الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال في فرع الأمن العسكري بالقامشلي في آب 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:37:07

في 15 آب 2011، وكان يوم الخميس، استدعاني المرحوم الرفيق المناضل سعيد موسى أبو رياض الذي اعتُقل، وكان قد أُطلق سراحه من سجن الأمن العسكري قبل أسبوع، وقال لي: ليتكم تأتون حتى نكتب ديباجة حتى نرسلها إلى "الجزيرة" وغيرها من القنوات. وكنت في منزله الساعة 5:00 عصرًا في شهر رمضان، وكان موجوداً هناك قبلي رفيقنا الأستاذ خورشيد محمد الملقب خورشيد عليكا [وهو خريج] ماجستير علوم اقتصادية، وكان الأستاذ خورشيد يكتب تصريحاته، وكيف تمّ التعامل معه، وكيف اعتُقل، وأنا كنت أعطي رأيي، وهم كانوا قد بدؤوا بالكتابة قبلي بنصف ساعة، وأنا عندما جئت استضافوني و[قدموا] الشاي. خرج المرحوم أبو رياض، حيث قالت له زوجته: جارنا يريدك. وجاره شاب عربي من المكون العربي ولديه دكان، وقال له: يا أبا رياض، إن هناك سيارة للأمن العسكري تأتي إلى هنا، وأنا لاحظت أنها تدقق على باب منزلك. وجاء، وقال لي أبو رياض: إن هناك سيارة بهذا الشكل. قلت له، وقد انزعجت قليلاً بعصبية -كان منزله في شارع الكورنيش خلف كازية لازكين- قلت له: نحن ثلاثة أشخاص مجتمعون في وسط النهار، وإذا بقينا نسأل(نهتم) بهذه الأمور...، فلنتركهم، ولنكمل موضوعنا. وهم أيضاً نسوا باب الحوش (ساحة المنزل الخارجية) مفتوحاً، و استمررنا في المشاورات (كيف سوف نكتب الديباجة) والورقة أمامنا ونحن 3أشخاص فقط في الغرفة، ورأينا مباشرة مداهمة ليست للحوش فقط، وإنما مداهمة للغرفة، فالحوش عربي، وباب الغرفة كان مفتوحاً، ومباشرة دخل عناصر المخابرات، وكانوا 3 من الأمن العسكري، ولأنني كنت موظفاً في المستشفى فقد كنت أعرف أحدهم، وأعرف اسمه أيضاً، وأخذونا مباشرةً، وأخذوا الورقة، وزجّوا بنا في السيارة، وبدؤوا يزجروننا بعنف، ولأن خورشيد كان أصغر مني بكثير؛ فحتى أرفع من معنوياته قليلاً قلت لهم: أنتم أخذتمونا بالجرم المشهود، لماذا هذا التعامل القاسي معنا؟ والسيارة كانت ضيقة، وقال لي أحدهم: أرسل هذا الأمر إلى قناة الجزيرة، والشخص الثاني قال لي: لا يوجد مشكلة. وبصراحة أنا قلت لهم: نحن الآن متهمون، ولا يجب عليكم التعامل معنا بهذا التعامل، وأنتم غداً أو بعد قليل قد تندمون على هذا التعامل معنا، ونحن نخرج بريئين، فقال: ليس هناك مشكلة، ونحن مطلوب منا إيصالكم إلى الفرع، وهناك تتكلمون كما تشاؤون، وأنا قلت له: تعامل معنا بإنسانية أكثر. 

