الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

البنية العشائرية وجذور العلاقة مع حزب البعث العراقي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:17:21

مدينة البوكمال وريفها: التكوين العشائري في المدينة يختلف عن التكوين العشائري في الريف، وأرياف البوكمال هي أرياف كبيرة جدًا، وأكبر عشيرة موجودة في ريف البوكمال هي عشيرة العقيدات بعدة أفخاذ، ثم تليها عشيرة العبيد، ثم عشيرة المشاهدة، وهذه العشائر موجودة في ريف البوكمال. أما في المدينة فتوجد عوائل عريقة جدًا، وهذه العوائل تعود إلى العشائر، فهي عائلة، ولكنها عشيرة في النهاية، ومشيخة هذه العشائر في المدينة كلها تقريبًا في العراق، وأما مشيخة عشائر الريف فموجودة في الأرياف، يعني مشيخة عشائر العقيدات موجودة في مناطق البوكمال.

عاشت البوكمال متجانسة ما بين الريف والمدينة كبيت واحد، ولم تحدث أي حالات تنازع أو حالات خلاف أو قتال ما بين الريف والمدينة، وحاول النظام في الثورة أن يُدخل هذه الفتنة إلى منطقة البوكمال بشراء بعض الولاءات من بعض من ينسبون أنفسهم إلى العشائر، ولكنه فشل بذلك فشلًا ذريعًا، وعاد التآخي ما بين الريف والمدينة، والحمد لله لا زال ذلك التآخي في حالة النزوح موجودًا ما بين الريف والمدينة.

عاش معظم أهالي البوكمال سابقًا معتمدين على الزراعة والتجارة الخفيفة وبعض المهن الخفيفة، ومن ثم وبعد رحيل الكثير من الشباب إلى دول الخليج أصبحت البوكمال تعتمد نوعًا ما على الحوالات الخارجية من أبنائهم المغتربين في الخليج تحديدًا، يعني يوجد ما لا يقل عن 50% من العمالة والخبرات التي ذهبت إلى الخليج، واستوطنت في الخليج، وأصبح هؤلاء رافدين لأهاليهم في البوكمال بشكل شهري، وهم المعيلون الوحيدون لأهلهم، فالبوكمال تعتمد حاليًا أو سابقًا قبل حالة النزوح على موارد تأتي من العمالة في الخليج.

يبعد قلب مدينة البوكمال عن أول مدينة في العراق وهي مدينة القائم في غرب العراق 7 كيلو متر فقط، فهذه المجاورة والملاصقة للحدود العراقية أسهمت بامتزاج ما بين العوائل والعشائر والكثير من حالات الزواج والتناسب والمصاهرة والعمل المشترك ما بينهم والتجارة والدراسة، وفي الأساس، عشائر البوكمال قسم كبير منها أصولها عراقية، فهذا القرب من الحدود له نواحٍ سلبية ونواحٍ إيجابية، النواحي الإيجابية: أنه كان يسهم نوعًا ما في تنشيط التجارة وخصوصًا قبل مرحلة الثمانين، وكان العراقيون يأتون إلى البوكمال، ويتسوقون من مدينة البوكمال، وكان هناك نشاط واضح في أسواق مدينة البوكمال، وكانت الأمور طيبة ما بيننا وما بين جيراننا العراقيين.

هناك حادثة جرت في عام 1959 في محاولة ما كان يعرف حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي، وهي محاولة بعض الشباب من هذا الحزب اغتيال عبد الكريم قاسم، وفشلت هذه المحاولة في عام 1959، ولجا أحد أبرز المحاولين للانقلاب، وهو صدام حسين إلى البوكمال، وجاء إلى البوكمال؛ لأنه كان هناك قياديون كبار في مدينة البوكمال ومنهم الدكتور يوسف زعيّن- رحمه الله- والدكتور عبد العزيز السلمان، فلجأ إلى البوكمال، ولجا إلى رفاق دربه، وبقي في البوكمال فترة، ثم ذهب إلى دير الزور ومنها إلى حلب، ثم غادر إلى القاهرة، ولم يعد إلا وهو من ضمن نظام الحكم في العراق بعد انقلاب عام 1963، وهذه الزيارة إلى البوكمال زيارة صدام حسين أوجدت كتلة محبة لصدام حسين، وكره النظام لحافظ الأسد ولإيران، استمال أهالي البوكمال أكثر إلى اليسار العراقي، وقربنا من الحدود العراقية جرّ علينا الويلات، والنظام أصبح يكره مدينة البوكمال، ويحاول التضييق على أهالي مدينة البوكمال، وحتى إنني أذكر أنه في أحد الاعتقالات لي سابقًا كان المحقق يقول لي: أنتم لا تحبون الرئيس ولكنكم تحبون صدام حسين. وكانوا ينسبوننا إلى النظام في العراق، ليس كل أهالي البوكمال ممن انتسب إلى اليسار العراقي، وليس كل أهالي البوكمال عملوا في السياسة، ولكن النظام كان حاقدًا على أهالي البوكمال، وخصوصًا أن رئيس وزراء سورية عندما انقلب حافظ الأسد على الحكم في سورية عام 1970 كان هو يوسف الزعيّن، وكان رئيس الوزراء، و كان من مدينة البوكمال، وهذا أدى إلى حقد النظام على مدينة البوكمال.

يروي لنا أسلافنا أن العشائرية كانت تحوز على شيوخ بمعنى الكرم والجود وسماحة الأخلاق، ولكننا أدركنا في الزمن الحديث أن شيخ العشيرة يعيّن تعيينًا من قبل النظام، ويكون مرضىً عنه لدى الأجهزة الأمنية، ويكون له مقعد في مجلس الشعب، ولم نشهد هذه القصص التي رواها لنا أسلافنا عن شيوخ العشائر، والنظام حاول استمالة شيوخ العشائر، ونجح بذلك، وكان شيوخ العشائر موالين للنظام قبل الثورة، وتوضحت هذه الموالاة في الثورة. وطبعًا في منطقة البوكمال، لم ينضم للثورة أي شيخ من شيوخ العشائر، وجميعهم أيدوا النظام للأسف الشديد، والنظام كان يبني عليهم آمالًا كثيرة، ونجح في هذه الآمال.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/134-03/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العراقي

حزب البعث العراقي

الشهادات المرتبطة