الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تصعيد الأمن العسكري ومقتل 5 شباب في مدينة البوكمال

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:16:06

وبعدها ("جمعة لا للحوار" 8 تموز/ يوليو 2011) بيومين أو 3 أيام وفي وسط الأسبوع (في 16 تموز/ يوليو 2011 - المحرر)، نزل الأمن العسكري إلى السوق؛ ليقوم بمداهمة لاعتقال أحد الأشخاص، وفي وسط السوق، حصل إطلاق نار بحجة اعتقال هذا الشخص وأنه هرب من بين أيديهم، وعندما حصل إطلاق النار خرج الناس في مظاهرة ضخمة في وسط السوق مباشرة، وبدؤوا يهتفون في وجه سيارات الأمن العسكري، وانسحب الأمن العسكري، واجتمع عند مبنى مديرية المنطقة، ثم طوّق الناس المبنى، والمتظاهرون أصبحوا بالآلاف، وهجموا على المبنى، وقام عناصر قسم الأمن الجنائي بإطلاق النار، ووقع أول شهيد في مدينة البوكمال، وهو حيان البحر- رحمه الله- ثم تلاه شهيد ثان، وهو غيدان العبد في نفس اليوم، ثم شهيد ثالث وهو ليث الكمرية، ثم شهيدين بعدهم، وأصبحوا 5 شهداء في نفس اليوم. وأذكر أنني قلت قبل أيام لمدير المنطقة: يا حضرة مدير المنطقة، إن سقطت نقطة دم في البوكمال فسوف يتبعها شلال، ولن يتوقف الدم. وبالفعل، بقيام الأمن الجنائي بإطلاق النار على هؤلاء الـ5 - رحمهم الله - لم يتوقف الدم بعدها، واستمرت الأحداث في البوكمال، وبعدها طوّق المتظاهرون مبنى قيادة الشرطة، وحصل إطلاق نار، واستشهد من استشهد، ونزلت 3 دبابات مساء من شارع الهجانة، وعندما وصلت بالقرب من [ساحة]الفيحاء كان الناس متجمعين، فتفاجأنا بالدبابات، كانت طواقم الدبابات تنزل باتجاه المتظاهرين، ويعانقون المتظاهرين على أساس أنهم انشقوا، فالمتظاهرون أخذوا هؤلاء العساكر، واحتضنوهم، وقام المتظاهرون- ويوجد بعض المتظاهرين يعرفون قيادة الدبابات بسبب الخدمة العسكرية- بأخذ هذه الدبابات الـ3، وأخذوها إلى بداية طريق النهر عند المصفاة القديمة، وأصبح هناك تهديد من قبل الأمن العسكري أنه يجب عليكم تسليم الدبابات كما هي. ومباشرة، قام بعض المتظاهرين بإخراج الأسلحة من الدبابات وقبلها كذلك أخذوا الأسلحة من مديرية المنطقة بعد محاصرتها، وأحرقها المتظاهرون، وأحرقوا مديرية المنطقة، وأخذوا الأسلحة فأصبحت هناك أسلحة من مديرية المنطقة وأسلحه من الدبابات موجودة بيد المتظاهرين بالإضافة إلى 3 دبابات، وعلى أساسها تحركت قطع عسكرية كما يسمونها بالعلم العسكري: "مجوقلة محمولة بالمروحيات"، ونزلت في مطار الحمدان وبقيادة اللواء بدر بدر، ونحن لم تكن تأتينا رتب عالية، وهذه أول مرة يأتي لواء إلى المنطقة، وجاء لواء ركن اسمه بدر بدر، وقال: إنه مفوض شخصيًا من قبل بشار الأسد بحل هذه المشكلة. والمتظاهرون فوضوا الدكتور أسامة الحامد للتفاوض مع بدر بدر؛ لأننا جميعنا شعرنا أن الأمر أصبح كبيرًا جدًا، وأن النظام سوف يمحو المدينة كما وصلتنا التهديدات، فقال: يجب عليكم تسليم الأسلحة. فقمنا بحملة فيما بيننا لجمع الأسلحة، وجمعنا القسم الأكبر من الأسلحة، وبقيت بعض البنادق لم نستطع جمعها لأنها تسربت بين الناس، وبعض الناس أخفوها، وبقيت بعض قذائف الدبابة، ولم نستطع جمعها. وكان هناك أشخاص لديهم شيء من التنظيم، أو يجتمعون مع بعضهم، رفضوا تسليم هذه الذخيرة والأسلحة، وسلمنا أكثر من 90% من البنادق والأسلحة والذخيرة تقريبًا، واللواء بدر بدر بعد أن استلم هذه الأعداد أعطى الدكتور أسامة الحامد قائمة تضم 400 اسم، قال: إنهم مطلوبون للأمن جميعًا. ويبدو أن الاختيار كان عشوائيًا، وقال: إنهم اشتركوا في الهجوم على بناء قيادة الشرطة، وأخذوا الدبابات. بعدها اتضح لنا أنه قائد الدبابات الذين ادعى انه انشقّ، هم لم ينشقّ، ووُجد في اليوم الثاني في الأمن العسكري، وهو موجود على الحاجز، وتعرّف على الأشخاص الذين ساعدوه على الانشقاق هو وعساكره، واتضح أن القصة كانت عبارة عن لعبة، وأن هذه الدبابات لم تنشق، وكانت الغاية منها تأجيج الموقف في البوكمال، ونشر السلاح، والوصول إلى المواجهة المسلحة.