وعندما ذهبنا إلى هناك قالوا: ارفعوا أيديكم، وأديروا ظهركم. [كنا في فرع] الأمن العسكري، وأخذونا إلى القبو. وطبعاً، المناضل أبو رياض محمد سعيد موسى كان...، وقالوا لنا: أديروا وجهكم إلى الجدار وارفعوا أيديكم. كان أبو رياض يرتدي جلابية، وكان يقول لهم: هؤلاء ضيوفي اتركوهم، وكل الأوراق التي أمسكتم بها أنا أتحمّل مسؤوليتها، وهؤلاء ضيوفي جاؤوا لزيارتي؛ لأنني خرجت من السجن، ولا يمكنكم التعامل بهذه الطريقة. وأنا مازحته، وقلت له: يا أبا رياض، هل أنت تجلس في مضافة عائلة موسى حتى تتكفل، وتتكلم بهذه الطريقة، فنحن جميعنا في الهواء سواء (مازحًا). وطبعاً، أبو رياض والأستاذ خورشيد قالا لي: أنت موظف، وأنت ليس لك علاقة بأي شيء، وأنت جئت للسلام فقط، ونحن نتحمّل كل الموضوع. وطبعاً، أصرّ أبو رياض أن كلاكما لن تتحملا، وأنا سأتحمل [المسؤولية]. 

أخذونا، وأخذوا كل من هو موجود معنا، وكان عنصر المخابرات يقول لي: أنت أخ فلان من العائلة الفلانية، وهذا الأمر معيب في حقك، وكيف جئت معهم؟! ثم دخلنا، وكنت خائفاً من أمر واحد فقط، وهو أن عندي حساسية من الرطوبة، وكنت خائفاً أن تأتيني نوبة الربو، والحمد لله لم تأتني. وفعلاً، بعد قليل وفي اليوم الثاني، أحضروا الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم من المتظاهرين، وأنا وضعوني في المنفردة في الأمن العسكري، وأنا كنت في صف منفردات وأبو رياض وخورشيد في صف منفردات آخر، وكنا نستطيع الحديث مع بعضنا... لا، كل واحد منا في منفردة، وهي غرفة عرضها متر وقليل وطولها أقل من مترين، وبقيت فيها لمدة 30 ساعة. حقّقوا معي مرتين خلال هذه المرحلة، وفي المرة الأولى، كنت معصوب العينين، أخذوني، وعندما جاء عنصر الأمن العسكري، وأخذني، مشيت معه على الدرج، وصعدت إلى الأعلى، قال لي: ما هو اسمك؟ وماذا تعمل؟ وسألني عن الهوية، وأنا لم يكن معي هوية، بل كان معي بطاقة نقابة المهندسين، وقلت لهم: هذه البطاقة الهندسية، وأنا مهندس كهرباء. وعندما قلت: أنا مهندس. فإن العنصر كان يتعامل معي...، ويقول لي: يا أستاذ. عندما يأخذني، ويعيدني إلى المنفردة، والضابط سألني: ما هو حزبك؟ ونحن في الحزب يحقّ لك إذا لم تكن عضواً في المكتب السياسي يحقّ لك عدم الاعتراف، وأنا لم أكن عضواً في المكتب السياسي، وإنما كنت عضواً في اللجنة المنطقية، وقلت لهم: أنا لست عضواً حزبياً، فقال: ولكن المعلومات التي لدينا والناس الذين يتكلمون يقولون: أنت عضو في حزب "يكيتي". وقلت لهم: لا، أنا أكتب الشعر، وألقي قصائدي في جميع الصالونات وفي مكاتب الأحزاب التي أصبحت مثل الصالونات، وقد يكون نشاط حزب "يكيتي" أغنى، وبالتالي مشاركتي معهم أكثر. وحاول كثيراً، وأنا قلت لهم: لا، وقال لي المحقق بصريح العبارة: جميع الشباب الأكراد مسيّسين ومتحزبين، وهذا حقهم الطبيعي، وأنت أيضاً عضو في حزب "يكيتي"، فقلت له: لا، أنا تعاملي مع حزب "يكيتي" كبير، وأصدقائي من حزب "يكيتي" كثيرين، ولكنني لست عضواً. ثم أنزلني، ونمت، وفي الفترة الصباحية، أحضروا لنا طعام الإفطار، وبقينا حتى الليلة الثانية، ونمت أيضاً، وفي الساعة 12 ليلاً، أخذوني، وأنا بقيت ليلتين ونهاراً، وحقّق معي أيضاً، وقبلها غاب صوت خورشيد وأبي رياض عني. 

