كما ذكرت: أُجّل الانخراط في المظاهرات ما بين الحركة الكردية كقيادات سياسية كانت ترتئي أن ننتظر قليلاً كأكراد، أما الشباب الكردي فقد كان متحمساً، وكان يقترح المشاركة مباشرة، وشارك الشباب في المظاهرات مباشرة على امتداد الرقعة السورية وفي المناطق الكردية إلا أن- بشكل نظامي- قواعد الأحزاب الكردية ومنهم: أنا ورفاقي على الأقل في حزب "يكيتي"، وأعتقد أنه في معظم الأحزاب الكردية وعلى الأقل أحزاب لجنة التنسيق بحسب معلوماتي اشتركوا في مظاهرة 1 نيسان عام 2011 (جمعة الشهداء) أمام جامع قاسمو وحتى دوار الهلالية، و يُسمى: "دوار عثمان صبري" حالياً، وأُلقيت الكلمات هناك.

قواعد الأحزاب الكردية كانوا من المنظّمين، وأتذكر من أين خرجت اللافتات والشعارات، حيث خرجت من محل أحد رفاقنا، وكنت أتذكر، وكنت على علم بمضامين هذه الشعارات، وكانوا من المنظمين لها.

طبعًا، كانت مشاركات الأحزاب غير معلنة. قبل الصلاة، كنا مجتمعين هناك، وكنا نتشاور كيف نخرج وما إلى ذلك، واتفقنا أن المظاهرة كتجربة أولى يجب أن تبدأ من عند الجامع إلى دوار الهلالية، واتفقنا مع المستقلين أن يلقي الكلمة الأستاذ خالد جميل محمد، وعندما انتهت الصلاة خرج المصلون، ومباشرة، انخرطنا جميعاً كل شخص من طرف وجهة، ثم بعد ذلك مباشرة، فُتحت اللافتات والشعارات، وبدؤوا بالهتافات، وبعد مسير 20-50 خطوة، بدأ الناس يدخلون زُرافات زُرافات (مجموعات مجموعات) من الأزقة والشوارع؛ لأنه كان هناك خوف، وكُسر حاجز الخوف. وكانت الشعارات: "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد"، و"حرية ..حرية"، و"الأخوة الكردية العربية". كانت هذه هي الشعارات في الأسبوع الأول، ثم بدأت- ولم أعد أتذكر إن كان ذلك في هذا الأسبوع أو في الجمعة التي بعدها مباشرة- شعارات: "من قامشلو (القامشلي) إلى حوران الشعب السوري ما بينهان"، وهذه هي الشعارات التي كانت تتردد وهذا ما أتذكره منها. 

بدأنا- لنقل- بـمئة شخص، مثلاً: عند الجامع، هناك مصلون و100 شخص اشتركوا، وبعد 100 خطوة أو 100 متر، لا يقلّ[العدد] عن 1000شخص، وأستطيع أن أقول: إن المظاهرة ليست أقل من 5000 شخص. يعني من 5000 إلى 10,000 شخص [متظاهر]، وعند الدوار، أُلقيت الكلمة التي اتفقنا عليها من قبل المستقل الأستاذ خالد جميل باللغة العربية.

النظام لم يحضر نهائياً، وتوقعنا بشكل عام تعامل النظام مع المظاهرات الكردية والمناطق الكردية (مناطق تواجد الأكراد) أو لنقل: المظاهرات الكردية بشكل أساسي، وأن النظام سوف يتعامل مع النشاط الكردي ليس بالحدة التي يتعامل فيها مع الآخرين؛ لأن النظام يريد توفير بعض القوة، فالنظام يعتبر أن لديه عدواً رقم واحد وعدواً رقم اثنان، والعدو الأول هو معروف في المناطق الداخلية، يعني بالعربي الفصيح هم العرب السنة منذ الثمانينيات عندما بدأ مع "الإخوان المسلمين" وغيرهم. فالقضية الكردية بالنسبة للنظام هي عبارة عن قضية حقوقية، والنظام يعتبر الكرد لا يريدون أن يأخذوا الكرسي (الحكم)، وإنما اللغة الكردية والاعتراف بالكرد فقط، ولذلك نحن توقعنا ألا يكون هناك قمع واستخدام للسلاح على الرغم من وجود الخوف فأنت في طور الاحتمال.

 استمرت المظاهرة مع المشي البطيء جداً وإلقاء الشعارات حوالي أقل من ساعة، و [كانت بالنسبة] للأحزاب تجربة ناجحة، وبدأت الأحزاب تتشاور: كيف يجب أن تكون الشعارات؟ وكيف تتعامل الحركة الكردية؟ وكيف تنتقل إلى الإطار الرسمي؟ وفي الأسبوع الذي يليه أيضاً وبنفس الوتيرة تقريباً إلا أنه بدأت قواعد الأحزاب، وأنا-على الأقل- على اطلاع مع قواعد الأحزاب الثلاثة والتي هي لجنة التنسيق المطالبة بشكل رسمي، وعلى أثرها، أعلنت لجنة التنسيق بشكل رسمي انخراطهم من خلال بيان، [أعلنوا عن]: تبني المظاهرات وشعارات المظاهرات والمشاركة في المظاهرات. وكان بياناً مشتركاً للجنة التنسيق، "آزادي" و"يكيتي" و"تيار المستقبل الكردي"، وأظن أن هذا البيان [صدر] بعد شهرين من بدء المظاهرات بشكل رسمي إلا أنه بشكل غير رسمي تمّ انخراط قواعد الأحزاب لدرجة يمكننا أن نقول عنها: اللجنة المنطقية على الأقل، وكانوا مشاركين.