الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مدينة البوكمال تاريخيًا وجغرافيًا وسياسيًا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:33:20

تقع مدينة البوكمال في أقصى شرق سورية، وهي على الحدود العراقية، ولا يفصلها عن مركز مدينة القائم سوى 7 كم. ومدينة البوكمال هي مدينة أُنشئت حديثًا بالمصطلح الحديث كمدينة، وأما قديمًا فكان في المدينة معالم أثرية وتاريخية تعود إلى آلاف السنين، مثل: آثار ماري العمورية، وكان مركزها في البوكمال وآثار الصالحية ومملكة الباغوز التي تعود إلى الملك ياخوس، وهذه الممالك تدلّ على أن هذه المدينة قديمة، والمدينة موجودة منذ الأزل، ولكنها كانت تُدفن أو كانت تتعرض للإبادة ثم تعود بسبب الحروب والنزاعات.

أنشئت مدينة البوكمال في العهد الحديث في أيام الدولة العثمانية في عام 1860، وهي مدينة صغيرة، وتوسعت بشكل سريع، وأصبحت من المدن البارزة في سورية، ومساحتها مع ريفها حوالي 30 ألف كم مربع، وعدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة، وأما عدد سكان المدينة يزيد على 170 ألف نسمة (المدينة وحدها)، ولكنها مع والريف عدد سكانها 400 ألف نسمة.

مدينة البوكمال هي مدينة متجانسة لعدم وجود إثنيات وعرقيات مختلفة، وهي تقريبًا أحادية اللون ومن عشائر سنية عربية، لا تمتاز بالتنوع الكثير، ويوجد فيها بعض العوائل المسيحية ممن استوطنوا في المدينة في فترات متفاوتة، ولكنهم قلة قليلة، وأحادية اللون التي عاشتها المدينة جعلتها مدينة تعيش بسلام لفترة طويلة وبوئام وتوافق ما بين أهلها.

ومرت مدينة البوكمال عبر التاريخ بمنعطفات كثيرة، وطبعًا، أقصد تاريخها الحديث، وأول شيء بارز في مدينة البوكمال هو أنها تحررت قبل العاصمة دمشق من الاحتلال الفرنسي، والبوكمال رُفع فيها العلم عام 1945، ورُفع العلم على الحامية الفرنسية في عام 1945 ، وشهدت البوكمال أول انشقاق بالمصطلح الحديث لضباط من الحامية الفرنسية، وهما الضابطان: صبحي بنود وسليم الأصيل، وانشقا عن الحامية الفرنسية، وتضامنا مع الشعب الذي خرج في مظاهرة يطالب بمعتقلين اعتقلتهم السلطات الفرنسية آنذاك، وساقتهم إلى دير الزور ثم إلى بيروت. فخرج أهالي البوكمال يتظاهرون؛ فانضمت لهم الحامية الفرنسية من أبناء سورية، وليسوا فرنسيين، ولكنهم كانوا يخدمون ضمن الجيش الفرنسي وعلى رأسهم الضابطان صبحي بنود وسليم الأصيل، وقاموا برفع العلم فوق الثكنة الرسمية في المدينة، وأعلنوا أن البوكمال قد استقلت عن حكم فرنسا وحصل هذا في عام 1945.

ثم شهدت البوكمال فترات متغايرة بالميل للسياسات التي كانت تميل لها سورية قاطبة، فعاشت زمن الوحدة، وعاشت زمن الانفصال، وعاشت زمن تسلط حزب البعث، وعاشت زمنًا كان هناك من أبنائها من هم من أبناء السلطة أو من الذين عاصروا الحكم في البوكمال، ثم أدركت البوكمال أو عاشت البوكمال في ظل نظام حافظ الأسد وابنه، فعانت من القمع ما عانت، ومرت مرحلة عام 1982 على البوكمال مرحلة خفيفة لعدم وجود تيارات قوية من "الإخوان المسلمين"، ولكن تأثرت البوكمال بفكر اليسار العراقي، فكان أكثر شباب البوكمال يميلون إلى اليسار العراقي، مما أدى إلى اعتقال المئات منهم وحرمان الكثير منهم من الدراسة بسبب ميوله إلى اليسار العراقي، وذلك لامتدادات عشائرية في المنطقة ولحب أهالي البوكمال للتيار الذي كان موجودًا في العراق، و بغضها لإيران بعض الشيء كذلك، فاستمال أهل المدينة إلى أن يصبحوا تابعين إلى تيار صدام حسين، فاعتُقل العديد من أبناء المدينة، وطُرد الكثير منهم.

ثم مرت البوكمال بمنعطف آخر وهو عند غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عام 1991، عند بدء الحملة العسكرية، خرج أبناء المدينة عن بكرة أبيها ينادون: "بالروح بالدم نفديك يا عراق".

عانت البوكمال من صراع شقي البعث فيما بينهما، فالتحق أكثر شباب البوكمال بالشق العراقي كما نقولها بالعامية: "جماعة صدام حسين". فاستطاع النظام في العراق تجنيد العديد من الشباب بصراحة واستمالتهم لنظام العراق، فأصبح هناك ما يسمى باليمين العراقي في البوكمال، ولوحق الكثير من أبناء العراق (الصحيح: البوكمال) بسبب انتمائهم لهذا اليمين، وأُعدم العديد من أبناء المدينة، واختفى العديد منهم، ولا يزالون مختفين حتى الآن، وضُيّق على أهالي المدينة وخصوصًا الفئة المثقفة، وضُيّق كثيرًا عليهم لانتمائهم لهذا التيار، و النظام وممارساته معروفة، يعني كان إذا انتسب أحد أبناء الأسرة فإن الغضب يحلّ على الأسرة جميعها يعني إخوانه وأبناء عمومته وأبناء أخواله كلهم يعتبرون خونة بنظر النظام، ويُحرمون من إعطاء جواز السفر، ويُحرمون من الدراسة في الجامعات، ويُحرمون من حق التوظيف لوجود شخص واحد ينتمي إلى اليمين العراقي، وهذا الشيء عانت منه المدينة حتى انتهاء فتره صدام حسين (حتى موت صدام حسين)، وانتهت عند موت صدام حسين أو عند القبض على صدام حسين بصراحة ما يسمى باليمين واليسار، وعانت منه المدينة كثيرًا، وعانى منه شباب المدينة.

نحن أدركنا مرحلة الثمانينيات، وكانت سورية تعيش رعب "الإخوان المسلمين" والبوكمال بشكل خاص كانت تعيش رعب "الإخوان المسلمين" ورعب الانتماء لليمين العراقي.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/134-02/

رقم المقطع

02

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الشهادات المرتبطة