في المرة الثانية بحدود الساعة 12 ليلاً، أيقظني العسكري، وأخذني إلى الأعلى، ولم أكن أرى شيئاً، وقال لي: ما الذي أخذك إلى هناك؟ فقلت له: هذا الشخص جارنا وخرج من السجن. و[قلت] تقريباً نفس الكلام، وبعدها تبيّن أنه بعد اعتقالنا مباشرة صدر بيان أنه اعتُقل الأشخاص الثلاثة، وكان اسمي بينهم، وذلك من قبل موقع "يكيتي ميديا"، وحزب "يكيتي" لم يتبنّوا [المعتقلين] كحزبيين، وإنما كمواطنين قد تمّ اعتقالهم، وتمت إدانتهم، وأنا تبيّن لي أنه كان هناك ضغط من أجل هذا البيان وبهذا الاستعجال. كان نفس الكلام في المرة الأولى تقريباً، وقالوا لي: أنت موظف، ونحن سوف نعطيك فرصة، وبعدها قالوا لي: أنت ستخرج، استلم هويتك وأغراضك، وسوف تقابل رئيس الفرع قبل أن تخرج. وذهبت إلى مكتب رئيس فرع، وقال: أنت مهندس مثقف، ولا يجب أن تكون بين هؤلاء الأشخاص، وهو كان يتهجّم على أبي رياض كثيراً وبشكل خاص، ودافعت عن أبي رياض، وقلت له: أنت تضخّم الموضوع كثيراً حول أبي رياض، وهو رجل شبه أمّي، وأنت تتهمه[بالتعامل] مع "الجزيرة"، فقال: وهل "الجزيرة" تحتاج إلى أشخاص مثقفين؟! هي بالأصل تحتاج إلى هكذا أشخاص. من ناحية أخرى قال: أنت مهندس وإذا خرجت في مظاهرة من أجل تحسين وضعك؛ كي تصبح مديراً أو وزيراً، ولكن الآخرين لا أعرف ماذا يريدون، وفي النتيجة قال: سوف نعطيك فرصة، وعليك البقاء في المستشفى، وتعود إلى عملك، ولكن بدون مشاغبات. 

ذهبت، وعندما داومت في اليوم الأول، وكان اعتقالي في أيام العطلة، بدأت يوم الأحد، ودخلت إلى مدير المستشفى الوطني، وسلمت عليه، ورد السلام، وكنت أريد التحدث معه بأمور العمل في ورشه الكهرباء في المستشفى، فقال: أولاً، الحمد لله على سلامتك. وتحدث لي عن سجني، وقال: أنا تكلمت ضميري (بما يمليه عليّ ضميري) أن الشخص الفلاني سلوكه جيد كموظف، وأرحت ضميري بهذه الطريقة، وهكذا تمّ الموضوع.

أما الشباب فقد أخذوهم إلى الشام (دمشق)، وبقوا هناك أكثر من شهر، وخرج بعدها خورشيد وبعده بعدة أيام، خرج أبو رياض. وفي التحقيق، أنا لم أتبنّ شيئاً، وقلت لعناصر الأمن: نحن موظفون وملتزمون، ولكن بشكل يومي كنت أخرج في المظاهرات في العام 2011، وكل شخص مسؤول قسم في العمل كان يعمل، وينظم وما إلى ذلك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/26

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي الكردي

كود الشهادة

SMI/OH/19-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

آب 2011

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-منطقة القامشلي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

فرع الأمن العسكري في الحسكة- مكرر

فرع الأمن العسكري في الحسكة- مكرر

حزب يكيتي الكردستاني في سوريا

حزب يكيتي الكردستاني في سوريا

يكيتي ميديا

يكيتي ميديا

المستشفى الوطني في القامشلي

المستشفى الوطني في القامشلي

الشهادات المرتبطة