هناك تنسيقيات انخرطت مباشرة دون أن تستشير، أو تستأذن أحداً، والتنسيقيات قالت للأحزاب بما معناه: إن تصرفاتنا هي الأصل، وأنتم وضعكم استثنائي، ولا داعي للانتظار. وكما ذكرت لك: الأحزاب تفاعلت، وطلبت من قواعدها المشاركة إلى أن تتمّ بشكل رسمي. ومشاركة الأحزاب مرتبطة بتخوف أساسي، فالنظام يلعب على [وتر] أن الأكراد انفصاليون، ويتمّ تأليب العرب والعشائر بشكل أساسي، فانتُظرت هذه الخطوات في تلك المرحلة. وبالفعل، بعد فترة ليست ببعيدة، وكما قلت لك: إن أحزاب لجنة التنسيق تبنّت الثورة، ثم تبنّت مجموع الأحزاب الكردية.

كانت "جمعة آزادي" في 20 أيار، وكانت هذه التسمية لها وقع كبير، يعني استحسنت الجماهير الكردية هذه التسمية، ووجدت فيها تضامناً وروحاً وطنية، ووجدت فيها شيئاً جديداً لم يكن متوفراً على مدى السنوات التي مرت، يعني لم يعد هناك "كل يغني على ليلاه"، فالكل بدأ يغني على الوطن، وكان هذا هو المطلوب. وكان الأكراد دائماً يقولون: إن القضية الكردية من المستحيل أن تُحلّ بشكل كردي وبشكل مجتزأ، والقضية الكردية هي جزء من القضية الوطنية السورية وجزء من القضية الديمقراطية، وهذا ما وجدوه في الثورة، وانخرطوا فيها.

إبراهيم برو كعضو في المكتب السياسي لحزب "يكيتي"، وبحسب ما ذُكر الموضوع حينها من قبل الشباب والتنسيقيات وقواعد الأحزاب ومنها قاعدة حزبنا: إن الأستاذ إبراهيم برو كعضو مكتب سياسي هو أول قيادي كردي يلقي كلمة في التظاهرة، وهذا كان على الأقل قبل تبني وصدور بيان لجنة التنسيق، وصدر البيان بعد شهرين، فهو كان قبل هذه المرحلة، ولا أذكر التاريخ بشكل دقيق، مثلاً: عامودا والقامشلي على الأقل خرجتا في تاريخ 1 نيسان بشكل كبير، وكان هناك تنسيق؛ لأن الأحزاب الكردية لها فروع في جميع المدن والأحياء الكردية والقرى الكردية، فبالتأكيد كانت المعلومات متوفرة جداً، والآن تذكرت أمراً: في كل يوم جمعة، نحن في حزب "يكيتي"، وفي موقع "يكيتي ميديا"، كان سكرتير الحزب المرحوم إسماعيل حمو يشرف على تحرير بانوراما عن مشاركة الكرد في كل التظاهرات السورية، وبالتالي كان هناك تنسيق.

في البداية، النظام بدأ يلاحق المشاركين في المظاهرات، وخاصة الشخصيات التي اعتبرها أساسية، وكان يُغلق الطرقات ومداخل مدينة القامشلي قبل المظاهرة في يوم الجمعة، تُغلق من الساعة 10، وكان الناس يدخلون بطرق ملتوية من هنا وهناك، وعلى سبيل المثال أنا أتذكر: اعتقلت في 15 آب 2011 ، وكان يوم الخميس، وعندما كنت في المنفردة وفي يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، ونحن كنا نقدر أن المظاهرة تسير الآن، وبعد الساعة 1:30 أو 2 ، سمعنا، ولم نرَ؛ لأن الأبواب مغلقة أنهم جلبوا مجموعة من المتظاهرين المشاركين في المظاهرات، وهم كانوا جماعة من تلّ معروف، أُلقي القبض عليهم، وزُجّ بهم في المنفردات أيضاً.