وبقينا نتفاوض مع النظام لأيام عديدة، وحوصرت البوكمال تقريبًا، وأنت لا تستطيع محاصرة البوكمال بشكل كبير؛ لأنها في الأساس منطقة نهرية، وكل شيء يوجد عندنا، وعندنا الزراعة والماء، ويمكن للحصار أن يُطبّق في منطقة أخرى، حصل حصار جزئي، وليس حصار تام كما جرى في مناطق أخرى.

هدد اللواء بدر بدر باجتياح البوكمال بحجة تسليم بقية الأسلحة وتسليم المطلوبين أنفسهم، ونحن كنا نعمل بسياسة التهدئة؛ لأننا لا نريد المواجهة المسلحة مع النظام، وانطلق المتظاهرون بالمئات إلى بناء الأمن العسكري من أجل التبصيم، كما طلب منهم أو ليس المتظاهرون، وإنما الناس العاديون والكثير منهم لم يكونوا من المتظاهرين، بناء على الأسماء التي طلبها اللواء بدر بدر وهي 400 اسم، ذهب الناس إلى الأمن العسكري من أجل التبصيم، وأنا أحد الأشخاص الذين ذهبوا إلى الأمن العسكري، ولكنني لم أستطع الذهاب بمفردي، وأخذت معي أحد المقربين من الأمن العسكري والذي كانت تجمعني به صداقة، وكان الرجل يعمل تاجرًا، وقلت له: يا أخي، القصة أن هناك تبصيمًا في الأمن العسكري، وأنت سمعت به. فقال: نعم. وقلت له: أنا أريد الذهاب، ولكنني خائف من الغدر. فقال: لا تخاف، وانا سوف آخذك بسيارتي وأعيدك بسيارتي. ووثقت بهذا الشخص وهو صديقي، فاتصل بقائد الأمن العسكري، وكان قائد الأمن العسكري من قرية البوليل، وأنا فاتني أن أذكر هذا الأمر، حيث إن أحد مطالب المتظاهرين والوفد الذي ذهب إلى بشار الأسد هو تغيير قائد مفرزة الأمن العسكري غسان، فغير النظام قائد مفرزة الأمن العسكري في البوكمال، ووضع شخصًا من البوليل، اسمه محمد، وهو عقيد متقاعد قديم، وهذا العقيد كان أسلوبه أهدأ من ذلك الذي قبله (غسان)، فاتصل صديقي مع العقيد محمد، وقال له: يوجد فلان الفلاني يريد التبصيم. فقال له: فليتفضل، ويبصم. وذهبت، وبصمت، فقال لي: أنت يجب أن تذهب للتبصيم في مكتب أبي عماد، وأبو عماد كان مسؤولًا عن مكتب الإرهاب، وكان مرعبًا جدًا، وهو مساعد أول، ولكن لديه صلاحيات تفوق صلاحيات العميد، ويقال: إنه كان صديق ماهر الأسد مباشرة. وذهبت إلى أبي عماد، وبصمت، فقال لي: أهلًا بالحاج، وكيف حالك؟ قالها بتهكم، وقال: أخيرًا جئت إلينا. فبصمت، وأعطاني هويتي، وذهبت، ومعي هذا الرجل صديقي، قال له: همام عندي. فقال له: خذه. وبعد انتهاء التبصيم الذي استمر لمدة يومين، وهو أعطانا مهلة 48 ساعة، وأغلب الناس ذهبوا للتبصيم في الأمن العسكري، والتبصيم يعني أنني لن أقوم بشيء يمسّ الدولة، يعني مثل تعهد شكلي وصوري.

بعد يومين، تفاجأنا بقدوم الدكتور أسامة إلينا، وقال لنا: اللواء بدر بدر يقول إنه يريد السلاح كله. فقلنا له: ومن أين سنحضر السلاح؟ وقد بقي فقط 6 أو 7 قطع من السلاح و5 قذائف، ولم نستطع إيجادها من أصل مئات البنادق التي سلمناها ومئات القذائف، فهذه ذهبت، ولن نستطيع الحصول عليها، أخذها الناس؛ لأن هناك أشخاصًا منظمين أو أشخاصًا يجتمعون عسكريًا، وهؤلاء الأشخاص كان لهم ميول قاعدية، وكنا نسميهم: "جماعة الجوانية"، وهم رفضوا تسليم السلاح، وهؤلاء لا يمون أحد عليهم (له تأثير عليهم). وبالفعل، نفّذ اللواء بدر بدر تهديده في أول رمضان، واجتاح مدينة البوكمال.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك في البوكمال

كود الشهادة

SMI/OH/134-16/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز/ يوليو 2011

updatedAt

2024/07/02

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في البوكمال

فرع الأمن العسكري في البوكمال

مطار الحمدان العسكري

مطار الحمدان العسكري

الشهادات المرتبطة