أنا همام زكي الزعزوع، من مدينة البوكمال من مواليد عام 1972، ولدت في مدينة البوكمال، وأكملت دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوية هناك، ثم درست في المعهد الهندسي، وعدت إلى مدينة البوكمال، وعملت في تجارة مواد البناء منذ ذلك الوقت حتى خروجنا من المدينة، ولم أغير مهنتي، وهي العمل في مواد البناء.

أنتمي إلى أسرة معارضة للنظام، ونشأت في هذا الوسط، وهي أسرة ذات توجه قومي كما كان سابقًا، ثم مع دخول معترك السياسة في الثورة، أخذنا التوجه الذي يخدم أهلنا، وهو التوجه الوطني بانتمائنا إلى سورية.

منذ الساعات الأولى للثورة وحتى قبل الثورة وفي الإرهاصات الأولى للقيام بثورة في سورية، وهي قيام ثورة في باقي البلدان العربية، مثل: تونس ومصر واليمن، كان لنا تطلع إلى قيام ثورة في سورية، فعند انطلاق هذه الشرارة في درعا تحفّز شباب البوكمال، وكنت من أوائل المنضمين إلى هذا الحراك السلمي، وشاركت في أول مظاهرة أقيمت في مدينة البوكمال، وهي في تاريخ 1 نيسان 2011 (جمعة الشهداء)، وانضممت إلى صفوف المتظاهرين حتى احتدام المواجهات بيننا وبين أفرع الأمن والمخابرات في مدينة البوكمال، واعتقلت في الثورة لمدة شهر ونصف، ثم خرجت، وتابعت مسيرتي مع أهل بلدي في هذه الثورة المباركة، وعملت خلال الثورة في الأنشطة المدنية وتنسيق المظاهرات وكذلك المجالس المحلية، وكنت من الذين أسهموا في تأسيس المجلس المحلي لمدينة البوكمال ومجلس المحافظة (مجلس محافظة دير الزور)، وعند دخول الحراك المسلح أو بداية تشكيل فصائل الجيش الحر، كنا من الداعمين لهذه الفصائل بغية حماية المدينة والمدنيين، وكنا نحاول أن تتنظم هذه الأسلحة أو هذا الحراك المسلح، وألا يصبح عبثًا، وكنت أنا ومجموعة من الذين معي مدركين لخطر دخول التنظيمات الراديكالية إلى سورية وعلى رأسها تنظيما داعش والنصرة، وحاولنا قدر المستطاع أن نصدّ هذا التيار الذي سوف يجرفنا ويجرف الثورة، ولكن هذا التيار كان أقوى منا بكثير، فاحتلت مدينتنا بالبداية من جبهة النصرة، ثم سلمت جبهة النصرة هذه المدينة إلى داعش، ولكني لا زلت أؤمن أن هذه الثورة قائمة وباقية حتى زوال هذا النظام وتحرير سورية وبناء سورية الديمقراطية الحرة.