يأمنوا جانب الجيش، فهربوا إلى الأراضي، ولكن عندما أتى الجيش أطلق عليهم الرصاص من بعيد.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

اقتحام المدناقتحام مدينة حماة

كود الشهادة

SMI/OH/14-15/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب 2011

updatedAt

2024/07/31

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمام

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة